عمان - استعرض الكاتب والباحث الفلسطيني نبيل خالد الآغا في كتابه "خالدون من فلسطين" حياة كوكبة من مبدعي فلسطين مثل عادل زعيتر، إسماعيل شموط، جبرا إبراهيم جبرا، توفيق زياد، أحمد صدقي الدجاني، فدوى طوقان، فيصل الحسيني، ناجي العلي، أبو سلمى، أنيس صايغ، إحسان عباس، قنديل شاكر، منير الريس، ناهض الريس.
ويهدي المؤلف الكتاب إلى أرواح المبدعين الذين أعطوا الحياة إضافات جديدة، مقدرة إحياء الوجود الوطني الفلسطيني، والوجوه المضيئة التي ساهمت في اشعال جذوات العطاء، ثم رقدت في مثاويها الأبدية، وإلى مواكب المبدعين الراحلين الذين تتهادى أطيافهم أمامنا فنحني لها الهامات إعزازا وإكبارا، وإلى المبدعين الجدد المتعاقبين على دروب العطاء المتواصل من أجل حرية فلسطين الغالية، والحفاظ على هويتها العربية والاسلامية".
ويجمع الكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بين التوثيق والصورة المعرفية والثقافية لشخصيات فلسطينية أسهمت في تعزيز النضال الفلسطيني لأجل التحرر والانعتاق من خلال الجهد المعرفي والثقافي والسياسي والدور الاجتماعي الفاعل، ويوفر ذخيرة معرفية وثقافية للأجيال العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً، بعد مجموعة من الإصدارات للمؤلف منها "الشهيد الحي عبدالقادر الحسين، مدائن فلسطين، لن نقول للقدس وداعا".
ويحتوي الكتاب على تراجم لأربعة عشر خالدا من الوجوه الفلسطينية التي تنوعت عطاءاتها وتباينت ابداعاتها أدبا وفكرا وجهادا وسياسة.
ويقول "إن كاتب هذه السطور لا يقوم بمهمة التأريخ، ولكنه يرسم صوراً تنبض بلمحات من واقع تلك الوجوه تولدت نتيجة دراسة أو قراءة أو رواية أو معاشرة"، مبينا أن هؤلاء رحلوا قبل موسم الحصاد المتمثل في تحرير فلسطين،" وعزاؤنا وعزاؤهم أنهم أدوا قسطا وافرا من رسالاتهم، وأن الحق الذي لا تضيع ودائعه مدخر حسناتهم في موازين أعمالهم".
ويؤكد ان سيرة هؤلاء فيها من الدروس والعظات، متمنيا أن تفيد منها الأجيال الفلسطينية الحاضرة واللاحقة والتي تتعرض ثقافاتهم الوطنية والدينية لعمليات تشويه وطمس.
وتحدث الآغا حول طول أو قصر المادة عن شخصية وأخرى، مبينا أن ذلك محكوم بعاملين هما: "عطاء الشخصية، وتوافر المعلومات عنها، "فقد تكون الشخصية معطاءة لكن المعلومات المتوافرة عنها محدودة، وبالمقابل قد تكون الشخصية معطاءة لكن المعلومات المتوافرة عنها غنية وثرية".
ويؤكد أنه اعتمد في كتابة هذه المواد على عدد غير قليل من المصادر والمراجع اضافة إلى العلاقات الشخصية التي ربطته ببعض أصحاب الوجوه والتي بلغت حد الحميمية المطلقة، واستشهد بأقوال كتاب وصحفيين ومؤرخين وأصحاب رأي للتدليل على كفاءة هذه الشخصيات.
وأشار إلى أن المقالات نشرت في مجلة "الدوحة" الثقافية الشعرية في الفترة الواقعة بين سنتي 2007-2011"، مشيرا إلى أن ترتيب نشر هذه المواد خضع لتاريخ نشرها في المجلة و"موقع النخلة" الخاص بعائلة الآغا. ويبين مشرف عام مركز الترجمة في الدوحة د. حسام الخطيب، أنه إثر نكبة فلسطين في العام 1948، أخذت صورة الفلسطيني اللاجئ مسارب مختلفة تتراوح بين صورة المقاوم المكافح وبين صورة الجبان الذي هجر أرضه أو باعها مكرها أو هربا بأرخص الأثمان، خوفا من مواجهة المستوطنين الإسرائيليين المتوحشين المدججين بالحقد والأسلحة التدميرية الفتاكة. ورأى الخطيب أنه في ذلك الوقت كان محرما على الفلسطيني حمل السلاح، ويحدث ذلك على مرأى ومسمع من قوات الانتداب البريطاني التي تجاهلت مسؤوليتها الرسمية من ناحية الحفاظ على حماية السكان الأصليين، بل كانت تغض الطرف عن ذلك، وتمهد الطريق للإجرام الصهيوني ضد العرب.
ويتحدث الكتاب عن :"عادل زعيتر، رائد المترجمين العرب في القرن العشرين، الفنان إسماعيل شموط، ذاكرة الحياة الفلسطينية، جبرا إبراهيم جبرا مشروع عظيم في رجل، الشاعر توفيق زياد جواد لا يمل الصهيل، المفكر أحمد صدقي الدجاني حامل المسك، الشاعرة فدوى طوقان.. غياب يستعصي على النسيان.
ويصف أيضا المناضل فيصل الحسيني بسراج القدس المنير، وناجي العلي بانه شاهد على هذا الزمان، أبو سلمى الشاعر الثائر أبدا، وأنيس صايغ ... حياة مكللة بالغار، والناقد إحسان عباس بين الإبداع والإمتاع،
د. قنديل شاكر أنمودج فريد لشخصية الداعية الإسلامي، المناضل منير الريس... قلب متوهج بعشق فلسطين، ناهض الريس.. مؤسسة فكر وجهاد وقانون".