قطر وتركيا..ارتفاع الاستثمارات بين البلدين

تاريخ النشر: 18 مارس 2013 - 08:09 GMT
دعا سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني  رجال الأعمال في تركيا إلى الاستفادة من المشاريع التي تعمل قطر على إنجازها استعداداً لاستضافة كأس العالم 2022
دعا سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رجال الأعمال في تركيا إلى الاستفادة من المشاريع التي تعمل قطر على إنجازها استعداداً لاستضافة كأس العالم 2022

نظمت رابطة رجال الأعمال القطريين بالتعاون مع مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي Deik اللقاء الأول لمجلس الأعمال القطري- التركي وذلك في العاصمة التركية إسطنبول في 14 مارس 2013 في فندق سيرغان كمبنسكي.

ترأس الوفد القطري سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس الرابطة بحضور أمين عام الرابطة السيد عيسى عبدالسلام أبو عيسى، وسعادة الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني عضو مجلس إدارة الرابطة، والأعضاء السيد صلاح الجيدة، والسيد ناصر سليمان الحيدر، والسيد مقبول حبيب خلفان، والسيد نبيل أبو عيسى.

وقد حضر من الجانب التركي رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية التركية السيد مدحت يني غون، وأعضاء مجلس الأعمال القطري- التركي ورجال أعمال من قطاعات اقتصادية متنوعة كالمقاولات والبنية التحتية والهندسية والمصارف والقطاع السياحي. وقال بيان صادر عن رابطة رجال الأعمال القطريين: استهل اللقاء بانعقاد مجلس الأعمال القطري التركي حيث تبادل الجانبين الآراء والاقتراحات حول كيفية تعزيز التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري المشترك، وتم اقتراح إقامة ندوة اقتصادية مشتركة في الدوحة يتم التركيز فيها على تطوير التعاون الصناعي بين الطرفين وتسهيل دخول الصناعات المتوسطة والصغيرة التركية الى قطر.

وأضاف: تبع المجلس لقاء موسع بين الجانبين القطري والتركي توجه خلاله الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني بكلمة شكر فيها الجانب التركي على استضافة الوفد القطري ورجال الأعمال الأتراك على اهتمامهم بالسوق القطري والتعرف على الفرص الاستثمارية في الدولة، كما عبر عن طموح الرابطة للارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى العلاقات السياسية العميقة، وتحقيق أعلى درجات التعاون مع رجال الأعمال في تركيا.

وذكر البيان أن سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني دعا رجال الأعمال في تركيا إلى الاستفادة من المشاريع التي تعمل قطر على إنجازها استعداداً لاستضافة كأس العالم 2022، حيث إن دولة قطر قد خصصت ما يزيد على 100 مليار دولار أميركي للإنفاق على مشروعات البنية التحتية والمشروعات الكبرى المتعلقة برؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجية التنمية واستضافة مونديال كأس العالم لكرة القدم.

وقال البيان: من جهة أخرى عبر الجانب التركي عن سعادته باستضافة الوفد القطري، ورغبته في تشجيع رجال الأعمال القطريين على زيادة الاستثمارات القطرية في تركيا لتوافر الفرص والمشاريع الاستثمارية والمناخ الاسثماري الآمن. كما نوه إلى أن شركات المقاولات التركية نفذت، في قطر، مشاريع بناء تبلغ قيمتها نحو 12 مليار دولار، حتى نهاية العام الماضي، داعيًا المستثمرين القطريين إلى الاستثمار بشكل أكبر في تركيا.

وأوضح البيان أن سعادة الشيخ حمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني استعرض نظرة عامة عن الاقتصاد القطري والمشاريع والأنشطة الرئيسية المخطط تنفيذها بالإضافة الى عرض مناخ وفرص الاستثمار في قطر.

كما تم خلال اللقاء إلقاء الضوء على أهم المشاريع والأنشطة الاستثمارية المتوفرة في تركيا، والإنجازات الاقتصادية التي حققها الاقتصاد القطري. وقال البيان: وعلى هامش انعقاد مجلس الأعمال، اجتمع وفد رابطة رجال الأعمال القطريين مع سعادة السيد ظافر تشاغليان، وزير الاقتصاد التركي، الذي رحب بالوفد القطري، ونوه إلى أن هذه الزيارة تعكس اهتمام رجال الأعمال القطريين في دخول السوق التركي وزيادة الاستثمارات القطرية في البلاد.

وأضاف البيان: كما نوه سعادته من خلال حديثه إلى توافر جميع الفرص المناسبة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بما فيها رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا بـ 8.5 % خلال العشر سنوات المقبلة، في ظل الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي الذي تنعم به دولة قطر وتركيا بالإضافة الى كفاءة الأيدي العاملة.

وأوضح سعادة السيد ظافر تشاغليان، أن تركيا تشجع الاستثمار الأجنبي في 3 قطاعات مهمة وهي القطاع المصرفي حيث تخطط تركيا الى جعل إسطنبول مركز تمويل كبيرا خلال العشر سنوات المقبلة، والعقاري حيث تعتبر البلد الثاني في مجال المقاولات، والاستحواذ المباشر على الشركات القائمة وخاصة بعد إزالة العوائق السابقة وإعادة النظر بقوانين التمليك.

وقال البيان: كما عرض فرص الاستثمار المتاحة في تركيا ومن ضمنها إنشاء أكبر مطار في العالم ليستقطب أكثر من 100 مليون مسافر، والقيام بمشاريع تطوير البنية التحتية بكلفة 250 مليار دولار المتوقع إنجازها خلال العشر سنوات المقبلة، وبناء قناة تحت البحر تربط بين آسيا وأوروبا بالإضافة الى المشاريع العقارية التي تخطط لإنجازها من أجل تطوير النقل والاتصالات والطاقة والتي تبلغ كلفتها 130 مليار دولار أميركي.

