غدا حفل توقيع كتاب "حنين بغدادي" في "غاليري الاورفلي"

تاريخ النشر: 27 نوفمبر 2012 - 05:47 GMT
الغلاف
الغلاف

يوقّع الشاعر والناقد الفني العراقي علي عبد الامير كتابه "حنين بغدادي" في "غاليري الاورفلي" في السادسة مساء غد الاربعاء.

وفي كتابه الصادر حديثا بعمّان عن "دار الاديب" العراقية يستعيد "بغداده" الشخصية فتبدو مدينة خيالية او اقرب الى ذلك، وتختلط فيها تجارب عاشها مع امكنة تاريخية ومعاصرة، موسيقى ودور سينما، وحفلات راقصة وشوارع مكتظة بالمكتبات والنساء الجميلات، محلات ازياء وحكايات مع شعراء ومثقفين عراقيين جمعته اليهم جولات من حياة كانت مفتوحة على كثير من الاحتمالات والامال ورغم الكثير من رعب الحروب والقمع السياسي والفكري والاجتماعي.

وفي مقدمة كتابه الذي جاء في 190 صفحة من القطع الكبير، يقول صاحب ديوان "بلاد تتوارى" والمقيم حاليا في العاصمة الاردنية وعمل في صحافتها محررا ثقافيا لنحو عشر سنوات، ان الكتاب "ليس حنينا شخصيا.. هو دفاع عن ذاكرة عراقية وعن مساحات مضيئة، وان كانت محاطة بظلال الماضي، دفاع عن ذاكرة عراقية ما، يراد لها اليوم ان لا تبدو حاضرة وبغير لمسة انسانية، كي يكون ممكنا وهيّنا أمر تمرير الرداءات الحياتية والفكرية، انطلاقا من فكرة تحاول أن تجعل تاريخ العراق المعاصر قرين تلك الرداءات ونتاجها، كما يحلو لأصحاب قلوب غليظة وعقول انتعشت في مراحل الكراهية ان يقولوا ذلك".

انه دفاع عن ذاكرة المدينة وحكاياتها الغنية حياتيا ومعماريا يوم كانت مدينة مفتوحة للجديد والمؤثر والعميق والحضاري، حتى وان جاء في سياق حكايات شخصية حين بدأت معرفة عجام بها منذ اوائل ستينيات القرن الماضي قادما اليها من مدينة صغيرة تغفو على نهر الفرات، دفاع عن فكرتها التي خنقتها موجات الارهاب والكراهية وعزلتها جدران الفصل الطائفية اليوم، دفاع عن موسيقاها وثقافة انسانها الذي كان مجبولا على المعرفة والاكتشاف، قبل ان تنهكه انظمة القمع والحروب والحصارات وحملات الكراهية، وتصيب في روحه مكامن الأمل والتفتح، لتوصله اليوم الى قناعة بأن مكانه هذا لا يمكن ان يكون الا مدارا مفتوحا للظلم واليأس والتعب.

انه حنين الى مكان او امكنة علي عبد الامير الشخصية، مثلما هو حنين الى مكان عراقي مشع بالأمل، بالفكرة الانسانية الصافية الخلاّقة، وحين يستعيده إنما يستعيد ما كان فيه من احتمالات نمو وتطور كانت ستشع لولا بشاعات سياسية، ولولا أمراض اجتماعية.

انه حنين للجمال الذي مع تصاعد البشاعات السياسية والامراض الاجتماعية اليوم، لن يكون الا أثرا بعد عين، في بلاد كانت الى نحو خمسين عاما خلت، تشع بالجمال الطبيعي والانساني.

ويقول عبد الامير عن كتابه "انه ليس كتابا في الحسرة على الماضي او التّرحم عليه، وليس مجرد الحنين الى ايام الشباب الاولى ومحاولة استعادتها، لكنه كتاب الحنو والتلطف على المشهد الذي نما فيها أول حب، وكتاب إزجاء التحية والاحترام لأهل ومعلمين وبناة ومربين ومريدي أفكار ومعماريين وكتاب وحالمين وأناس بسطاء عاديين، وجنود وغرباء وحراس أمل عرفتهم عن قرب وجعلوا الحياة أكثر نضارة وشبابا، وما انفكوا، عبر استمرار فكرتهم اليوم وغدا حتى وإن بمستويات نادرة، يجعلونها أوسع من توقيتات للقفز بين حقول الألغام التي اتسعت منذ نحو ثلاثين عاما حتى غطت البلاد بأكملها أو كادت".

ويضيف انه ليس حنينا لهندسة بناء وتقاليد اجتماعية عراقية قاربت الرفعة في الملبس وتذوق الثقافة، بل هو "دفاع عن تلك اللمسات الانسانية الراقية لابن بلادي، كي يستعيد العراقي اليوم بعض ملامحها ويقارنها بما اوصلت اليه الحروب والقمع والحصارات والافكار المطلقة والمحرمات، "وطنية" كانت أم دولية".