أزمة ثقة ونفخه وامرأة لها الحق بالكلام.

تاريخ النشر: 24 نوفمبر 2010 - 06:33 GMT
للمرأة الحق بالكلام
للمرأة الحق بالكلام

مدونة "استكانة" الكويتية تتحدث عن تجربتها وزميلتها بخصوص عدم الثقة بالعنصر الكويتي في العمل. تتساءل المدونة:

"هل يرتبط التمييز بالجنسية؟

هل هناك بلد شعبه كله ذكي،وبلد شعبه كله غبي؟

هل هناك بلد شعبها كله نشيط،وشعب  كله كسول؟"

تتابع قائلة:

"صديقتي وزميلة عملي تكبرني عمرا،صاحبة شهادة عليا بتقدير عالي من جامعة خارج الكويت،قبل فتره كلفت بموضوع صعب جديد كليا على مجال العمل والاختصاص،انكبت على كتبها وبحوثها وظلت اسابيع وهي تحاول ان تصل لاطار واضح تستطيع ان تؤسس منه افكارها،..، نقاشنا وعملنا لم يكن مع الكثير من التحطلم والكسل،كنا مستمتعات بما نقوم به،مستلذات بفكرة ان تصل لجديد ما وتضيف معلومة،بل كنا في اوقات كثيرة ينتهي وقت العمل ونأخذ من اوقات بيوتنا ...، ذاك الموضوع كان تكليف لها، وكنت مجرد مساعده اسمي لن يظهر في النهاية،ورغم ذلك كنت راضيه ومستمتعه بمجرد الانصات لها ومساعدتها في الوصول لافكارها،فأحيانا مجرد النقاش يعبد لك طريق الوصول للحقيقه"

بعد كل هذا التعب تفاجأ صديقتها برد من الجهة المسؤولة : "شوفي سيادتك هوا اللي انتي عاملاه كويس،بس ما يخدمش الموضوع ابدا!!"

 أما صاحبة المدونة نفسها فتعاني من التعديل المستمر لعملها، وتشكو من الأسلوب المتبع للتعليم في مكان عملها:

"المشكلة لم تكن به فقط،كانت المشكلة الرئيسيه في الثقه العمياء التي يوليها المسؤولين لغيرنا،عدم ثقتهم بالعنصر الكويتي،بجهدنا وبتعب نبذله وعقل نفكر فيه،عقده ان المحلي مضروب،وان كوادرنا كسولة،وأن اي شخص اجنبي قادر على الفهم والعمل بشكل افضل واثمر من الكويتي".

بعد البحث وجدت الكاتبة رسالة دكتوراة تسرد ذات النتائج التي توصلت لها زميلتها في أسابيع!! تقرر مواجهة المسؤولين بهذا الواقع وعدم السكوت على هذا الأمر، لتكون النتيجة أن:

"المسؤول شكرنا،لم يكن منتبه أن الموضوع يصل لهذا الحد ،والاهم من الشكر والتقدير انه كان ابن حلال،ارجع لنا هيبتنا ومنحنا الكثير من الثقه،تم اعتماد عمل صديقتي وتجاهل كل ما كتب من قبل غيرها،الزملاء توقفوا عن مناكفه زملاء الجنسية الأخر"

وتختم استكانة قائلة : "أؤكد مرة أخرى،ان العقل والعمل لا يعرف بجنسية معينه ،ولكن رغم ذلك ادعو الجميع للثقه بنا، فالثقه بالعنصر الكويتي سبب لبناء كويت جديدة بعقليه اخرى متفتحة ،الثقه بالعنصر الكويتي هدف ووسيله  وغايه لخلق قاده عقلاء لا يعتمدون على غيرهم في كل شئ، لا احرص على هذا الوطن منا فيوم ما سيعود كل لوطنه ،ولن يبق الا نحن ".

مدونة أفكار تحت الحصار المغربية، تحكي عن الأشخاص المتكبرين أو من لديهم "نفخه" كما يسمون باللهجة المغربية الدارجة. في تقديمه لمعنى النفخة يقول الكاتب:

"لن استطيع تعريفها ...

لكنها تبقى من الخصائص المغربية بإمتياز،هذه الافة تصيب جميع الاعمار دون تمييز و لا تتاثر باي إعتبارات!!

نحن ننسى دائما ان الاسلام دين تعاملات بالاساس و هذا النسيان غالبا ما ينتج معاملات شاذة تنهك كاهل بعض الناس و تريح بعضهم على حساب الباقين.."

