يبدو في الافق القريب سحابة جديدة مليئة بالذهب الاسود سوف تهطل فوق اسرائيل فتجعلها تنافس الدول العربيه في انتاج وتصدير النفط والغاز.. فقد كانت الدول العربيه اكبر مصدر للطاقة وكان فيها اكبر مخزون من النفط والغاز.. حيث كانت الدول العربية والاسلامية في الشرق الاوسط تحتفظ بـ 75 % من احتياطيات النفط والغاز في العالم.. بينما تحتفظ الولايات المتحدة بـ 2% فقط واوروبا تحتفظ بـ 4% فقط من مخزون النفط والغاز في العالم ..اي ان بحيرة الذهب الاسود تقع بين اليمن جنوبا حتى حوض بحر قزوين شمالا ومن الخليج العربي شرقا حتى شرق البحر المتوسط غربا .. ؛ما يبين الاهمية الاستراتيجيه للعالم العربي سواء من ناحية موقعه الجغرافي او من ناحية الكنوز الربانية التي وضعها الله في ارضنا...ولكن الربيع العربي لم يكن ربيعا اخضر على كل الدول العربيه.. فقد تناقص انتاج العراق بعد الغزو الامريكي وتناقص انتاج ليبيا بل كاد يتوقف بعد الثورة .. وكذلك الحال في السودان وفي سوريا وحتى في مصر ايضا ولم يكن الحال احسن منه في اليمن...
اما ايران فتناقص انتاجها الى النصف ولا تبدو مؤشرات قريبة لتحسين الوضع في القادم من الايام. وتاتي الاخبار التي يمكن وصفها بانها مزعجه في احسن الاحوال.. وتنذر بشؤم وليس بالخير.. فقد اعلنت اسرائيل عن اكتشاف( حقل هائل للغاز) في البحر الابيض المتوسط في 2/6/2012 وقدر المخزون في هذا الحقل ب122( مئه واثنين وعشرين) تريليون قدم مكعب من الغازاضافة الي 7و1 مليار برميل نفط؛ ما يجعل السماء تمطر ذهبا ليس علينا وانما على العدو الاسرائيلي.. وطبعا نحن امام الوقاحه الاسرائيليه بل القوة البربريه التي عند اسرائيل.. فالحقل المذكور تم اكتشافه في المياه الدوليه.. وبالتالي فهي ملك لكل من اسرائيل وفلسطين(شواطىء غزة)ولبنان وسوريا وتركيا وقبرص ومصر وذلك بحسب اتفاقيه برشلونه للبحر المتوسط والتي وقعتها 24 دوله بما فيها اسرائيل ولكن اسرائيل كعادتها تعتبر نفسها دولة فوق القانون.. فقد اعلن وزير الماليه الاسرائيلي( يوفال شتانيتس) ان هذا الحقل كله عائد الى اسرائيل وان جميع الكنوز الطبيعيه في المنطقه هي ملك للشعب اليهودي.. طبعا لا نعرف تفسيرا لهذا التصرف وكيف تكون ملكا للشعب اليهودي ..؟! يبدو انهم ما زالوا يعيشون في خيال ارض الميعاد وما نسجوه من خرافات حول الوعد الالهي المزعوم لبني اسرائيل ..الخ.. ولكن لا يطول بنا الزمن ونحن نتساءل عن كيفة امتلاك اسرائيل لهذا الحقل بل ولجميع الكنوز الطبيعيه في المنطقه..؟ فيطلع علينا الوزير (عوزي لانداو) مهددا باستخدام القوة العسكرية لحماية حقول النفط والغاز التي تم اكتشافها في البحر الابيض المتوسط فقد قال في لقاء مع( شبكة بلومبرج الاميريكيه): ان اسرائيل لن تتردد في استخدام القوة لحماية حكم القانون.. ولصون القانون الدولي البحري.. زاعما ان هذه الاكتشافات تقع ضمن المياه الاقتصاديه لاسرائيل..
طبعا لم نسمع عن تعريف المياه الاقتصاديه.. فهذا اصطلاح جديد في السياسة الدولية نحن نعرف المياه الاقليمية للدولة وهي 12 ميلا بحريا ..ويجب ان يكون هذا الكنز الالهي ملكا لجميع الدول التي يقع في مياهها الاقليميه والتي ذكرناها اعلاه.. اما اذا استأثرت اسرائيل منفردة فهذا يعني انها سوف تصبح دولة نفطية تصدر النفط والغاز بل تنافس الدول العربيه مجتمعه..وبالعودة الى الذراع القوي الذي يحمي اسرائيل دائما وهي الولايات المتحده.. فانها لا ترغب في وجود بؤر توتر في المنطقه.. وهي تؤيد اسرائيل حتى الان خاصة وان للولايات المتحدة مصلحه اقتصاديه مباشرة في هذا الموضوع.. فان الشركات الامريكيه العملاقه هي التي تشارك بالحفر والتقيب وبالطبع لها امتيازات ضخمة .. اما نحن العرب فيكفينا ان نجلس ونضع يدنا على خدنا،الى ان يقوم منا جيل جديد يعرف كيف يتعامل مع العالم ويأخذ حقوقه.. ونتذكر كلمة القائد التونسي الذي قال يوم راى الشباب يندفعون بعد مقتل بوعزيزي.. قال الرجل: نحن هرمنا...ونعتقد ان هذه الجملة صالحة لكل زمان ومكان في العالم العربي..!!