قال عدد من المواطنين ورجال الأعمال القطريين إن متوسط ما ينفقه الفرد الواحد في سفره بالخارج يتراوح بين 1000 ريال إلى 3000 ريال يومياً، ويختلف الرقم بحسب الدولة إن كانت أوروبية أم شرق آسيوية، ويشمل ذلك التذاكر وحجز الفندق والتسوق وغيرها، ويزيد أو يقل بحسب ما تسمح به ميزانية رب الأسرة.
وانتقدوا ظاهرة الاقتراض من أجل السفر إلى الخارج، ووصفها البعض بأنها دخيلة على المجتمع القطري، ولم تكن موجودة منذ عقد من الزمان، مؤكدين أن هذا نمط غير صحي ولا يصب في مصلحة الشخص المقترض، وإنما تثقل كاهله بأعباء تسديد هذه القروض وفوائدها المتراكمة، لافتين إلى أن البنوك تقوم بدورها في إغراء العملاء بالإقبال على الاقتراض بأضعاف أضعاف الراتب، ما يشجع العديد على أخذ هذا الاتجاه لتغطية تكاليف السفر الذي يستمر لعدة أيام في مقابل عدة سنوات للسداد.
وقالوا: إن السفر إلى الخارج أصبح ظاهرة موجودة، بل أضحى من الأولويات لدى الكثير من المواطنين، وهذا ما جعل شريحة منهم تلجأ إلى الاقتراض من البنوك، وهذا شيء خاطئ بصورة كبيرة ونمط استهلاكي غير حميد، مؤكدين أن السفر إلى الخارج هو أمر جيد للترويح عن النفس ويكون له بالغ الأثر في تجديد النشاط للمواطنين، مما يجعل عودتهم إلى العمل مرة أخرى بحيوية وطاقة أكبر، ولكن يجب التخطيط الجيد للسفر والاختيار بين البدائل ما يناسب كل شخص، وهذا يخفض من النفقات في السفر بشكل كبير للغاية.
بداية قال عبدالعزيز العمادي، رجل الأعمال، ونائب رئيس غرفة قطر السابق،: إن سلوك الاقتراض من البنوك من أجل التمتع بالسفر للخارج، هو نمط غير صحيح، بل أصبحت أشبه بالظاهرة وانتشرت في المجتمعات الخليجية، فأصبح العديد من الناس يقترضون من أجل تغطية تكاليف السفر وما يشمله من شراء أشياء ربما تكون غير ضرورية وإنما من أجل التباهي بذلك.
وأضاف: إذا بحثنا عن الأسباب التي تشجع على قيام البعض بالاقتراض فنجد أن الإغراءات من قبل البنوك، والتي تقوم بها من اجل تحفيز المواطنين على القيام بالاقتراض بأضعاف أضعاف الراتب، هي من تشجعهم على أخذ المزيد من القروض، وربما يقع المواطن في أزمات مالية ومشكلات صعبة تتعلق بعدم القدرة على السداد، ويتم إغراقه بالديون المتراكمة والفوائد المركبة.
وأكد العمادي أهمية العمل على تحديد إجراءات دقيقة في عملية منح القروض للأفراد، بحيث تمنح في حالات الحاجة الماسة بالفعل، أما الأمور الكمالية وأنماط الاستهلاك غير الرشيدة فيجب وضع ضوابط للحد منها.
وحول متوسط تكلفة السفر إلى الخارج للمواطن، قال العمادي: «إن تكاليف السفر أصبحت في هذه الأيام مكلفة للغاية وتثقل ميزانية وكاهل رب الأسرة، ولكن بحسب ما آراه قد يبلغ هذا المتوسط للفرد ما يقارب 2000 ريال يومياً لبعض الدول الأوروبية، ويقل المبلغ إذا اتجهنا للدول الشرق آسيوية».
وأوضح العمادي أنه بحسب هذا الرقم وإذا كانت الأسرة مكونة من 5 أشخاص وسيقضون 10 أيام فقط، فسيصل المبلغ الذي سيتم إنفاقه إلى 100 ألف ريال لهذه الأسرة، وهذا يختلف باختلاف كل شخص وما تسمح به ميزانيته الخاصة.
من جانبه قال محمد عبدالله العبيدلي، رجل الأعمال،: لا أرجح الاقتراض من أجل السفر، بل أنا ضد هذا النوع من الاقتراض، وإنما يكون أخذ القروض في محله وللضرورة، ولكن ما نلاحظه أن البعض يقوم بالاقتراض بمبالغ كبيرة من أجل السياحة والسفر في هذا الموسم، حتى أصبح هذا عادة لدى العديد من المواطنين، بل إن هناك بعض المواطنين من يقوم ببيع أشياء أساسية كالسيارة من أجل الحصول على الأموال بغرض السفر إلى الخارج، مؤكداً أنه أمر طبيعي أن تقوم البنوك بتشجيع الناس على الاقتراض، ومحاولة المنافسة مع البنوك الأخرى.
وأشار العبيدلي إلى أن شريحة كبيرة من المواطنين يحبذون الاستمتاع بقضاء عطلتهم الصيفية الخاصة بهم في دول أوروبا التي تتميز بالطقس الجميل في هذه الفترة من العام، مؤكداً أن لندن وباريس وبرلين هي من الوجهات المفضلة، لدى غالبية المواطنين.
وبخصوص متوسط الإنفاق للأسرة خلال السفر قال العبيدلي: انه يتراوح ما بين 70 ألفاً إلى 150 ألف ريال خلال مدة أسبوعين أو 10 أيام في أوروبا،، موضحاً أنه يمكن القول إن مبلغ 100 ألف هو الرقم المرجح لأسرة مكونة من 5 أشخاص تقريباً، وبالتالي يمكن أن يكون 2000 ريال هو متوسط الإنفاق في اليوم للشخص الواحد ويشتمل ذلك التذاكر وحجز الفندق والتسوق وغيرها، ويزيد أو يقل بحسب ما تسمح به ميزانية رب الأسرة.
وقال العبيدلي: إن هذا المتوسط البالغ 100 ألف ريال ينخفض إلى ما يقارب النصف ليصل إلى 50 ألف ريال أو 60 ألف ريال في الأوقات الأخرى وذلك لاختلاف أسعار تذاكر السفر وحجوزات الفنادق وغيرها.
واقترح العبيدلي أن تتم إقامة المدن الترفيهية الضخمة وذات مستوى عالمي، مثل المدن الثلجية، بالإضافة إلى المدن المائية، واستغلال الطبيعة الخاصة بالدولة، لافتاً إلى أن قطر بها الكثير من النعم التي حباها الخالق بها، مثل نعمة السواحل التي تحيطنا من كل اتجاه.
ونوّه العبيدلي إلى أن الكثير من المواطنين باتوا يشعرون بالملل نتيجة غياب الفعاليات، فيجب أن يكون هناك ابتكار في تنظيم الفعاليات والمهرجانات والمسابقات المختلفة وتكون على مدار العام، لافتاً إلى أن هذا سيصب في جذب شريحة أكبر من السياحة الخليجية خاصة، مؤكداً انه إذا تم العمل بهذا الأمر ستعود بالفائدة والتقدم على بلادنا وعلى اقتصادها، وكذلك سيعزز تنشيط وتطوير قطاع السياحة بما يصب في النهاية لتدعيم الاقتصاد الوطني، خاصة مع استضافة قطر كأس العالم 2022 وأيضاً يمضي في الطريق المرسوم لرؤية قطر 2030.
