توقعت دراسة لشركة "آي دي سي" لأبحاث الأسواق، ارتفاع الإنفاق على تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية بأكثر من 6 في المائة في العام الجاري 2014 مقارنة بالعام الماضي.
ووفقا لتقرير أعدته وحدة التقارير الاقتصادية في صحيفة "الاقتصادية"، من خلال مراجعة مستويات الإنفاق خلال آخر 13 عاما؛ يتوقع بلوغ الإنفاق على قطاع الاتصالات في السعودية 108.7 مليار ريال، بزيادة 6.2 مليار ريال عن مستويات 2013 البالغة 102.6 مليار ريال.
وأنفقت السعودية 731.5 مليار ريال خلال 13 عاما فترة التحليل (من 2001 وحتى 2013)، بمتوسط 56.3 مليار ريال سنويا، إلا أنها بدأت بحدود 18 مليار ريال في 2001، واستمرت في الارتفاع حتى بلغت نحو 103 مليارات ريال العام الماضي.
وتعزو دراسة "آي دي سي" لأبحاث الأسواق، زيادة الاستثمارات في تطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات والخدمات المتعلقة بها بشكل أساسي إلى ارتفاع الإنفاق الحكومي، إلى جانب إنفاق القطاع الخاص النشط على تقنية المعلومات.
وأشارت الدراسة إلى أن التطور المستمر لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات يظهر من خلال العدد الكبير من خدمات تقنية المعلومات التي أصبحت متوافرة للجمهور، خاصة في مجال خدمات الحكومة الإلكترونية والتعاملات المصرفية، والمجال الأحدث هو بعض خدمات الرعاية الصحية الرائدة.
وذكرت الدراسة، أنه في السنوات العشر الأخيرة، قلصت الشركات السعودية الفجوة في تقنية المعلومات والاتصالات مع الدول المتقدمة الأخرى، وهي تبدأ الآن بقيادة التطور في المنطقة في بعض النواحي. وأوضحت أنه بدأ عدد الاستثمارات الكبرى الهادفة لتحسين البنية التحتية لتقنية المعلومات والاتصالات في السعودية بالتسارع منذ عام 2005، وهو مستمر حتى اليوم، ما يسهل تحقيق نمو كبير في تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة.
وبحسب الدراسة، تكتسب هذه الاستثمارات أهمية خاصة في مجالات عديدة، هي: الشبكات الجوالة، والشبكات الثابتة، ومرافق تقنية المعلومات والاتصالات، وخدمات الحكومة الإلكترونية.
وبالنسبة للشبكات الجوالة، فكانت الشركات المشغلة في السعودية من بين أوائل الشركات في العالم التي قامت بنشر الجيل الرابع من تقنية الاتصالات الجوالة LTE (التطور طويل الأمد). وزادت الشركات المشغلة تغطية هذه الشبكات المتطورة منذ تقديم الخدمة لأول مرة.
أما الشبكات الثابتة، فقد أسهم التنفيذ السريع لشبكات الألياف البصرية الطموحة في المباني بزيادة عدد الاشتراكات في الحزمة العريضة.
ووفقا للدراسة، أدت الاستثمارات في مراكز البيانات، سواء لاستخدام الشركات الخاصة أو الاستخدام التجاري للقطاع العام، إلى زيادة توافر مرافق مراكز البيانات في المدن السعودية الكبرى.
كما أدت أنشطة الشركات في مجالات الإعلانات والتسويق والتواصل إلى رفع الوعي بتقنية المعلومات والاتصالات بشكل عام وخدمات مراكز البيانات بشكل خاص. وتبقى خدمات الحكومة الإلكترونية، حيث حدثت قفزة نوعية في تطور خدمات الحكومة الإلكترونية في السعودية خلال السنوات الخمس الماضية. وقامت معظم الوزارات في الحكومة بتطوير وإطلاق خدمات للمواطنين تشمل خدمات السداد غير الحكومية (تم ربط جميع المصارف بالإدارات الحكومية كافة من خلال خدمة الدفع الموحدة "سداد").
وتشمل التحسينات الأخيرة الآن مزامنة ومشاركة السجلات الشخصية للمواطنين والمقيمين عبر مختلف المؤسسات العامة والخاصة.
وبعيدا عن الجوانب المادية لتطور تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية، فإن التغير الأكبر حدث على الصعيد الثقافي والفكري، حيث ازدادت ثقة كل من المواطنين والوافدين بالخدمات الإلكترونية في السنوات الأخيرة. وإذا أضفنا إلى ذلك الانتشار الهائل للهواتف الذكية بين السكان، فإن لكل عناصر الاستثمار المذكورة أعلاه تأثيرا عميقا على أسلوب تقديم خدمات المعلومات والاتصالات في البلاد.
لكن الضعف في نظام التعليم (مثل انخفاض مستوى كفاءة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية، وعدم التوافق بين مناهج التعليم الفني واحتياجات سوق العمل) والعوامل البشرية المختلفة (مثل الافتقار إلى الدافع والتفكير الإبداعي) يزيد من حدة مشكلة نقص أصحاب الكفاءات المحلية في سوق تقنية المعلومات والاتصالات التي تمتاز بتنافسية مرتفعة في المنطقة، والمشبعة حاليا بالمواهب من أنحاء العالم كافة خاصة من الدول الناطقة بالعربية في المنطقة.
وبحسب الدراسة، تبقى السعودية سوقا جذابة لبائعي تقنية المعلومات والاتصالات ومقدمي الخدمة على حد سواء، وتتوقع شركة "آي دي سي" لأبحاث الأسواق أن تشهد مزيدا من الاستثمار في البنية التحتية والحلول المعلوماتية.
وأوضحت أنه من الواضح أن زيادة وعي المستخدم النهائي ووضع استراتيجيات أكثر تحديدا سيمكن الشركات بأحجامها كافة من الاستفادة مباشرة من الأركان الأربعة للتطورات المستقبلية في تقنية المعلومات والاتصالات، وهي الحوسبة السحابية، والتقنيات الجوالة، وأعمال الشبكات الاجتماعية، وتحليلات البيانات الكبيرة.