من المسؤول عن عملية تفجير طائرة الرئيس الرواندي الأسبق؟

تاريخ النشر: 27 مايو 2013 - 06:15 GMT
غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

فجّر صاروخان طائرة الرئيس الرواندي جوفينال هايباريمانا، في السادس من ابريل عام 1994. فقتلا كل من كان فيها. وخلال الدقائق التي تلت الانفجار، شرع العسكريون الروانديون والميليشيات التي كانت قد جرت تعبئتها منذ سنوات، في عملية إبادة استهدفت أفراد قبيلة «التوتسي» والمعارضين من قبيلة «الهوتو». ذلك الحدث وتلك المجزرة هي موضوع كتاب صحافي التحقيقات، البلجيكي فيليب بروايس.

السؤال الأول الذي يطرحه المؤلف: من المسؤول عن عملية تفجير طائرة الرئيس الرواندي الأسبق؟

ويشير مباشرة، إلى أن القاضي الفرنسي، جان لويس بروغيير، حدد ذلك المسؤول بـ«الجبهة الوطنية الرواندية» التي تسيطر على السلطة اليوم في البلاد.

ويلفت المؤلف، أيضا، إلى ما كان قد وصل إليه الصحافي الفرنسي وبول بيّان، في كتابه عن الموضوع، تحت عنوان: «سود غاضبون وبيض كاذبون». إذ اعتبر فيه أن المسؤولية تقع على الجبهة الوطنية الرواندية ورئيسها، بول كاغام. ومفاد تحقيقه، هو أن ما وصل إليه القاضي بروغيير صحيح.

يذهب مؤلف الكتاب، فيليب براويس، في اتجاه معاكس تماما. ذلك بالاعتماد على آلاف الوثائق القضائية وعشرات المقابلات ومئات المقالات الصحافية، التي تصبّ كلها، حسب تحليلاته، في التأكيد على أن القاضي الفرنسي كان قد تأثر كثيرا، بالتوجه السياسي لفرنسا الرسمية، التي كانت تشعر بالقلق من الذهاب في التحقيقات إلى نهايتها.

 

يبين فيليب بروايس أن المتطرفين من قبيلة الهوتو، وجّهوا الاتهام مباشرة إلى أصحاب القبعات الزرق، العاملين في إطار «بعثة الأمم المتحدة من أجل رواندا»، وفي اللحظة ذاتها، نفذوا مذبحة لأفراد من قبيلة التوتسي. واغتالوا بالتزامن، الأعضاء المعتدلين في الحكومة. واستمرت عمليات القتل مئة يوم، ذهب ضحيتها حوالي مليون شخص. كان 80 في المئة منهم من قبيلة التوتسي، التي تشكل الأغلبية في رواندة، كما كان من الضحايا عدد كبير من «الديمقراطيين من قبيلة الهوتو»، قبيلة الأقلية الحاكمة آنذاك في رواندا. وشملت عمليات القتل أيضا العديد من أبناء الهوتو الذين كانوا يمتلكون ملامح تشابه أبناء التوتسي.

 

ويستعرض المؤلف شهادات عديدة، يقول أصحابها ان مصدر إطلاق الصاروخين الذين أسقطا الطائرة الرئاسية، كان «داخل» أو «في جوار»، معسكر «كانومبي». وليس من هضبة عالية بعيدة، مثل ما جاء في تحقيق القاضي بروغيير. ومن ما ينقله بروايس عن جهاز الأمن البلجيكي :

 

«قبل دقائق من تنفيذ العملية ضد الطائرة الرئاسية، أخرج الحرس الجمهوري أسلحته الثقيلة وبدأ يأخذ مواقعه في المدينة». وينتهي المؤلف إلى القول، إن أجهزة الاستخبارات العسكرية دانت بسرعة «صقور النظام»، واتهمتهم في قتل الرئيس الرواندي الأسبق.

 

وينقل المؤلف من مذكّرة لجهاز الاستخبارات الفرنسية الخارجية، صدرت يوم 11 أبريل 1994، ما مفاده: «أصاب صاروخان طائرة الفالكون.. أطلقا من مسافة 300 متر تقريبا. ومن تخوم معسكر كانومبي العسكري. وبالتالي ليست مقنعة الفرضية القائلة ان الصاروخين أطلقهما عناصر عسكرية من الجبهة الوطنية الرواندية. والاقتراب من المطار يقتضي تجاوز حواجز عسكرية عديدة، والمنطقة محظورة تماما».

 

 المؤلف في سطور

 فيليب بروايس. صحافي تحقيقات بلجيكي، يعمل في هذا الحقل منذ حوالي ربع قرن. تابع العديد من الملفات القضائية البلجيكية. اهتم خلال السنوات الخمس السابقة بمنطقة «البحيرات الكبرى» في إفريقيا. وركّز خاصة، على التحقيق حول العملية التي استهدفت طائرة الرئيس الرواندي، جونينال هايباريمانا، عام 1994. إذ اندلعت بعدها، المجزرة الأخيرة التي شهدها القرن العشرين في رواندا.

 الكتاب: سود وبيض كذابون

تأليف: فيليب بروايس

الناشر: راسين، بروكسل ـ 2013

الصفحات: 124 صفحة

القطع : المتوسط

 

Noirs et blancs menteurs

Philippe Brewaeys

Racine ذ Bruxelles - 2013

124 pp.