في كتاب "رجب طيب أردوغان .. قصة زعيم" يعرض المؤلفان حسين بسلي وعمر أوزباي رحلة السياسي الكبير من المعارضة للحكومة وحضوره المتميز على الساحة الدولية والعربية .
في الكتاب الصادر عن "الدارالعربية للعلوم" يظهر كيف أفادت الحركة الإسلامية في تركيا ولا سيما حركة الفكر الوطني بزعامة نجم الدين أربكان التي تمثل الإسلام السياسي من حركات إسلامية كبرى تأتي في مقدمتها حركة الإخوان المسلمين، ونهلت من كتابات منظري هذه الحركات وقادتها مثل حسن البنا، وسيد قطب، وأبي الأعلى المودودي، وأبي الحسن الندوي، ومطهري، وبهشتي، وغيرهم.
كما يعرض الكتاب انبهار حركات العمل الإسلام السياسي في العالم العربي. وكيف استطاع أردوغان الفوز في صناديق الانتخابات وتمكن من تشكيل حكومة ذات مشروع إسلامي لأول مرة .
وقد نشأ أردوغان في كنف حركة الفكر الوطني منذ أن كان في المدرسة الثانوية للأئمة والخطباء وكيف أهلته ملكاته الخطابية، ومطالعاته الثقافية، وشخصيته الجادة للمشاركة في أنشطة الأحزاب السياسية التي أسستها حركة الفكر الوطني ، ثم انشقاقه عن الأحزاب وتأسيس حزب سياسي جديد مستقل باسم حزب العدالة والتنمية.
وانشقت قيادات شابة مع الزعيم ، وكانت تمثل التيار التجديدي داخل حركة الفكر الوطني، منهم عبد الله غول، وبولنت أرينتش، ومليح غوكتشاك ويعلن أردوغان منذ اليوم الأول لتأسيس حزب العدالة والتنمية أن حزبه يحمل طابعاً ديمقراطياً محافظاً، وأنه مفتوح أمام كل المواطنين ليحقق مشروعاً وطنياً نهضوياً ينقذ تركيا من كبوتها الاقتصادية والسياسية، ويؤهلها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وما هو إلا عام وبضعة أشهر حتى خاض ذلك الحزب الناشئ غمار الانتخابات العامة المبكرة في الثالث من نوفمبر عام 2002م، ينافس فيها الأحزاب التركية الكبرى ذات التاريخ السياسي الطويل في خوض الانتخابات وتشكيل الحكومات. وإذا بنتائج الانتخابات تعلن فوز حزب العدالة والتنمية بالمركز الأول ليصبح قادراً على تشكيل حكومة بمفرده بعد نحو عشر سنوات لم تتشكل فيها سوى حكومات ائتلافية.
ثم يخوض الآن أردوغان التجربة للمرة الثالثة ويحظى بنجاح في شق طريقا وسطا يحقق إجماعاً وتوافقاً بين رغبات الشعب ومتطلباته من أجل ، ولا تصطدم بالنظم السياسية العالمية.