أسعار النفط ترتفع مدعومة باعتماد اللقاح وآمال نمو الطلب

تاريخ النشر: 25 أغسطس 2021 - 07:40 GMT
أسعار النفط ترتفع مدعومة باعتماد اللقاح وآمال نمو الطلب
كما تلقت الأسعار دعما من التوقعات باستمرار تقلص المخزونات النفطية الأمريكية هذا الأسبوع، إضافة إلى التفاؤل بارتفاع استهلاك المصافي وشركات التكرير الهندية في تموز (يوليو) إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر.
أبرز العناوين
وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.60 دولار، أو ما يعادل 2.3 في المائة، إلى 70.37 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس.
استمرت أسعار النفط الخام بالحفاظ على مكاسبها التي أحرزتها إثر اعتماد لقاحات في الولايات المتحدة، ما ينبئ بتسارع أكبر لوتيرة التطعيم، الأمر الذي عزز آمال المستثمرين في نمو الطلب على الوقود بوتيرة عالية.
 
كما تلقت الأسعار دعما من التوقعات باستمرار تقلص المخزونات النفطية الأمريكية هذا الأسبوع، إضافة إلى التفاؤل بارتفاع استهلاك المصافي وشركات التكرير الهندية في تموز (يوليو) إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر.

وأصدرت إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية موافقتها الكاملة على استخدام لقاح فايزر - بيونتيك المضاد لكوفيد - 19، لتطعيم من يبلغون من العمر 16 عاما أو أكثر باللقاح الذي يؤخذ على جرعتين.

وزادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 1.60 دولار، أو ما يعادل 2.3 في المائة، إلى 70.37 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس.

وصعدت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 1.49 دولار، أو ما يوازي 2.2 في المائة، إلى 67.11 دولار للبرميل.

وعزز الأسعار ترجيح استطلاع مبدئي لـ"رويترز" قبل صدور بيانات عن القطاع، هبوط مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، بينما يتوقع أن تكون مخزونات نواتج التقطير قد ارتفعت.

وفي هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون: إن ارتفاع العقود الآجلة للنفط الخام جاء نتيجة المعنويات الإيجابية التي تجددت في السوق إثر استمرار انخفاض حالات الإصابات الجديدة بمتغير "دلتا" من فيروس كورونا في الصين، علاوة على توقعات التأخير في تقليص الدعم النقدي في الولايات المتحدة.

وأكد سيفين شيميل، مدير شركة في جي أندستري الألمانية، أن صعود الأسعار جاء كرد فعل على تحسن المعنويات والتوقعات بشأن تعافي الطلب العالمي وسرعة السيطرة على مخاطر الجائحة، لافتا إلى أن تراجع الإصابات في الصين من العوامل الرئيسة التي أشاعت الثقة في السوق وعززت معنويات المستثمرين، خاصة بعدما أعلنت الصين عدم وجود حالات إصابة محلية بكوفيد – 19، ما يعد إشارة قوية على نجاح الحكومة في التغلب على تفشي المرض الأخير، ويجدد توقعات استعادة الطلب في ثاني أكبر دولة مستهلكة للطاقة في العالم.

من جانبه، قال ديفيد لديسما، المحلل في شركة ساوث كورت الدولية، إن الطلب تلقى أيضا دفعة قوية من موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكل كامل على لقاح " فايزر – بيونتك " وهي الخطوة التي من المرجح أن تسرع وتيرة التطعيم في جميع أنحاء الولايات المتحدة وتدحض المخاوف من السلالات المتحورة من الفيروس، إضافة إلى توقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتراجع عن تقليص برنامجه الضخم لشراء الأصول في الأشهر المقبلة.

وذكر أن السوق قد تكون على أعتاب نقلة معنوية جديدة في ظل أن التوقعات بشأن النفط الخام قد تحسنت، إلى جانب توقعات أخرى بأن تستمر مخزونات النفط الخام الأمريكية في الانكماش، كما تم رصد جهود دولية كبيرة من دول عدة في العمل على إبقاء انتشار متغير "دلتا" تحت السيطرة.

من ناحيته، أوضح ماركوس كروج، كبير محللي شركة أيه كنترول لأبحاث النفط والغاز، أن اتساع نطاق اللقاحات وتسارع وتيرة التوزيع دفعت إلى توقعات قوية بانتعاش الطلب من جانب المصافي الأمريكية، ما يترتب عليه استمرار انخفاض إجمالي مخزونات النفط الخام التجارية الأمريكية بنحو 3.2 مليون برميل على مدار الأسبوع، لتسجل أدنى من مستوى المتوسط في خمسة أعوام، وهو أضيق عجز عن المتوسط منذ منتصف حزيران (يونيو) الماضي، بحسب البيانات الأمريكية.

وأشار إلى أن تراجع الدولار إلى أدنى مستوى في ثلاثة أشهر في ختام الأسبوع الماضي، وفر دعما إضافيا لأسعار النفط الخام، وتشير التوقعات إلى أن خام برنت يتجه إلى استعادة مستوى 70 دولارا للبرميل بشرط عدم تدخل "الاحتياطي الفيدرالي" لدفع الدولار إلى الأعلى.
بدورها، قالت بيتيا أيشيفيا، المحللة البلغارية، إن السوق شهدت حالة من الارتفاع الحاد في أسعار النفط خلال النصف الأول من العام الجاري أعقبتها رياح معاكسة قاسية أخيرا، بسبب تجدد مخاطر الفيروس على نطاق أوسع، متوقعة أن مجموعة "أوبك +" ستقوم خلال اجتماعها الأسبوع المقبل بإعادة تقييم تعهدها بمواصلة تعزيز الإنتاج بشكل شهري.

وأضافت، أن بعض الضغوط السلبية سادت السوق في الأسابيع الأخيرة، مع سيطرة أنباء متغير "دلتا" على وسائل الإعلام العالمية، مشيرة إلى أن الخسائر التي حدثت نتيجة ذلك، دفعت إلى معنويات مختلفة في السوق، أهمها البحث عن الصفقات الجديدة وتوقعات استرداد الطلب تدريجيا مع تراجع مخاوف الجائحة.

من جانبه، أكد محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أن هناك عديدا من التحديات الحالية التي تواجه صناعة النفط، خاصة انخفاض مستويات الاستثمار وفقر الطاقة، مشيرا إلى أهمية جهود شركات الطاقة في توفير إمدادات اقتصادية ومستقرة من النفط الخام. جاء ذلك خلال زيارة باركيندو إلى الكونجو ومباحثاته مع برونو جان ريتشارد إيتوا، وزير الهيدروكربونات بالكونجو، حيث شدد أمين عام "أوبك" على الأهمية المتزايدة لقارة إفريقيا في إمداد العالم باحتياجات النفط، مبينا أن "أوبك" فخورة جدا بإسهامات الكونجو في صناعة النفط والنجاحات التي حققتها.

وقال باركيندو: "المنتجون مطالبون بتوفير إمدادات فعالة ومستقرة واقتصادية للسوق العالمية لتنمية صناعتنا، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال التعاون الدولي الواسع، وأن نكون قوة دافعة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لدولنا".

وكان باركيندو قد التقى أيضا أناتول كولينيت ماكوسو، رئيس وزراء الكونجو، الذي تعهد بدعم بلاده بقوة لمنظمة أوبك لإعلان التعاون، مشيدا بالجهود المستمرة التي تبذلها الدول الأعضاء في "أوبك" والدول الشريكة "أوبك +" وحث على مزيد من التعاون من أجل استقرار سوق النفط، لافتا إلى الإعداد الجيد لتولي بلاده رئاسة مؤتمر "أوبك" في 2022.

وذكر باركيندو، أن الدول الأعضاء في تحالف "أوبك +" وضعت آليات متينة للإسهام في عودة استقرار السوق النفطية، بعد أزمة جائحة كورونا.

من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك"، وسجل سعرها 67.33 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 66.13 دولار للبرميل في اليوم السابق.

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة، حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، كما أن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 69.65 دولار للبرميل.
 

تم تعديل هذا المقال من مصدره الأصلي