من أهم الكتب العلمية المعاصرة الموجهة للقارئ العام غير المتخصص، للعالم البريطاني الشهير والمقعد ستيفن هوكينغ صاحب نظرية "كل شيء" التي تشكل أهم محاولة في تاريخ العلم للتوفيق بين نظريتين هما الأساس في الفيزياء:"النسبية العامة" التي تتعامل مع تفسير حركة النجوم والكواكب والمجرات وتخوض في نشأة ونهاية الكون و"ميكانيكا الكم" التي تتعامل مع الجسيمات الصغرى الذرية ودون الذرية التي تشكل أساس المادة التي يتكون منها كل شيء.
شرح نيوتن عمل الجاذبية كقوة تحافظ على توازن استمرار الأجرام السماوية وأثبت آينشتاين لاحقاً في نظرية النسبية والزمكان (زمان + مكان معاً)أن أي جسم عندما تزيد سرعته ينكمش طوله وتزيد كتلته ويقل الزمن مع تسارعه تدريجيا إلى أن يصل الزمن إلى نقطة "صفر" عند السرعة القصوى وهي سرعة الضوء (أظهرت ساعات دقيقة أن عمر التوائم يختلف بين قمة الجبل وسطح البحر بشكل بسيط، ويتضح ذلك أكثر مع رواد الفضاء وظاهرة المحافطة على شبابهم في رحلات صاروخية سريعة مقارنة بنظرائهم على الأرض)، إذاً عندما يبلغ جسم ما سرعة الضوء (الذي لا كتلة له) يتجمد الزمن كبعد وهذا يعني أن الزمان نشأ بعد ولادة الكون ولا معنى له خارجه.
وأظهر تلسكوب هابل وتقنيات اليوم أن الكون مستمر بالتمدد مدفوعاً بطاقة مظلمة لم تُكتشف طبيعتها بعد. وهذا التمدد المستمر لا بد وأنه انطلق من نقطة يقول العلماء إنها "الانفجار العظيم"، وسيصل الكون إن لم يستمر بالانفلاش ثم البرود والتحلل،لمرحلة تصبح فيها جاذبية المركز أقوى من طاقة التمدد فيقف عند نقطة يرتد معها للانكماش.
وما يجعل هذا أكثر احتمالاً هو أن التلسكوبات الحديثة أظهرت وجود ما يسمى بالثقوب السوداء وهي انهيارات لنجوم تتقلص كتلتها وتنضغط للداخل ما يزيد من جاذبيتها والتهامها لما حولها بما في ذلك الضوء بنهم، وهذا هو الأساس في افتراض أن الكون سينتهي بهذه الطريقة.. تحول الأجرام لثقوب سوداء وانضغاط يليه آخر حتى العودة إلى لحظة الجسيم الصغير الذي تولد منه الانفجار العظيم.
رغم محاولة تبسيط المعقد يبقى هذا "الشرح المبسط" في العمل بحاجة لقراءة متأنية. ثار الكثير من الجدل حول هوكينغ خاصة من الناحية الدينية بين من رفضها وبين علماء قالوا أن القرآن الكريم يفسر كل ما أشار إليه.