في تفسير النفخه تتعدد الأراء:

"تفسر غالبا بنحو خاطئ اذ تعتبر مرة متوارثة و مرات مكتسبة بتعدد مصادرها .

لكنها علميا تعتبر قصور عقلي و تحيز نفسي قريب الى الانانية،و يفسرها آخرون بانعدام او ضعف التواصل و عدم القدرة على التأقلم مع كل الاجواء".

ومع التفسيرات المتعددة، يؤمن الكاتب أن النفخه هي مرض نفسي، فيقول:

"كيفية التعامل مع المرض تختلف من شخص الى آخر فهناك الواعي الذي يعرف تمام المعرفة فحوى هذا الكلام و يستمر في التخفي وراء عبارات قديمة كل القدم من قبيل "انا هاكا""هادشي ما عطا الله"،و هناك الذي يتغير و هناك الذي لم يُثَر الموضوع امامه قط و لذالك لا يعلم بعد ان كان  مرضا ام مجرد سوء تعامل".

يختم صاحب المدونة بأن الغرب يتعامل مع المرض النفسي دون حرج، ويتساءل: " فإلى متى سيستمر هذا التخلف و هذه الرجعية؟" 

من السعودية، صاحبة مدونة "ماسة زيوس"، تؤكد على أن المرأة إنسان أولا وآخرا في تدوينة بعنوان "امرأة ولي الحق في الكلام!" . تقول:

"أي أن المرأة بشرٌ مستقل مفكر قائمٌ بذاته..كائنٌ بشري له موقعه ودوره في الحياة، الحياة الكريمة، لها رسالتها وفعاليتها في أي دورٍ تلجُ فيه، المرأة ليست نصف المجتمع فقط لكنها تتعدى بأدوارها ومسؤولياتها المختلفة إلى ما بعد النصف حتى..،، فلا يجب على أحد..أيُ أحد أن يغفل قيمتها أو يُقلل منها أو يتجاهلها ويجردها من حقوقها المكفولة لها شرعاً لا عُرفاً".

تتابع بأن الإسلام أنصف المرأة منذ عهد النبوة، ولكن ما يحدث الآن هو أن الجميع يتكلم باسم المرأة وأين المرأة من ذلك كله؟

"ونحن الآن أيضاً مسلمات لكن نبحث عن حقوقٍ غائرة، مغيبة، مكتوبة على ورق لاتخرجُ أحياناً إلا حين الظهور إلى الإعلام..، وماأن تُذكر المرأة الآن إلا وتُشن الحروب الكلامية والكتابية (هل ماتفعله حرامٌ أم حلال؟من هم القائمين عليه؟ماأهدافهم؟أصوليون أم تغريبيون؟..وهلمّ جرة!".

وتقول أيضا: "نسى البعض أن المرأة إنسان قادر على التفكير والكلام..،أحياناً البعض يتحدث بإسمنا جميعاً ونحن لا ندرك تماماً مايريد،، البعض جعل منّا قضيته الأساس لسنوات ليس لأجل عيوننا بل لأجل تياره وفكره الخاص..وليته أحرز تقدماً يُذكر. وبعضهم جعلوا من أنفسهم جدرٌ للحماية أي حمايتنا وصرنا نشعر أننا نسد الذرائع وحدنا بصدورنا..وأحياناً لا يكون الهدف من الحماية والتحريم والمنع..سوى المنع!".

تختم الكاتبة بالقول إن امرأة ضعيفة لن تكون قادرة على العطاء والمساهمة في بناء المجتمع حيث:

"يجب لأصواتنا أن ترتفع وتلامس حدود السماء مع كل ظليمة وأمام كل حقٍ مشروع..، إن لم تُنصف القوانين المرأة وتُحيطها بحقوقها المشروعة والتي تبدأ من البيت..اللبنة الأساس، هنا سيخسر المجتمع نصف وجوده الإجتماعي، فلن تشارك إمرأة فقدت شخصيتها وسُحقت في أي بناء..، لن تُعطي شيئاً لحياة ولمجتمع جعلها تبدو كطائرٍ كُسر جناحيه فلا هو قادرٌ على الطيران ليحلّق مع السرب، ولاهو يستطيع التخلص من الآلام المبرحة وحده..فاقد الشيء لايُعطيه أبداً..!".