وفي السياق نفسه قال خالد العماري،: إن السفر إلى الخارج اصبح ظاهرة موجودة، بل أضحت من الأولويات لدى الكثير من المواطنين، وهذا ما جعل شريحة منهم تلجأ إلى الاقتراض من البنوك، وهذا تصرف خاطئ بصورة كبيرة ونمط استهلاكي غير حميد، ولم يكن موجوداً منذ 10 سنوات، فالناس حالياً أصبحوا يقترضون من اجل المتعة، وربما تكون هذه المبالغ يتم اقتراضها لأشياء أكثر ضرورية من السفر إلى الخارج.
وأشار العماري إلى أن فترة السفر إلى الخارج تكون قصيرة للغاية، وتبلغ عدة أيام فقط، مقارنة بفترة تسديد القرض الذي تبلغ مدة سداده سنوات، ناهيك عن أعباء تسديد القرض وفوائده المتراكمة، حتى تثقل كاهل الشخص المقترض، منوّهاً إلى أهمية العمل على تغيير أنماط الإنفاق على السفر، وإيجاد حلول وبدائل أخرى مثل الرحلات الجماعية وغيرها، والتي تكون بتكلفة أقل.
وقال أيضاً: إنه لحساب متوسط ما ينفقه المواطن خلال يوم واحد سيكون علينا الأخذ في الاعتبار عدد من العوامل مثل الدولة التي يذهب إليها، والفندق والمواصلات والتنقلات والتسوق وغيرها، ولكن بشكل عام هي مكلفة للغاية في هذه الأيام، ويمكن القول إن المبلغ يتراوح ما بين 1000 و2000 ريال يومياً، أي بمتوسط مرجح 1500 ريال وقد يزيد الرقم ولكنه لن يقل.
واقترح العماري أن تكون هناك مبادرة من قبل الجهات المختصة والمعنية، بأن تقوم بتوعية المواطن والمستهلك بشكل عام، تتعلق بالإدارة المالية للفرد، وعلى رأسها يكون السفر إلى الخارج، وكيفية ترشيد النفقات به، مع التمتع بأجواء السفر الخلابة، وتوعيته بأن يقوم بالبحث دوماً عن بدائل لما يبحث عنه، وأيضاً تشجيع الادخار، وتكون حملة توعية ضخمة تصل لكافة الناس وتشمل جميع وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن إقامة ندوات وغيرها، ما يزيد من رفع الوعي الإنفاقي لدى الفرد.
وأكد العماري ضرورة الأخذ بعين الاعتبار إقامة مدن ثلجية ومائية وترفيهية جذابة وساحرة وذات مستوى عالمي في قطر، خاصة أن السبب الرئيسي للسفر إلى الخارج هي درجات الحرارة المرتفعة في البلاد، فإقامة هذه الأماكن المغلقة أحد الحلول لتنشيط السياحة الداخلية، بالإضافة إلى البحث عن تقنيات حديثة لتغيير المناخ ودرجات الحرارة بمعني «تكييف الجو» في الأماكن المفتوحة وذات الجذب السياحي مثل كتارا وسوق واقف والحدائق وغيرها، خاصة مع استضافة كأس العالم في قطر 2022.
عبدالمحسن الشمري، مواطن، وصف الاقتراض من أجل السفر بالظاهرة السلبية، داعياً إلى أن يقوم رب الأسرة بالادخار من أجل السفر أفضل من التوجه إلى البنك وأخذ قرض يثقل كاهله في ما بعد، وقال إنه عمل على الادخار طوال الفترة الماضية من أجل أن يقوم بالسفر إلى الخارج خلال عطلة الصيف، مشدداً على أهمية التخطيط الجيد للرحلة قبلها بمدة زمنية كافية، الأمر الذي يخفض كثيراً من النفقات في السفر.
