مكتبة البوابة: تاريخ علوم اللغة العربية طه الراوي اللغة العربية هي لغة القرآن المُنزَّل والحديث النبوي المُوحَى به، المُخاطَب بهما أهل الإيمان، ولا يصحُّ تأدية شعائر الدين الإسلامي من صلاةٍ وذِكرٍ ودعاءٍ وغير ذلك إلا بها. وهكذا فقد أدَّى ظهور الإسلام إلى انتشارها وسط الخلائق الذين كان منهم أصحاب اللسان الأعجمي، الذين دخلوا في الدين أفواجًا وأقبلوا على العربية يتعلمونها؛ فكثر عدد أهلها وسادت البلادَ البعيدة بعد أن كانت منزويةً بأطراف جزيرة العرب.
ولكن هذا الانتشار السريع استلزَم من أهلها بذل المزيد من العناية والاهتمام من خلال تدوينها وضبط قواعدها وتطوير رسمها وخطوطها؛ مخافةَ أن يتسلل إليها اللحنُ والخطأُ من اللغات الأخرى؛ فنشأت علومُ النحو والصَّرف والبلاغة وغيرها وأُطلِق عليها «علوم اللغة العربية»، وهي موضع حديثنا في هذا الكتاب الذي يُقدِّم فيه المؤلف في إيجازٍ بعضًا من تاريخ هذه العلوم وكيف تبلورت مناهِجها وتعدَّدت صور النظر فيها بشكلٍ أَثْرى العربية وآدابها.
مكتبة البوابة: تاريخ علوم اللغة العربية طه الراوي
المؤلف: طه الراوي
طه بن صالح الفُضَيْل الرّاوي (1890 - 19 أكتوبر 1946) أستاذ جامعي وكاتب وشاعر عراقي. ولد في راوة بالأنبار وإليها نسبته. تعلم الحقوق ببغداد وعين مديرًا للمطبوعات، فسكرتيرًا لمجلس الأعيان فأستاذًا في دار المعلمين العالية 1939. له مؤلفات في التاريخ والأدب العربي ويعد من أعلام النهضة العراقية في القرن العشرين ومن شخصيات المؤثرة في جيل من الأدباء والعلماء. كما كان رائدًا ومربيًا لأجيال من المبدعين والمفكرين. وهو والد حارث طه الراوي. توفي في بغداد ودفن بها.
سيرته
ولد طه بن صالح الفضيل الراوي في بلدة راوة بمحافظة الأنبار سنة 1890م/ 1308 هـ ونشأ بها. أصيب بالجدري بإحدى عيني في العاشرة من عمره. انتقل إلى بغداد حوالي عام 1910 ودرس على علماءها منهم محمود شكري الآلوسي، وسعيد الدوري، ويحيى الوتري وعباس حلمي القصاب. ثم التحق بدار المعلمين التي افتتحت عام 1917 فعين على أثر اجتيازها مديرًا لمدرسة بالمرحلة الابتدائية، ثم مدرسًا في مراحل أعلى، كما انتسب إلى مدرسة الحقوق فتخرج فيها سنة 1925، ثم أصبح أستاذًا للآداب العربية وتاريخ الإسلام في دار المعلمين العالية، كما تولى التدريس في جامعة آل البيت. قد شغل عدة مناصب إدارية فنية، منها: مديرًا للمطبوعات في وزارة الداخلية 1926، سكرتير مجلس الأعيان 1928، ومديرًا عامًا للمعارف 1937.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({}); -->اختير عضوًا بالمجمع العلمي العربي بدمشق في 1933 وانتخب رئيسًا للجنة التأليف والترجمة والنشر بوزارة المعارف العراقية 1945.
توفي الراوي في يوم 24 ذي القعدة 1365 / 19 أكتوبر 1946 في بغداد ورثاه العديد من أعلام الشعر والأدب.
شعره
ذكره عبد العزيز البابطين في معجمه وقال عنه " لم يشغل إبداع الشعر بؤرة اهتمامه، ولكنه كان يستجيب له حين تستجد دواعيه الاجتماعية الإخوانية غالبًا، أو السياسية الفكرية أحيانًا، وهو في جملته قليل، وتبدو فيه سماحة قائله وحرصه على مودة إخوانه ومداعبتهم، كما تبدو لماحيته وحضور بديهته، وله إسهام واضح في صنع الأناشيد والأشعار القصصية التربوية الموجهة إلى الناشئة بقصد التعليم والتهذيب. ".
المزيد: