الأردن: قطاع السياحة في محاولة لاستعادة عافيته

تاريخ النشر: 12 يونيو 2012 - 02:00 GMT
استفاد الأردن من التجربة السلبية التي عانى منها القطاع السياحي ووضع خطة محكمة لاعادة انعاش هذا القطاع
استفاد الأردن من التجربة السلبية التي عانى منها القطاع السياحي ووضع خطة محكمة لاعادة انعاش هذا القطاع

نجحت المملكة الى حد بعيد في سياستها الترويجية للسياحة في البلاد وسط اقليم متوتر وهذا ما يعني ايضا ثقة السائح العربي في السياحة الاردنية رغم الخسائر الهائلة التي منيت بها العام الماضي بفعل الغموض الذي لفّ مستقبل الربيع العربي. والمسافة التي تأسست في المملكة خلال الأسابيع الماضية للابتعاد قدر الإمكان عن توترات الاقليم قادت الى إحياء الاهتمام بدورالسياحة المحلية مجددا وذلك لا يؤشر فقط على ان البوصلة السياحية الاردنية الجديدة تحاول استقراء الواقع الموضوعي بقدر ما توجه رسائل للجميع ان الاردن الذي تأثر سياسيا واقتصاديا بالمحيط المتوتر لن يتأثر بصناعة سياحته.

وعلى هذا الاساس استفاد الاردن من التجربة السلبية التي عانى منها القطاع السياحي ووضع خطة محكمة لاعادة انعاش هذا القطاع الذي بدأ منذ مطلع هذا الصيف بجذب الاف العرب والاجانب وهو انتعاش سياحي من شأنه تعويض الخسائر التي مني بها هذا القطاع العام الماضي. وليس سرا في السياق الان ان خطة الاردن السياحية تدلل في اول ما تعنيه بان الحكومة ستحتفظ بمساحة ضرورية من المبادرة والمتابعة وتضع كل اجهزتها المعنية في القطاع بدائرة الرقابة الطبيعية لالية عمل الماكنة السياحية تحسبا من وقوعها في اخطاء تحرص الحكومة ان تفسد مثل هذه الاخطاء المفترضة استراتيجيتها التي رسمت بعناية فائقة لاغراض الصالح العام. وسواء اعترف البعض ام لم يعترف شكلت عملية انتعاش الحركة السياحية مع بداية فصل الصيف مفاجأة سارة للكثير من القطاعات السياحية وذلك بفضل الاستراتيجية السياحية التي تضمن تنفيذها الالتزام الحرفي لما حملته من عناصر تضمنت تعاونا مطلقا مع جميع الجهات.

ولا شك ان الجهات المعنية بقطاع السياحة تريد ان تقيس تأثيرات الاستراتيجية قبل التقييم وما احدثته على الارض رغم ان المؤشرات الاولية ايجابية وهي مؤشرات اولية ستدخل في حجمها الحقيقي خلال الاسابيع المقبلة. نشارك وزراة السياحة بان عقبات كبيرة كانت تواجه الاستراتيجية وان انتقادات وغمزا في قناة نفقات هذه الاستراتيجية وجهت دون وجه حق فما ان اطلقت حتى بدأت الانتقادات دون ان نمنحها فرصة صغيرة لنرى نتائجها على الارض فالارقام الاولية لرصد اعداد السواح الزائرين للمواقع السياحية والاثرية في تصاعد يومي متزامنا ذلك مع نشاط لافت في السياحة المحلية الامر الذي يبشر بموسم يعوض خسائر الموسم الماضي.

ويمكن القول ان انتعاش السياحة في الاردن في وقت انهارت فيه هذه السياحة في بلدان الجوار الاكثر منا خبرة في صناعة السياحة يشكل رسائل ايجابية يمكن استثمارها جيدا ان عوملت بحصافة وقدرة واقتدار. لا شك بان لدى الجهات المعنية القدرة على استثمار اللحظة السياحية واعادة انتاج المشهد من خلال عملية اعادة فك وتركيب لمجمل العملية السياحية والقدرة على ان تسير بخطى ثابتة وواثقة وفق منهجية دقيقة تنهى ازمات القطاع وهو قطاع تحميه الحكومة بكل الاحوال.

باختصار لقد قامت الحكومة بعملية جراحية عميقة لانعاش القطاع السياحي الذي يحاصره الاقليم الملتهب ونجحت الى حد كبير بإعادة ماكنة السياحة الى العمل وانعشت معها الاف الاسر الاردنية التي تعتاش من هذا القطاع في مختلف المرافق السياحية فلم يعد شبح القروض يهدد هذه المرافق ولم يعد ابناء الاسر بلا عمل. اليوم ونحن نستعد لاطلاق مهرجان جرش وننتظر اخوتنا العرب الذين يشكلون النسبة الاكبر من الزائرين علينا ان نتحمل مسؤولياتنا الوطنية من اجل المصلحة العامة ونقدم لهم صورة الاردن الذي نريد ونطمح ان يكون.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن