أشكيك لمين: عن حرب الفيصلي والوحدات

تاريخ النشر: 12 ديسمبر 2010 - 10:59 GMT
مشجعو نادي الوحدات يحاولون الخروج من الملعب عقب صدامات مع قوات الدرك بعد انتهاء مباراة الفيصلي والوحدات التي انتهت بفوز فريق الوحدات.
مشجعو نادي الوحدات يحاولون الخروج من الملعب عقب صدامات مع قوات الدرك بعد انتهاء مباراة الفيصلي والوحدات التي انتهت بفوز فريق الوحدات.

اشكيك لمين، عن جمهور الوحدات...!

المدون الأردني محمد عمر يكتب في مدونته محمد عمر قائلا أن ما حدث يعبر بوضوح عن أن الموضوع ليس مجرد عنصرية يمارسها مشجعو الفيصلي تجاه مشجعي الوحدات بعد فوز الفريق الأخير على فريق الفيصلي وإنما هي عنصرية تجاه الفلسطيني عموما: "فالمسألة لم تعد رياضية مطلقا، بل سياسية بحتة، ومتى كانت الرياضة لا تعبر عن السياسة؟" على حد تعبيره.

يتساءل محمد عن الذين يقفون وراء كل هذه الخطابات العنصرية تجاه الفلسطينيين؛ ويسرد جانبا من التناقضات التي يواجهها الفلسطيني عند محاولته تحديد هويته:

"كيف يمكن ان نفسر التعليقات العنصرية من نمط "الله لا يردهم البلجيكية"، يعني الاردنيين من اصل فلسطيني، او كيف يمكن ان نفسر انشاء صفحة على الفيسبوك، يشترك فيها اكثر من 600 مشترك وباسماء حقيقية تروج لاكثر نزعات التطرف عنصرية، عنوانها:" يدا بيد لطرد اخر بلجيكي من الاردن ... ماذا يريدون من "الفلسطيني"، يطالبونه بالتمسك "بحق العودة" وفلسطينه وقدسه، وعندما يفعل ذلك يتهم بالعنصرية".

لا يستطيع المدون أن يفهم السبب في مهاجمة الدرك لجمهور الوحدات الذي كان يهتف له، ولا يعتقد أن لجان التحقيق كافية لحل هذه المسألة ولكن يجب البحث عن الأطراف التي من مصلحتها أن يبقى هذا الخلاف قائما:

"الوحدات والفيصلي ثنائية لا تحل بلجان تحقيق، وان كانت مطلوبة بشدة، انما تحل بوقف الاقليمية البغيضة التي تروجها النخب الفاسدة، باسم "الوطنية والهوية الاردنية" ذات "البعد الاوحد"، للتغطية على استمرار نهبها لموارد وخيرات البلد ... ثنائية الوحدات والفيصلي تحل بكفاح ضد "النازية" الجديدة المتمثلة في تحالف قسم من رجال المال والبنوك مع بعض "رجال الدولة/البيروقراطية" وبعض "مثقفي ومنظري الهوية الاردنية" العرقية الخالصة".

حرب الوحدات والفيصلي

المدون الأردني أسامة الرمح يتناول ما حدث من زاوية أخرى، ويعلق تحديدا على موقف قوات الدرك، يتساءل عن إذا ما كانت هذه القوات قد أساءت التصرف فعلا:

"لقوات الدرك سوابق في استعمال العنف لفض مظاهرة أو تجمّع أو أعمال عنف، كما أن لهم سوابقاً أيضاً في التصرّف الفرديّ دون تلقي أوامر من رؤسائهم، فهل قامت هذه القوات فعلاً بتجاوز حدودها هذه المرة أيضاً". كما ويعلق على الفيديو الذي عرضته قناة الجزيرة للجزء الثاني من المشهد فقط، وهل الجزيرة  بريئة من محاولة تشويه صورة قوات الدرك بناء على تجربة سابقة لمراسل القناة معها؟  

لا يعفي أسامة الجمهور من المسؤولية من واقع أن الشعب الأردني ليس بالشعب المنظم أو الصبور:

" أمّا بالنسبة للجمهور، سواء كان جمهور الوحدات أو الفيصلي، فقد شهدنا في الماضي كثيراً من التجاوزات سواء كانت بالعبارات والهتافات أو بالتحرّك الجسدي، وهذا “طبعاً” يستفزّ قوات الأمن للتدخّل، ليس فقط في الأردن، بل حتى في بريطانيا. نحن لسنا شعباً منظّما في طوابير التقديم لتجديد جوازات السفر، (...)، ويستشيط الفرد منّا غضباً عندما تطلب منه المضيفة في الطائرة الجلوس لأنه “مستعجل” ويريد مغادرتها وهي لم تتوقف كلياً بعد الهبوط، فلا أستبعد أبداً أنّ استفزازاً حدث بين قوات الدرك و “بعض” من مُحبّي الشغب من الجمهور أدّى إلى أعمال العنف".

 

شغب الملاعب وحوار الهوية الفلسطينية الأردنية

المدون نسيم الطراونة يتناول الموضوع من جهته أيضا، يقول نسيم أن ساحة الملاعب بين فريقي الوحدات والفيصلي لم تعد مجرد مباراة بين فريقين وإنما هي حلبة للهوية الوطنية والأصل والجذور، وانتماؤك لأحد الفريقين يعني أنك قلبا وقالبا مع فريقك سيرا على مبدأ: "من ليس معنا فهو ضدنا". أن تكون من مشجعي الفيصلي يعني أن تكون أردنيا خالصا بينما تشجيعك للوحدات يدل على أنك من أصل فلسطيني.

يقول نسيم بأن البحث يبدأ عن أشخاص لإلقاء اللوم عليهم في مثل هذه الحالة، فاللوم سيقع على المشجعين وعلى قوات الدرك وعلى الآباء الذي اصطحبوا أبنائهم إلى المباراة وعلى الشرطة وحتى الحاجز الحديدي الذي سقط عليه المشجعون. وسيقع اللوم أيضا على الدولة والتاريخ والأندية التي نادى البعض بحلها أيضا.

يطالب نسيم باستغلال الشغب الذي حدث لإثارة حوار وطني أكثر عمقا حول موضوع الهوية الوطنية، كما ويطالب بأن لا يغض المسؤولين الطرف عن هذه القضية آملين بأن تحل من تلقاء نفسها، فهي قضية لن تختفي بإقامة الدولة الفلسطينية مثلا، بل ستستمر في الظهور والتأزم ولن تكفي أي قوات درك لمواجهة هذه الأزمة.

 الأردنيون ضد الأردنيين

يحمل المدون الذي يكتب باسم جراد الدولة المسؤولية فيما يخص الصورة النمطية التي ينظر فيها إلى الأردن كبلد مؤلف من أردنيين ذوي أصول بدوية وآخرين من أصول فلسطينية، ويرى أن الحكومة مخطئة إن ظنت أن إهمال هذه المشكلة سيؤدي إلى أن تحل تلقائيا.

يطالب جراد بالدقة في تحري الحدث ذلك أن الشجار قد وقع بين مشجعي نادي الوحدات وبين قوات الدرك وليس بين مشجعي نادي الوحدات ومشجعي النادي الفيصلي. يحذر جراد الحكومة بأن القضية إن لم يتم التعامل بها بحذر فستتهم الحكومة بقمع الفلسطينيين بدلا من كونها حادثة تخص الصدام بين قوات الدرك والمشجعين. يشير جراد إلى برقية ويكليكس التي تناولت الهتافات العنصرية التي وجهها مشجعو النادي الفيصلي ضد زوجة العاهل الأردني والتي هي من أصول فلسطينية.

ويتابع جراد قائلا أن أحداث العنف التي تلت المباراة تعكس الانقسام بين الأردنيين من أصل بدوي وباقي الأردنيين من أصل فلسطيني. كما ويضيف بأن العنف في الأردن موجود سواء اعترفنا بذلك أم لا في الجامعات والانتخابات أيضا؛ ويجب أن تفرض الحكومة القانون بالقوة وذلك لأنه في حالة شغب الملاعب يتحول الموضوع إلى صراع فلسطيني-أردني وليس بصراع أردني-أردني. يدعو جراد في الختام إلى أن لا يعمّق الاختلاف بين المجموعتين وذلك لأن الأردن لن يبقى آمنا في هكذا حالة، فالأردن هو بلد الجميع، ويجب أن لا يعني الاختلاف بينهما الانفصال، فذلك سيكون خطرا على الوحدة الوطنية.