ارتفع سعر الذهب 2.6 في المائة في نهاية تداولات أسبوع متذبذب للأسواق العالمية مسجلا يوم الجمعة الماضي أكبر مكسب يومي له في يوم واحد منذ قرابة خمسة أشهر، إذ إن تراجع الدولار الأمريكي وعمليات شراء مكثفة لتغطية مراكز البيع انتشلت المعدن النفيس من أدنى مستوياته في أربع سنوات ونصف.
ووفقاً لـ "رويترز"، فإن الذهب مع ذلك سجل ثالث تراجع أسبوعي له على التوالي بعد أن هوى إلى 1131.85 دولار للأوقية وهو أدنى مستوى له منذ نيسان (أبريل) عام 2010.
وسجل سعر الذهب في المعاملات الفورية 1170.10 دولار للأوقية "الأونصة" مرتفعا 2.6 في المائة، وانخفضت الأسعار الفورية 0.3 في المائة على مدى الأسبوع بعد هبوطها نحو 5 في المائة قبل أسبوعين.
وسجل سعر العقود الآجلة للذهب للتسليم في كانون الأول (ديسمبر) في بورصة كومكس عند التسوية 1169.80 دولار، مرتفعا 27.20 دولار، وتراجع الدولار مقلصا بعض مكاسبه بعد أن قالت وزارة العمل الأمريكية "إن أرباب الأعمال في الولايات المتحدة أضافوا 214 ألف وظيفة جديدة إلى كشوف رواتبهم الشهر الماضي مقارنة بتنبؤات المحللين بزيادة قدرها 231 ألف وظيفة".
وذكرت الوزارة أيضا أن معدل البطالة انخفض إلى أدنى مستوى له في ستة أعوام 5.8 في المائة الأمر الذي يؤكد مرونة الاقتصاد في مواجهة ضعف الطلب العالمي.
وبين المعادن النفيسة الأخرى ارتفع سعر الفضة في السوق الفورية 1.8 في المائة إلى 15.65 دولار للأوقية بعد أن سجل في وقت سابق أدنى مستوى له منذ شباط (فبراير) 2010 عند 15.03 دولار، وزاد سعر البلاتين في المعاملات الفورية 1.9 في المائة إلى 1209.75 دولار للأوقية بينما ارتفع البلاديوم 3.10 في المائة إلى 770.25 دولار للأوقية.
من جهة أخرى، تعافت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أمس نتيجة المخاوف من انهيار الهدنة في أوكرانيا وتنبؤات بطقس بارد على غير العادة في الغرب الأوسط للولايات المتحدة في الأسبوعين المقبلين.
وقفز سعر مزيج نفط برنت الخام عند التسوية 53 سنتًا أو 0.64 في المائة إلى 83.39 دولار للبرميل بعد تراجعه 90 سنتا في الجلسة السابقة، وارتفع سعر عقود الخام الأمريكي الخفيف عند التسوية 74 سنتًا أو 0.95 في المائة إلى 78.65 دولارًا للبرميل.
ورجحت منظمة الدول المنتجة للبترول "أوبك" أنه على الرغم من تراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، فمن المرجح أن تبلغ نحو 110 دولارات حتى نهاية العقد الجاري، ودفعت زيادة الإنتاج بما في ذلك عبر عمليات التنقيب الجديدة عن النفط الصخري في الولايات المتحدة الأسعار إلى التراجع بنحو 25 في المائة منذ حزيران (يونيو) الماضي إلى نحو 80 دولارا للبرميل.
وأشارت "أوبك" ومقرها فيينا في تقريرها للتوقعات المستقبلية السنوية إلى أنها تتوخى الحذر لكيلا تصاب بالذهول إزاء التقلبات على المدى القصير، بما في ذلك أوضاع السوق أخيرا.
وأحد العوامل الرئيسية التي تؤخذ في الحسبان بالنسبة للتوقعات على المدى المتوسط، هو ارتفاع تكلفة إنتاج النفط منذ 2010، وزاد إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة خمس مرات إلى نحو 2.5 مليون برميل يوميا بين عامي 2008 و2013.
ويتوقع محللون في "أوبك" أن يرتفع إنتاج النفط الصخري الأمريكي في 2018، ويتراجع تدريجيا فيما بعد، وتضم "أوبك" 12 دولة عربية وإفريقية وأمريكية لاتينية وتنتج نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط.
وتتوقع "أوبك" أن تتقلص حصتها في سوق النفط بنسبة 5 في المائة بحلول عام 2018 مع نمو معروض النفط الصخري الأمريكي بوتيرة أسرع من المتوقع بما لا يدع مجالا أمام المنظمة للاستفادة من نمو الطلب العالمي.
وبحسب المنظمة فإن هناك مؤشرات إلى استمرار ارتفاع إنتاج النفط الصخري الأمريكي لفترة أطول، وأن يمتد الإنتاج إلى دول أخرى، متوقعة أن يبلغ متوسط الطلب العالمي على الخام 28.50 مليون برميل يوميا في 2018 بانخفاض 1.5 مليون برميل يوميا عن 2014 نظرا لزيادة المعروض من خارج "أوبك" رغم ارتفاع الطلب العالمي.
وتتوقع المنظمة وصول الطلب إلى 111 مليون برميل يوميا بحلول عام 2040، وأن يرتفع معروض الدول غير الأعضاء في "أوبك" إلى 60.6 مليون برميل يوميا في عام 2019.
