في دورته الحادية والعشرين، افتتح معرض الدار البيضاء للكتاب في المغرب، من الثاني عشر حتى الثاني والعشرين من شباط/ فبراير الجاري، بمشاركة ٤٦ دولة وأكثر من سبعمائة عارض من دور نشر محلية وعربية ودولية.
واعتبر وزير الثقافة المغربي محمد أمين الصبيحي أن المعرض يندرج في سياق أجندة حافلة لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال إنشاء نقاط القراءة والخزانات العمومية في المدن والقرى وبلورة صيغ جديدة لدعم الإبداع والنشر.
وتضمن برنامج المعرض هذا العام أكثر من مائة نشاط ثقافي في قطاعات فكرية وفنية وأدبية متنوعة، أبرزها استضافة فلسطين في هذه الدورة كضيف شرف المعرض، حيث تحضر فلسطين بوفد ثقافي مميز من أدباء وشعراء وباحثين يقدمون أوراق اعتماد ثقافة مكافحة وتنويرية بمضمونها وهويتها العربية والإنسانية.
وتميزت دورة هذه السنة باستضافة المعرض جائزة البوكر العالمية للرواية العربية التي سيعلن عن قائمتها القصيرة الجمعة بأحد فنادق الرباط، بحضور أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، كما تشهد الدورة إقامة حفل تسليم جائزة الأركانة العالمية للشعر التي يمنحها كل عام بيت الشعر في المغرب.
وتوزعت فعاليات معرض الكتاب والنشر الذي تفتتحه ندوة “القدس.. سؤال الثقافة والوجود” بين ندوات أدبية وفكرية وجلسات لمناقشة تجارب متميزة في الكتابة وأمسيات شعرية ولقاءات تقديمية لكتب جديدة فضلا عن لقاءات بين مهنيي صناعة الكتاب والنشر.
وسجل عدد من المهتمين بالفعل الثقافي بالمغرب أن التظاهرة، التي اختتمت يوم الأحد الماضي، والتي توقع لها منظموها أن تتجاوز رقم 300 ألف زائر بعد أن تواصلت على مدى 11 يوما، إقبالا على الكتاب الديني واهتماما بالأطفال، بشكل خاص، وتميزا على صعيد مواضيع الندوات والأنشطة المبرمجة ونوعية وتنوع المتدخلين، الشيء الذي منح هذا الموعد الثقافي السنوي قدرة على ملامسة أهم الانشغالات الفكرية الراهنة، وطنيا ودوليا.
وفسر البعض الإقبال الكبير لرواد المعرض على الكتب الدينية بالهوية الإسلامية للمغاربة، في وقت راهن فيه المنظمون على الطفولة للرفع من المقروئية، مستقبلا؛ فيما لم يكن الاحتفاء الكبير بالضيف الفلسطيني شيئا مفاجئا أو مستغربا، نظرا للمكانة الخاصة التي ظل يوليها الشعب المغربي للقضية الفلسطينية.