أسواق المال الأمريكية تسجل تعاف غبر مقنع

تاريخ النشر: 05 أكتوبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

بقلم د. عمّار فايز سنكري وسالي عبد الوهاب 

 

الأسبوع الماضي  

عوضت المؤشرات الرئيسية معظم الخسائر التي تكبدتها منذ أسبوعين، وسجّل مؤشرا ناسداك وستاندارد آند بورز ارتفاعاً بارزاً في اليوم الأول من الربع الرابع، ليصلا إلى أعلى مستوياتهما للأشهر الثلاثة الماضية. والجدير بالذكر أن الأسواق لم تأبه لارتفاع أسعارالنفط في نيويورك إلى ما فوق 50$ للبرميل الواحد، ولم تبال بالبيانات الإقتصادية السلبية كرقم ثقة المستهلك من ميشيغان، بل ركزت على البيانات الإيجابية كمصاريف الإنشاءات، ورقمPMI الصناعي من شيكاغو، والناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني. 

 

على صعيد آخر، أقبل المستثمرون خلال الأيام الماضية على شراء أسهم شركات أشباه الموصلات، إعتقاداً بأن أسعارها أصبحت مغرية بعد التدني الكبير الذي شهدته. 

 

هذا الأسبوع 

سيترقّب المستثمرون باهتمام كبير صدور بيان العمالة الشهري يوم الجمعة، أملاً بأن يؤكد لهم أن الاقتصاد عاد يتعافى، ويبرر لهم الارتفاع الذي شهدته الأسواق خلال الأيام الماضية. ومن المتوقع أن يظهر هذا البيان زيادة في عدد الوظائف قد تصل الى 140 ألف وظيفة، واستقراراً في نسبة البطالة عند مستوى 5.4%. 

 

على صعيد آخر، ستصدر في الأيام المقبلة تقارير أرباح بعض الشركات الكبرى للربع الثالث من العام الجاري، وستمتحن هذه التقارير بدورها صلابة ارتفاع الأسواق وجديته. ومن الشركات الكبرى التي ستعلن نتائجها المالية هذا الأسبوع شركتا ألكووا (AA) يوم الخميس، وشركة جنرال إلكتريك (GE) يوم الجمعة. والجدير بالذكر أن ألكووا وجنرال إلكتريك ستكونان أول شركات داوجونز الثلاثين التي تصدر تقارير أرباحها للربع الثالث. 

 

تطلعات 

يعتبر التحوّل الإيجابي الجذري والسريع في اتجاه أسواق الأسهم خلال الأسبوع الماضي أمراً محيّراً جداً. ومع أن بعض المحللين يعزون هذا الارتفاع الكبير إلى خروج الاقتصاد من فترة "الضعف الإقتصادي العابر" التي طالما وصف بها الاحتياطي الفدرالي الأميركي الوضع الاقتصادي الحالي، إلا أن البيانات التي يدعمون بها نظريتهم هذه ليست مقنعة برأينا، وهي على الشكل الآتي: 

 

- ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي GDP للربع الثاني بنسبة 3.3%، بعدما أشارت التقديرات إلى نموّه بنسبة 2.8% فقط. ويعود هذا الارتفاع في المقام الأول إلى قيام الشركات والمصانع بزيادة انتاجها لتموين مخازنها. ولكن ذلك لا يعتبر علامة إيجابية بالضرورة، لأن الانتاج قد يتباطأ في الربع الرابع، لا سيما إذا لم تتمكن الشركات من تصريف مخزونها من البضائع. 

 

- ارتفاع عدد مبيعات البيوت الجديدة بواقع 1.18 مليون منزل، بدلاً من 1.15 مليون منزل كما كان متوقعاً. ولكن هذا الارتفاع مهدد بالزوال بسبب ارتفاع أسعار الفائدة في المدى الطويل، مما سيؤدي إلى ارتفاع الفائدة على قروض المنازل (mortgage)، وبالتالي إلى تراجع إقبال المستثمرين على شراء المنازل. (البوابة) 

 

http://www.ardwatalab.com