وحول متوسط النفقات اليومية في الخارج قال الشمري إنه عن نفسه ذهب إلى تركيا ومتوسط الإنفاق اليومي يصل إلى 1200 ريال تقريبا، ويرتفع الرقم كلما اتجهنا غرباً، مضيفاً: «إن العديد من المواطنين يسافرون إلى تركيا خاصة أنها تتمتع بالأجواء الرائعة والمناظر الجميلة، وكذلك طابعها الذي هو خليط بين الروح الإسلامية والأوروبية معاً، ما يجعلها من الوجهات المفضلة لعدد من المواطنين».
وأشار الشمري إلى أهمية إقامة فعاليات ترفيهية للعائلات بشكل أكبر من الوضع الحالي الذي هو شبه متكرر كل عام، فضلاً عن تدشين مدن ثلجية ومائية تكون ضخمة وتليق باسم قطر، مؤكداً ضرورة تشجيع السياحة الداخلية عبر هذه الاقتراحات والتي ستجذب أيضاً السياحة الخليجية، لافتاً إلى أهمية وضع الخطط المبتكرة والجديدة لتنشيط السياحة الداخلية، واستغلال كل الإمكانات وعدم التعذر فقط بدرجات الحرارة والطقس، خاصة أن بعض الدول المجاورة قد حققت نجاحات كبيرة في اجتذاب وتنشيط السياحة الداخلية.
من جهته أبدى محمد الحربي، مواطن، عدم تقبله لظاهرة الاقتراض من اجل السفر، وقال إن هناك أولويات وهناك كماليات، فعملية أخذ القروض يجب أن تكون من أجل شيء ضروري وهناك حاجة ماسة وحقيقية لهذا القرض، أما الأشياء الثانوية مثل السفر للخارج لا تستدعي الاقتراض وتحميل الشخص المقترض بأعباء التسديد لفترات طويلة، ولكن يمكن توفير وادخار مبالغ من أجل السفر للخارج.
وقال الحربي: إن متوسط ما ينفقه بعض الأفراد خلال في رحلاتهم 10 أيام إلى الخارج يتراوح من 70 ألف ريال في حالة اتجاههم للشرق، ويتضاعف المبلغ إلى اكثر من 150 ألف ريال تقريباً في حالة اتجاههم إلى الغرب والدول الأوروبية، لافتاً إلى أن تكلفة اليوم الواحد قد يكون متوسطها يتراوح بين 1000 ريال و3000 ريال.
وأضاف: إن الدول الأوروبية باتت على قمة الأماكن السياحية المختلفة في العالم، أما المسافرون فلديهم خيارات عديدة للسفر خلال الإجازة الصيفية، فجزء يفضل شرق آسيا، وآخر يفضل الطيران إلى الغرب، لافتاً إلى أن المبالغ التي يتم إنفاقها من جانب المواطنين في رحلاتهم في الخارج إذا تم إنفاقها في الداخل سيعمل على إنعاش الدورة الاقتصادية لقطاع السياحة الداخلية في قطر.
عبدالرحمن العتيبي، مواطن، قال: إن متوسط تكلفة السفر للخارج لمدة 10 أيام يتراوح بين 50 ألف ريال إلى 100 ألف ريال، ولكنه يختلف كذلك بحسب الدولة، مؤكداً أن التخطيط قبل الرحلة يخفض من هذه الأرقام كثيراً، وأيضاً الأماكن والتنقلات التي سيذهب إليها الشخص.
وأشار إلى أن السفر إلى الخارج رغم متعته الكبيرة وفوائده الكثيرة، كالتعرف على التنوع الثقافي والعادات والتقاليد المختلفة في هذه الدول، فإن البقاء في قطر وسط الأهل والأحباب هو أيضاً متعة كبيرة، منوّهاً إلى أن الجهات المختصة لم تقصر في العمل على تنشيط السياحة الداخلية، مؤكداً أن الترويح عن النفس خلال فترة الإجازة، يكون له بالغ الأثر الذي يعمل على عودة وتجديد النشاط إلى كل الناس مما يجعل عودتهم للعمل مرة أخرى بحيوية وطاقة أكبر.