إفلاس بنك ليمان براذرز يلقي بظلاله على أسواق المال الخليجية

تاريخ النشر: 16 سبتمبر 2008 - 11:51 GMT

أكد خبراء المال والمصرفيون ان أزمة افلاس بنك ليمان براذرز وهو رابع اكبر بنك في الولايات المتحدة الامريكية ادت الي هبوط اسعار الاسواق المالية في الشرق الاوسط والخليج بما فيها قطر وخروج المحافظ المالية التي تمتلكها البنوك العالمية بهدف تدبير السيولة اللازمة لمواجهة انهيار الاسواق العالمية. وكشف الخبراء ان تأثير افلاس البنك العالمي علي سوق الخدمات المالية والبنوك محدود جدا ولا يذكر لان البنوك الخليجية لا تتعامل بالرهون العقارية وليس لديها استثمارات مع بنك ليمان براذرز.
وقد انخفضت مؤشرات الاسهم في دول الخليج الى أدنى مستوياتها منذ 14 شهرا في تعاملات محمومة امس الاثنين مع خروج المستثمرين من الاسواق الناشئة خشية تأثرها بتداعيات الاضطرابات الاخيرة في قطاع المال الامريكي.
واكد مستثمرون بارزون ان الاسواق الخليجية شهدت الاثنين الاسود علي غرار ما حدث يوم الثلاثاء الاسود في آسيا خلال التسعينيات، حيث انخفضت مؤشرات الاسهم في دول الخليج الى أدنى مستوياتها منذ عام ونصف العام مع خروج المستثمرين من الاسواق الناشئة خشية تأثرها بتداعيات الاضطرابات الاخيرة في قطاع المال الامريكي، مضيفين ان المحافظ الاستثمارية التي تملكها البنوك العالمية خرجت من الاسواق الخليجية ومنها السوق القطري لتغطية مراكزها المالية في السوق الامريكي ومحاولة بيع اكبر قدر من الاصول الخارجية لتغطية خسائرها في وول ستريت مما ادى الي ضغوطات كبيرة علي الاسواق الناشئة ومنها الخليجية ليضرب الاثنين الاسود اسواقها ويصيبها بانخفاضات كبيرة في اسعار الاسهم لم تسلم منه أي دولة.
واضافوا ان موجة البيوعات كانت عالمية وليست اقليمية فقط، فقد سارعت البنوك الاجنبية بتسييل اصولها في معظم الاسواق التي تعمل بها وشملت الشرق الاوسط والخليج واسيا واوربا وافريقيا، مضيفين ان الازمة وصلت الي حد بيع بنك ميريل لينش بحوالي 50 مليار دولار وهو رقم متواضع جدا لم يصدقة خبراء المال ولكن ليس امام البنك سوى هذا الحل للخروج من الازمة، مشيرين إلى ان الازمة ترجع في المقام الاول الي مشكلة الرهون العقارية التي ضربت الاقتصاد الامريكي في مقتل، فمعظم هذه القروض رديئة وغير جيدة ولم تستطع البنوك استردادها كما لم تستطع بيع العقارات التي مولتها لعدم وجود سيولة في هذه الاسواق مما اضطر البنوك العالمية الي التخلص من اصولها في الاسواق الناشئة ومنها الخليجية مما ادي الي تكرار الثلاثاء الاسود في الخليج.
وكانت مؤسسة "ليمان براذرز" رابع أكبر مؤسسة مصرفية استثمارية في الولايات المتحدة الأميركية قد أعلنت أمس اثنين إفلاسها في وقت أعلن فيه مصرف "بنك أوف أميركا" التجاري شراء مؤسسة "ميريل لينش" العالمية في صفقة بلغت قيمتها 50 مليار دولار أميركي.
وكان إعلان إفلاس بنك ليمان منطقي بعد انسحاب بنك أوف أميركا ومصرف "باركليز" من مفاوضات شرائه ما أدى إلى تراجع أسهمه في السوق المالية صباح أمس الاثنين بنسبة 82% ليصل إلى 65 سنتاً.
وأدى إعلان إفلاس المصرف الاستثماري الشهير إلى اضطراب في سوق "وال ستريت" الذي شهد واحدة من أسوأ موجات بيع الأسهم بتاريخه وتراجع مؤشرات الأسهم في السوق الأميركية بنسبة وصلت إلى 4%.
وفي خطوة متصلة، أعلن بنك أوف أميركا أنه سيشتري أسهم مؤسسة ميريل لينش المصرفية من خلال صفقة بلغت قيمتها 50 مليار دولار.

© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)