ستمتلئ منطقة مصب نهر اللؤلؤ، التي كانت في وقت سابق مجرد مسطحٍ مائيٍ واسع، بسياراتٍ وحافلاتٍ تتنقل بين بر الصين الرئيسي، وهونغ كونغ، وماكاو بفضل أطول جسر مائي في العالم، يُدعى جسر “هونغ كونغ تشوهاي ماكاو”. حيث افتتح اليوم الرئيس الصيني شي جين بينغ الجسر الجديد.
الجسر يتألف من مقاطع يبلغ طولها حوالي 35 كيلومترا إلى جانب نفق بطول 6.7 كيلومتر، ووصف بأنه أطول معبر بحري يضم جسرا ونفقا في العالم.
فيما يربط الجسر جزيرة هونج كونج، وهي مركز مالي بمكاو وهي مستعمرة برتغالية سابقة ومناطق غرب دلتا نهر اللؤلؤ الأقل تطورا نسبيا في إقليم قوانغدونغ.
يأتي افتتاح الجسر مع الذكرى الأربعين لبدء الإصلاحات في الصين التي أدت إلى تحويل البلاد من اقتصاد قائم على التخطيط المركزي إلى اقتصاد تحركه السوق.
انطلق العمل بالجسر عام 2009 وتعرضت الأعمال فيه للتأخير بسبب تخطي الميزانية وقضايا فساد وحصول حالات وفاة بين العمال.
وسيتم منح سكان هونغ كونغ رخصة للعبور إلى جوهاي بالسيارات في حال كانوا أصحاب وظائف ومناصب هامة في البر الصيني، أو إن قاموا بتقديم مساهمات كبيرة للجمعيات الخيرية في مقاطعة غوانغدونغ في جنوب الصين.
هذا الإنجاز يعد خطوة جديدة في مسار الصين نحو إقامة منطقة الخليج الأعظم، التي تصبح مركزا اقتصاديا تقوده التكنولوجيا في هونج كونج وماكاو و9 مدن بإقليم جوانجدونج لمنافسة “وادي السيليكون” في سان فرانسيسكو الأمريكية.
وتراهن الصين على مقدر الجسر تخفيض وقت التنقل بين تلك المدن الكبيرة بشكل ملحوظ، وتنخفض الحركة بين ميناء كواي تشونج في هونج كونج إلى مدينة زوهاي من 3 ساعات ونصف الساعة إلى ساعة وربع فقط، كما تستغرق الرحلة بين مطار هونج كونج الدولي ومدينة زوهاي 45 دقيقة فقط مقابل 4 ساعات كانت تستغرقها في الطرق العادية.
بلغت تكلفت الجسر 20 مليار دولار، إلا أن الجسر أثار الجدل منذ اقتراحه لأول مرة في العام 2003.
فبالإضافة إلى الاقتصاد، سيعمل الجسر على التقليل من زمن المواصلات بين المناطق الثلاثة من ثلاث ساعات إلى نصف ساعة فقط.
وسيعزز الجسر القطاع السياحي لأنه سيمكن السياح من السفر من مطار هونغ كونغ إلى ماكاو في غضون 45 دقيقة،فيما وصل عدد السياح في هونغ كونغ في العام 2016 إلى 56.7 مليون سائح، بينما استقبلت المملكة المتحدة 37.6 مليون سائح فقط.
ومن بين الانتقادات الموجهة للجسر العديد من المخاوف البيئية، إذ جادلت مجموعاتٌ بيئية مثل “WWF” و”جمعية هونغ كونغ للحفاظ على الدلافين” أن وجود الجسر سيزيد من المخاطر التي تتعرض إليها الدلافين البيضاء.
وبالرغم من ذلك، ما زال الجسر بمثابة إنجاز هندسي استثنائي، إذ بُني ليتحمل زلزالاً بقوة ثماني درجات، وأعاصير قوية. ويحتوي على 400 ألف طن من الفولاذ، أي 4.5 أضعاف الكمية المستخدمة في جسر “البوابة الذهبية” في سان فرانسسكو.
اقرأ أيضًا:
لعشاق الرياضة... جولة في ملعب برشلونة الجديد (فيديو)
كم تكلفة صف السيارات في مطار أبوظبي مقارنة بمدن العالم؟