وأضاف أن قطاع الصناعة قد تطور كثيراً وخصوصاً في مجال صناعة السيارات إذ تصنف تركيا البلد السادس في أوروبا في صناعة السيارات والسادس عشر في العالم.

ونوه إلى أن تركيا تعلم عن المشاريع التي ستقام في قطر تحقيقاً للرؤية الوطنية 2030، وتحضيراً لاستضافة كأس العالم 2022 حيث أمل بأن يحظى المقاولون الأتراك والخبراء بفرصة لتولي تنفيذ هذه المشاريع وبناء الفنادق والملاعب الرياضية، والطرق والجسور ومطار الدوحة الجديد.

وقال البيان: أما فيما يخص قطاع السياحة فتعتبر تركيا البلد السادس عالميا في السياحة حيث تستقطب حوالي مليوني سائح سنويا، وتصنف تركيا في الدرجة الأولى من حيث تقديم المنتجات الصحية وخدمات الاستشفاء وهناك حالياً 42 مؤسسة صحية تتميز بصفات عالمية وتبلغ عائداتها ملياري دولار سنويا مما أسهم في نمو قطاع السياحة العلاجية في تركيا.

وفي مجال التعليم يوجد 200 جامعة حكومية وخاصة في تركيا تضم 27000 طالب أجنبي وتأمل تركيا أن يصلوا الى 1000.000 طالب في السنوات المقبلة. وأضاف البيان: من جهته شكر الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني سعادة الوزير على حفاوة استقباله، وأشار إلى ضرورة الاستفادة من الخبرة التركية في المجال الصناعي لتشجيع وتنمية الصناعة المحلية في قطر من خلال إنشاء مؤسسات صناعية مشتركة بين البلدين، كما نوه إلى أن السياحة في تركيا هي واحدة من الأفضل في العالم وذلك لما تمتاز به من طقس جميل ومناظر طبيعية.

كما نوه الى أنه كرجال أعمال ذوو خبرة بالسوق القطري والتركي، وعلى دراية وعلم بالعلاقات الاقتصادية القوية بين البلدين فإنه من الضروري تسهيل الفرص وتهيئة المناخ لجيل الشباب للبحث عن الفرص الاستثمارية في كلا البلدين. من جانبه نوه الأمين العام للرابطة السيد عيسى عبد السلام أبو عيسى إلى أن الحوافز الاستثمارية متوافرة في كلا البلدين، لكن من الضروري أن يتم تسليط الضوء عليها، وتسويقها بصورة واضحة حتى يتمكن رجال الأعمال من الاستفادة منها.

وتوجه الشيخ حمد بن فيصل إلى سعادة الوزير بسؤال عن جدوى دخول رجال الأعمال القطرين الى قطاع صناعة السيارات، حيث أجاب سعادته بأن جميع القطاعات المطروحة مربحة ومن بينها صناعة السيارات والعقارات والفنادق والبنوك وخاصة في ظل الحوافز المقدمة من الجانب التركي. كما تم طرح بعض المسائل المتعلقة بالاستثمار خلال الاجتماع من ضمنها تشجيع وترويج السياحة العلاجية في تركيا وإنشاء جهة مختصة بدعم وإرشاد المستثمرين في البلدين بالإضافة الى تسهيل إنشاء وتطوير المصارف الإسلامية وإزالة العوائق والعقبات.

وفي نهاية اللقاء اقترح الوزير عقد اجتماعات متواصلة بين البلدين وزيارة قطر لتقديم عرض عن مختلف القطاعات وفرص التعاون المتوفرة في تركيا، بشكلٍ ملموس بالإضافة الى شرح القوانين الخاصة بالاستثمار الأجنبي ونظام تحفيز الاستثمار الجديد.

ومن الجدير بالذكر أن كلاً من قطر وتركيا تتمتعان بعلاقات سياسية واقتصادية قوية أسهمت في تعزيزها توقيع اتفاقيات تطوير التبادل الاقتصادي وحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبي، بالإضافة الى الزيارات العديدة المتبادلة والتي قام بها كبار المسؤولين في البلدين والتي أسهمت في فتح أبواب واسعة للتعاون الاقتصادي والاستثماري المشترك، كما بلغ حجم الاستثمارات التجارية بين البلدين حوالي ملياري دولار أميركي.

كما بلغت الاستثمارات الأجنبية 270 مليار دولار من ضمنها 26 مليون استثمارات قطرية كما تتمتع تركيا بمناخ اقتصادي تنافسي قوي يقوده قطاعا الصناعة والخدمات واللذان يمثلان 28.1 % و 63 % بالتتابع من الاقتصاد التركي، فيما يمثل قطاع الزراعة 8.9 %، واحتلت تركيا المركز الـ16 من حيث الناتج المحلي الإجمالي في 2011 بحسب صندوق النقد الدولي، كما احتلت المركز 43 في مؤشر التنافسية العالمية لعام 2012.

ومن جهة أخرى فقد حضر وفد الرابطة حفل افتتاح فندق الرتاج في إسطنبول في 15 مارس 2013، وقد هنأ الشيخ فيصل مجموعة الرتاج بهذا الافتتاح، وشدد على أهمية تشجيع ومساعدة جيل الشباب القطري إذ إنهم هم رجال وقادة المستقبل ورواد التغيير وتمنى للفندق النجاح والمزيد من التطور.