الهجوم على قافلة غزة قد يُعزز التشدد في المنطقة

تاريخ النشر: 02 يونيو 2010 - 04:56 GMT
تظاهرة غاضبة اثر الهجوم الاسرائيلي المُميت على قافلة الحرية
تظاهرة غاضبة اثر الهجوم الاسرائيلي المُميت على قافلة الحرية

يقول خبراء أمنيون ان الغضب بسبب الهجوم الاسرائيلي المُميت على قافلة سفن تنقل مساعدات لقطاع غزة قد يؤدي الى تنامي التشدد في تجمعات المسلمين في الدول الغربية.

ويقول محللون ومعلقون مسلمون انه بغض النظر عن السياق والوقائع التفصيلية للإشتباك فان قتل تسعة نشطاء على أيدي القوات الإسرائيلية هو الذي يسيطر على التصورات السائدة عن الحادث بين المسلمين الذي يكنون مشاعر خاصة لقضية فلسطين.

والاشمئزاز من إراقة الدماء على سفينة تركية كانت تبحر في الطريق الى غزة قد يترجم الى عملية متزايدة لجمع الأموال لجماعات متشددة عابرة للقوميات كالقاعدة أو لجماعات مشابهة متحالفة أو يشجع التسامح أو حتى التعاطف مع هذه الجماعات بين المسلمين غير المسيسين.

ويضيفون أن الاشمئزاز قد يدفع في بعض الحالات المتعاطفين سلبيا مع القاعدة الى التحول الى مشاركين نشطين ضد اسرائيل أو حلفائها الغربيين ويقوض التعاون الدولي المطلوب لتعقب التمويل غير المشروع للجماعات المتشددة.

قال نعمان بن عثمان وهو محلل ليبي مقيم في لندن ومساعد سابق لاسامة بن لادن "لا يوجد وضع أفضل من ذلك بالنسبة للقاعدة.. حقا ان الوضع خطير جدا."

وأشار الى أن خبراء الدعاية في القاعدة مهرة في اعادة تدوير مشاهد العنف المصورة في الشرق الاوسط لتحريض الاتباع.

وقال بيتر نيومان مدير مركز دراسات التشدد في كلية كينجز بجامعة لندن انه قد يثبت أن الحادث "نقطة ترجيح للكفة" مماثلة للاعلان عن إساءة الولايات المتحدة لسجناء عراقيين في سجن أبو غريب والذي يعتبره المحللون سببا في تعميق معارضة العرب والمسلمين للتدخل الغربي في العراق.

وقال لرويترز "أتوقع تأثيرا كبيرا لهذا الحادث على التشدد.

"بغض النظر عن الوقائع ومن المسؤول عن العنف سيكون لهذا (الحادث) تأثير على مواقف الناس. ويصفه علماء النفس بأنه نقطة ترجيح للكفة قد تدفع شخصا ما من حالة سلبية الى حالة إيجابية."

وسلطت الهجمات على شبكة المواصلات في لندن في عام 2005 والتي نفذها أربعة مهاجمين انتحاريين شبان الضوء على خطر التشدد بين شبان يشعرون باغتراب في أحياء المهاجرين المحرومين في بريطانيا. ووقع أعنف هجوم يشنه اسلاميون متشددون في أوروبا في مدريد في عام 2004 عندما قتلت قنابل وضعت في قطارات للركاب 191 شخصا.

وبينما كان تحول مواطنين مسلمين شبان نحو التشدد مصدر قلق في أوروبا منذ سنوات أثارت محاولة فاشلة قام بها أمريكي من أصل باكستاني لتفجير سيارة ملغومة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك مخاوف من أن الولايات المتحدة معرضة كباقي البلدان الغربية الاخرى لخطر العنف من قبل مهاجرين.

وفي لندن قال مصدر أمني بريطاني ان الحادث قد لا يؤدي بالضرورة الى أي نتيجة مباشرة لكنه قد يخدم وجهة النظر الأوسع للقاعدة وقد يدعم بمرور الوقت رسالة متواصلة للتشدد.

وقال ايفان كولمان استشاري الارهاب المقيم في الولايات المتحدة انه جرى التصدي لشبكات تمويل الارهاب بشكل أفضل من خلال عقوبات قانونية مقبولة وتعاون عابر للقوميات بين حلفاء حلفاء اقليميين.

كذلك تهدد حوادث من قبيل الهجوم المميت على قافلة السفن لغزة باضعاف "تصميم دولي مشترك لمعاقبة من يستغلون المساعدات الانسانية كغطاء لتمويل الارهاب."

وأعلن نشطاء مسلمون في بريطانيا عن غضبهم من الحادثة.

وقال عويس راجبوت وهو باحث في جامعة برادفورد في وست يوركشاير وهي منطقة جاء منها ثلاثة من الاربعة الذين نفذوا هجمات لندن في عام 2005 التي سقط فيها 52 قتيلا.

وقال أبو معاذ من جماعة (كول تو اسلام) وهي جماعة اسلامية متشددة تتخذ من لندن مقرا لها وتدعو الى معارضة مطلقة لاسرائيل ان اليومين الماضيين شهدا "كثيرا من الغضب بين الشبان."

ومضى يقول "يتساءلون ماذا يعني التظاهر من أجل قضية عادلة.. لا توجد إجابة لدى الأئمة في المساجد".