توقع رئيس انفستكورب ومديره للعمليات غاري لونغ ظهور اتجاهات استثمارية جديدة سوف تحدد كيفية توظيف ما بين خمسة الى تسعة ترليون دولار من العوائد النفطية التراكمية التي ستحققها دول الخليج في السنوات العشر المقبلة.
وقداستضاف نادي هارفرد في نيويورك رئيس انفستكورب محاضراً مع رئيس وحدة تطوير الاعمال رمزي عبد الجابر تحت عنوان "ثمانية اتجاهات مؤثرة في الاستثمارات الخليجية" وذلك امام اعضاء "الطاولة المستديرة للاستثمار الخاص في هارفرد"، Harvard Private Equity Roundtable.
ورأى لونغ ان الفورة النفطية سوف تعود على المنطقة برأسمال جاهز للاستثمار قيمته أكثر من 10 ترليون دولار في عام 2020.
وقد استمع الى المحاضرة عدد من خريجي جامعة هارفرد من كبار المديرين والخبراء الماليين العاملين في شركات الاستثمارات البديلة كصناديق التحوط والاستثمار الخاص والبنوك الاستثمارية في نيويورك.
ورأى المحاضران أنه بخلاف ما حصل بعد الطفرات النفطية السابقة، فان اتجاهات استثمارية جديدة سيكون لها الأثر الكبير على كيفية توظيف الاموال، وهذه الاتجاهات هي: تزايد الاستثمارات في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وآسيا، اعتماد متزايد على الاستثمارات البديلة كالاستثمار الخاص وصناديق التحوط، استخدام المستثمرين لاستراتيجيات استثمارية مباشرة وفاعلة، اعتماد المستثمرين العمل المؤسساتي اسلوباً للاستثمار وحرصهم على تطوير خبراتهم بانتظام، تقدم اعتماد الحوكمة وتطوير التشريعات، نمو مضطرد في الطلب على المنتجات الاسلامية وتعاظم أهمية الصناديق السيادية.
وشرح المحاضران كلاً من الاتجاهات الاستثمارية بالتفصيل، وأكدا مثلاً انه عام 2002 كان يتم استثمار 85 في المئة من الثروة الخليجية في الخارج في ادوات مالية مرتبطة بمعظمها بالدولار الأميركي، أما في عام2007 فإن النسبة انخفضت الى 75 في المئة وذلك لصالح ارتفاع الاستثمار في منطقة الخليج نفسها. كما ان تزايد الاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا وآسيا أدى الى تعاظم الطلب على الاستثمارات البديلة مثل الاستثمار الخاص في الشركات وصناديق التحوط.
واضاف المحاضران ان هذا التحول في الاتجاهات الاستثمارية جاء نتيجة تنامي الحاجة الى الاستثمار في البنى التحتية الاجتماعية والعمرانية من أجل توفير حاجات النمو السكاني الذي ظل بعيداً عن التنمية لعقود، بالاضافة الى ظهور فرص استثمارية مغرية جداً محلياً بفضل النمو الاقتصادي.
ولفت لونغ وعبد الجابر الى ان منطقة الخليج التي تتمتع حالياً بدخل قومي يبلغ 800 بليون دولار سوف تتقدم من كونها حالياً القوة الاقتصادية ال16 في العالم لتصبح واحدة من القوى الاقتصادية العشر الأكبر عالمياً.
واشارا الى انه انسجاماً مع ذلك، يركز خط عمل انفستكورب الجديد، "صندوق النمو الخليجي"، على الاستثمار في الشركات الصغيرة والمتوسطة في المنطقة.
ولفتا إلى ان رسالة انفستكورب كجسر للاستثمارات بين المنطقة الخليجية والغرب، ليست في اتجاه واحد فقط، بل ان الخبرة التي راكمتها المؤسسة عبر اكثر من 25 عاماً من توظيف الاموال في شراء الشركات وتطويرها هي خبرة نادرة في متناول المستثمرين من الغرب والخليج في اسواق المنطقتين على حد سواء.
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)