قال تقرير اقتصادي متخصص إن مشاريع نفطية عالمية بقيمة 118 مليار دولار تم تأجيلها على خلفية تدهور أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة معتبرا أن تأثير انخفاض الأسعار بات أكبر بكثير من تأثير بداية تدهورها منتصف العام الماضي.
وذكر التقرير أن شركة (رويال داتش شل) عملاق النفط تعتزم تسريح نحو 6500 موظف خلال العام الجاري من إجمالي 100 ألف عامل تقريبا بعد هبوط أرباحها بنحو 37 في المائة خلال الربع الثاني من عام 2015.
وأضاف التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية وبثته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس، أن عديدا من شركات النفط والغاز الكبرى أعلنت عزمها تقديم تخفيضات أخرى في محاولة للبقاء في الصناعة، التي تعاني أزمة أعمق بكثير مما تعرضت له في أي وقت مضى.
ولفت إلى أن النهج نفسه اتبعته كل من شركة (بي بي) و(شتات أويل) و(توتال) في بداية عام 2015 موضحا أن (شل) أعلنت أيضا عن خفض استثماراتها الرأسمالية للمرة الثانية خلال العام الجاري لتقلصها بواقع ثلاثة مليارات أخرى في ميزانية 2015 إلى 30 مليار دولار.
وأفاد بأن (شل) ليست الشركة الوحيدة التي قد تضطر لخفض العمالة والتكاليف فشركة (سنتريكا) البريطانية أعلنت هي الأخرى عزمها إجراء خفض للعمالة بنحو 6000 وظيفة، فضلا عن تقليص عمليات التنقيب عن الغاز وبيع جزء من مزارع الرياح في إطار عملية إعادة هيكلة جذرية.
وقال التقرير إنه على نفس النهج أعلنت شركة الطاقة الأمريكية العملاقة (شيفرون) أنها ستخفض العمالة بنحو 1500 وظيفة لخفض التكاليف وذلك بعد أن تراجعت إيرادات الشركة بنحو 90 في المائة في الربع الثاني حيث أدى انخفاض أسعار النفط الخام إلى انخفاض قيمة الأصول المنتجة للنفط والمملوكة للشركة.
وأوضح أن الشركة تستعد لمواجهة أطول انكماش في تاريخها وتخطط لتخفيض النفقات الاستثمارية خلال العام الجاري بنحو خمسة مليارات دولار مما كان عليه العام الماضي وتخطط أيضا لخفض ميزانيتها في عامي 2016 و2017.
وكشف أن صافي دخل الشركة بلغ 571 مليون دولار بما يعادل 30 سنتا للسهم من إجمالي الأرباح في الربع الثاني من العام الجاري وهي أسوأ أرباحها الفصلية منذ 13 عاما بانخفاض من 5.670 مليار دولار أي ما يعادل ثلاثة دولارات للسهم في نفس الفترة من نيسان (أبريل) إلى حزيران (يونيو) 2014.
وبين التقرير أن المشكلة بالنسبة لـ(شيفرون) تكمن في أنها قريبة من استكمال عديد من المشاريع العملاقة لذلك لن يسقط الإنفاق بسرعة كافية مضيفا أن الوصول إلى أهداف الإنتاج في 2017 وتغطية التوزيعات النقدية للمساهمين المستحقة في مارس 2016 يعتمد على سعر قدره 70 دولارا للبرميل.
منوها إلى أن شركة (إكسون موبيل) الأمريكية ليست أفضل حالا بكثير من (شيفرون)، إذ سجلت الشركة تراجعا في أرباحها بنحو 50 في المائة بعدما سجلت صافي دخل بلغ 2.4 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام الجاري مقابل 8.8 مليار دولار خلال نفس الربع من العام الماضي.
وأكد التقرير أن الأرباح الفصلية لشركة (بي بي) البريطانية تراجعت أيضا بأكثر من الثلثين لتسجل 3.1 مليار دولار مقابل 6.3 مليار دولار خلال الربع الثاني من 2014 مضيفا أن الشركة وضعت خططا لخفض الإنفاق الرأسمالي للمرة الثانية خلال العام الحالي ليبلغ أقل من 20 مليار دولار متراجعا من نحو 22 مليار دولار في 2014.
وعن توقعات أسعار النفط خلال الفترة المقبلة، أفاد التقرير بأن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين إيران والقوى العالمية الكبرى خلال تموز (يوليو) الماضي يزيد من خطر الهبوط لأسعار النفط، إذ إن احتياطيات إيران الضخمة من النفط ستبدأ تدريجيا بالعودة إلى السوق على الأكثر في عام 2016.
وتوقع التقرير أن يسجل نفط خام الإشارة مزيج برنت سعرا متوسطه 62 دولارا للبرميل في العام المقبل، وأن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي 57 دولارا للبرميل عام 2016 موضحا أن التخمة المتنامية من المشتقات النفطية في كثير من الدول الكبرى المستهلكة للنفط يمكن أن تكون حافزا في دفع أسعار النفط نحو 30 دولارا للبرميل خلال الأشهر المتبقية من العام الجاري.
اقرأ أيضاً:
دول «أوبك» تحتاج إلى استثمارات بـ 40 مليار دولار سنويا خلال 10 سنوات
7.1 مليار دولار استثمارات متوقعة لشركات النفط الأجنبية العاملة في مصر