انتعاش اقتصاد الإمارات وإقبال على الاستثمار

تاريخ النشر: 18 سبتمبر 2012 - 12:35 GMT
يحرك اقتصاد دُبي الآن مجموعة قطاعات من أبرزها التمويل العالمي، والتصنيع، وخدمات تقنية المعلومات والإعلام
يحرك اقتصاد دُبي الآن مجموعة قطاعات من أبرزها التمويل العالمي، والتصنيع، وخدمات تقنية المعلومات والإعلام

اكدت تقارير إعلامية عالمية عودة الانتعاش إلى اقتصاد دبي، وأن الإمارة أصبحت محط أنظار الخبرات العالمية. فيما تترسخ مكانة الإمارة كوجهة آمنة في المنطقة باستمرار.

وقالت صحيفة غارديان في تقرير حديث لها إن الجهات المعنية في دبي التي أدركت حتمية نضوب النفط، وضعت نصب أعينها جذب الاستثمار وتنويع مصادره. وأضافت أن اقتصاد دبي تحركه الآن مجموعة قطاعات من أبرزها التمويل العالمي، والتصنيع، وخدمات تقنية المعلومات والإعلام. وقد انتهجت الإمارة خطة بناء لم يسبقها احد إليها من قبل. وتابعت: بالرغم من صغر مساحتها جغرافيا، فإن الإمارة تحتضن عددا من ناطحات السحاب الضخمة، والمباني الشاهقة الأخرى، بما فيها اعلى برج في العالم، وأكبر مركز للتسوق، وأكبر متنزه داخلي للتزلج. وقالت: إن دبي رسخت مكانتها لتكون وجهة تجارية، وموطئ قدم للشرق الأوسط، فهي على بعد ست أو سبع ساعات من المملكة المتحدة. وأضافت الصحيفة أن من اهم المناطق التطويرية في دبي هي المناطق الحرة التي يمكن مزاولة الأعمال التجارية فيها دون أن تنوء تحت عبء الضرائب.

وهناك اكثر من عشر مناطق حرة متخصصة مع وجود المزيد منها في الطريق. ودبي قد تكون صغيرة الحجم من حيث المساحة، غير انها سوق غنية للغاية، وتعتبر بمثابة مدخل إلى بقية المناطق في الإمارات والشرق الأوسط. ويستمتع سكانها بجودة الحياة فيها التي ترتقي إلى درجة ممتازة، بوجود 11 شهرا من أشعة الشمس، والطعام الشهي، والكثير من مرافق التسوق ومناطق الجذب الأخرى. وأضافت الصحيفة أن قطاع الأعمال توسع بصورة سريعة في دبي. ويتعين على الشركات البريطانية الراغبة في مزاولة أعمالها في دبي الحصول على معلومات عنها ويمكن توفر ذلك من خلال مجلس العمل البريطاني الذي يوفر نقطة انطلاق لهؤلاء.

أقلام الأزمة

ومنذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008، استل عدد من الكتاب الصحفيين في بعض وسائل الإعلام الغربية اقلامهم، ليشنوا هجوما شرسا على دبي، الأمر الذي حدا بالبعض إلى الافتراض بأنها لن تقوم قائمة بعد الآن. وانبرى عدد من الكتاب الصحفيين الغربيين للتصدي لتلك الهجمة، رغم أن دبي لم تك قط يوما بحاجة لمن يدافع عنها، ومن أهمها ما كتبه «بيل لاكورثي» في صحيفة التلغراف البريطانية. حيث قال «إن نجاح دبي جعل بعض الأقلام المغرضة تفتري عليها كذبا، غير أنني سئمت ما تروجه تلك الأقلام من أكاذيب وافتراءات عن مواطن القصور في دبي». مضيفا أنه يمتلك المصداقية لقول ذلك إذ انه مارس مهنة الطب في دبي في ثمانينات القرن الماضي لأكثر من عقد من الزمن. وأضاف لاركورثي في التلغراف، بداية، الإحساس بالأمان الذي يشعر به المرء في دبي على مدار الساعة، بل وأكثر امانا من شوارع لندن. ويضيف، إن الهجوم على دبي لا يجدي هؤلاء نفعا، دعوها وشأنها، فقد أثبت نظامها الاقتصادي نجاعته، وصنع جوها المتسامح حيث تنصهر فيها الأجناس كافة مجتمعا متجانسا عز نظيره. وجهة الشرق الأوسط الأولى واستأثرت دبي بجوائز السفر العالمية لعام 2012 التي أعلن عنها أمس الأول لتفوز بـ37 جائزة. فقد فازت دبي بجائزة وجهة الشرق الأوسط الأولى. كما حظيت بلقب الوجهة الأولى في المنطقة للاجتماعات والمؤتمرات. وفازت شركة طيران الإمارات بجائزة شركة الطيران الأولى في الشرق الأوسط في فئة الدرجة الاقتصادية.

وفازت الإمارات - سكاي وردز بجائزة برنامج المكافآت الأول لشركات الطيران في المنطقة. وفازت طيران الإمارات بأفضل موقع الكتروني لشركة طيران في المنطقة. وفازت دناتا بجائزة المشغل السياحي الأول في منطقة الشرق الأوسط. كما فازت بجائزة وكالة السفر الأولى في الإمارات. وفاز المبنى 3 في مطار دبي الدولي بجائزة المطار الأول في المنطقة. وفازت فلاي دبي بجائزة الشرق الأوسط للطيران الاقتصادي. وفاز فندق مطار دبي الدولي بجائزة أفضل فندق للمطارات في المنطقة. كما فازت بجائزة الميناء الأول للرحلات البحرية في المنطقة. وفازت مجموعة إعمار للضيافة بجائزة الشركة التطويرية الأولى في المنطقة.

