يتوقع أن تشهد الأيام المتبقية من عام 2014 تذبذبا في أسعار النفط بين الانخفاض والصعود، وأن تتأرجح ما بين 55 و60 دولارا للبرميل حتى الأسبوع المقبل، وفقا لما أكده لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون خليجيون.
واعتبروا أن السوق النفطية دخلت مرحلة سعرية تاريخية جديدة، بعد أن كانت مستقرة عند مستويات فوق 100 دولار خلال السنوات الماضية، وعلى المدى القريب من 2015 يمكن أن تراوح بين 70 و75 دولارا.
وأضافوا: تصريحات وزراء النفط في منطقة الخليج الأخيرة، بعدم رغبة "أوبك" خفض مستوى إنتاجها دون 30 مليون برميل، تلاشت معها آمال كثير من الدول المنتجة الأخرى؛ التي تعتبر تكاليف استخراجه عالية؛ بعودة الأسعار إلى مستويات فوق الـ100 دولار، بالتالي فإن كثيرا من إنتاج هذه الدول قد يخرج من السوق النفطية في الوقت الراهن، وهذا بدوره سيقلل من المعروض في السوق ما يدفع الأسعار نحو الارتفاع لمستويات ما بين 70 و75 دولارا للبرميل، وهذه المستويات تعتبر مناسبة لدول الخليج التي يجب عليها بناء قواعد ومشاريع تنموية معتمدة على هذا المستوى من الأسعار.
وعلى الرغم من أن المختصين أشاروا إلى أن تذبذبا في الأسعار سيكون ما بين دولارين وثلاثة دولارات، إلا أن مطلع 2015 قد يصنع مستوى جديدا لأسعار النفط للأشهر المقبلة.
ولفتوا، إلى أن البيانات الاقتصادية التي تصدر الآن سواء في أمريكا والصين واليابان حول الحراك الاقتصادي في هذه الدول ربما تجعل أسعار النفط تصمد قليلا عن مستويات 60 دولارا خلال الأيام المتبقية من العام الحالي، ولكن أغلب التكهنات تشير إلى أن عام 2015 خاصة خلال الربعين الأول والثاني ستشهد الأسعار انخفاضا.
وكانت أسعار النفط قد صعدت أثناء التعاملات الآسيوية أمس، بفعل توقعات لبيانات اقتصادية أمريكية قوية وسط تداول ضعيف بسبب عطلة عامة في اليابان وبدء المتعاملين إقفال مراكزهم لعام 2014 قبل عطلات عيد الميلاد والعام الجديد.
وقال لـ"الاقتصادية الدكتور راشد أبانمي، رئيس مركز السياسات النفطية والتوقعات الاستراتيجية: إن أسعار النفط خلال الأيام الماضية ستكون متذبذبة ما بين الارتفاع والانخفاض بمعدل دولارين إلى ثلاثة دولارات، أي ستكون عند مستوى 60 دولارا، مؤكدا أن الانخفاض الذي حدث خلال الأيام الماضية كان بسبب صدور بيانات اقتصادية تحدثت عن انكماش القطاع الصناعي في الصين، وضعف نمو اقتصاديات الدول الناشئة، وهذه كلها عوامل تدفع الأسعار نحو الانخفاض الذي يتوقع استمراره خلال العام المقبل، ما لم تكن تصدر مؤشرات اقتصادية عالمية جديدة حول تحسن النمو في بعض اقتصاديات الدول المنتجة والمستهلكة للنفط.
من جانبه، قال حجاج بوخضور، المحلل النفطي الكويتي، إن التصريحات الأخيرة لبعض وزراء النفط في دول الخليج، وعلى رأسهم وزير النفط السعودي، يتحقق وقعها على أسعار النفط خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن الوزراء تحدثوا بلسان واحد عندما توقعوا تحسنا في أسعار النفط، على الرغم من اختلافهم حول المدد الزمنية التي يمكن أن تعاود الأسعار الارتفاع مجددا.
وقال: إن التصريحات الأخيرة لوزراء النفط تلاشت معها آمال عدد من الدول المنتجة للنفط بتكاليف عالية أن تقوم السعودية أو بقية الدول بخفض مستوى إنتاجها بهدف الضغط على الأسعار نحو العودة لمستويات فوق 80 دولارا، لذا فإن هناك دولا من خارج "أوبك" ستخرج من السوق في حال استقرت الأسعار عند مستويات 55 إلى 60 دولارا للبرميل، وهذا الأمر بالتالي سيقود الأسعار للوصول ما بين 70 و75 دولارا خلال الأشهر المقبلة، وهذه الأسعار مناسبة لدول الخليج لبناء قواعد استثمارية جديدة مبنية على هذه الأسعار الجديدة للنفط.
وأوضح أن إيران وروسيا تريدان؛ أن تخفض بعض دول "أوبك" من إنتاجها، بعد أن تسببتا في انهيار أسعار النفط لهذه المستويات بعد أن زادت إيران حصتها من صادرتها النفطية في السوق وقامت روسيا بالتوسع في عمليات الإنتاج، ما شكل زيادة كبيرة في المعروض في السوق الذي أدى بدوره إلى انخفاض الأسعار. مشيرا إلى أن دولة مثل السعودية لن تفرط أبدا في حصتها في السوق لمعالجة وضع صنعته إيران وروسيا وتريدان أن تتحمل مسؤولية بقية دول أوبك.