هافنغتون بوست: مدينة الروائع

قال موقع هافنغتون بوست في تقرير له بعنوان «دبي: مدينة الروائع» إن أحدا لم يكن يتصور قبل خمسين عاما، أن يقيض لأكثر مدن المستقبل رقيا، وفخامة في العالم، أن تنهض من مجرد قرية صغيرة تحيط بها الصحراء من كل جانب. وأضاف الموقع التابع لمجموعة هافت بوست ترافيل الأميركية، أن هذا أقل ما توصف به دبي، المدينة المبهرة، التي أضحت اليوم نبراسا للرفاهية والرخاء بين مدن العالم. وتابع: تزخر دبي بأشكال مبهرة من الروائع العمرانية، والمطاعم الفاخرة، والفنادق الفخمة التي تقدم كل ما يمكن تخيله من أطايب، ومراكز تسوق مترامية الأطراف، ومواضع ترفيه خلاقة كفيلة بإمتاع أكثر الأثرياء ضجرا. وقال: لم يأل حكام دبي جهدا في تحويل المدينة إلى أنموذج لا يضاهى من حيث الفخامة والرقي، بمعنى آخر مدينة الروائع. ففي دبي تجد من كل شيء أكبره، وأعلاه، وأغلاه ثمنا، وأكثره جسارة والقائمة تطول. وإليكم غيض من فيض ما تزخر به المدينة من روائع للزوار.

وسميت دبي المدينة الأسرع نموا في العالم، ولا غرابة في ذلك. فمنذ ما يقل عن خمسين سنة كانت مجرد ميناء تجاري وادع. أما اليوم فهي أكثر عطاء من أي مدينة أخرى في العالم. واستطرد: لا تعدم دبي المباني الشاهقة، غير أن ثمة مبنى بعينه يقف شامخا ألا وهو برج خليفة، أعلى مبنى في العالم، مرتفعا 2716.5 قدما في عنان السماء.

ويشكل المبنى المكون من 160 طابقا البؤرة المحورية لمنطقة وسط برج خليفة، تحفه نافورة زاهية الألوان على شاكلة نوافير لاس فيجاس تنفث المياه إلى ارتفاع شاهق في الفضاء. ويمكن للزوار الصعود بمصعد عالي السرعة إلى منصة المراقبة للاستمتاع بمشهد مبهر للمدينة. حياة فخمة وأضاف: تشتهر نخلة الجميرا بأنها أكبر جزيرة اصطناعية في العالم. والحقيقة أنها من الضخامة بحيث يتسنى رؤية الجزيرة المبينة على شكل نخلة من الفضاء. وكانت عمليات البناء بدأت منذ 20 عاما. ويضم كل هلال من شجرة النخيل عددا كبيرا من العقارات السكنية والتجارية والترفيهية، بما فيها عدد من المنتجعات فائقة الفخامة. ويعتبر برج العرب مكان الإقامة الأكثر فخامة في العالم. ويجسد الفندق الذي يوصف بأنه الوحيد الذي ينتمي إلى فئة السبع نجوم، وأحد أكثر الأماكن تصويرا في العالم، الفن المعماري المعاصر. وقال: لا تتوفر أرقام حول المصاريف التي ينفقها النزلاء في كل ليلة أو أكثر في الفندق. ويدخل النزلاء الجزيرة الخاصة التي أقيم عليها بواسطة سيارة رولز رويس يقودها سائق خاص أو بطائرة هلكوبتر. ويتلقى الضيوف معاملة ملكية طيلة مدة إقامتهم. كيف لا وسعر الغرفة يكلف 1500 دولار لليلة الواحدة.

وسميت دبي عاصمة التسوق في منطقة الشرق الأوسط، ولا سر في هذه التسمية. فدبي مول الذي يعتبر أكبر مركز تسوق في العالم ويحتضن أكثر من 1200 متجر، هو بمثابة مدينة داخل مدينة. ويضم شارع الأزياء تقريبا كل علامة تجارية عالمية. إعادة رسم عالم الطيران يعيد اتفاق طيران الإمارات وكانتاس الذي يسري لمدة عشر سنوات، عمليا إعادة رسم أكثر خطوط الطيران ازدحاما بين الشرق والغرب، مزيدا من انفتاح دبي، ومدرا منافع اقتصادية هائلة طويلة الأمد للإمارات من حيث السياحة والتجارة. ويقول جون ستركلاند، مدير شركة استشارات النقل الجوي المستقلة في لندن، جي ال اس كونسلتنغ، إن الاتفاقية هي بمثابة «درة جديدة» في تاج دبي. فهي ستعزز مكانة دبي القوية أصلا، معززة أهمية مطار دبي الدولي باعتباره محطة رئيسية للنقل. ورغم ذلك فإن الاتفاق فاجأ إلى حد ما قطاع الطيران، في ضوء مستوى الخصومة السابق بين الشركتين. لقد كان تيم كلارك مصمما على الدوام، بأن شركة طيران دبي، أسرع شركات الطيران نموا في العالم من حيث توسع الشبكات، وحجم الأسطول، وطلبيات الطائرات، لن تدخل في تحالفات استراتيجية مع ناقلة أخرى. والحقيقة أنه في الوقت الذي كانت فيه كانتاس تصارع طويلا لموازنة خطوطها الطويلة، فإن طيران الإمارات كانت تتطور نتيجة لاستراتيجية شبكتها.