التحليل الفني للعملات الرقمية بكل بساطة

تاريخ النشر: 16 أكتوبر 2022 - 03:24 GMT
التحليل الفني للعملات الرقمية

شاع استخدام التحليل الفني في مراقبة أسعار البورصة الحالية وإلقاء نظرة مستقبلية عليها، فما هو التحليل الفني للعملات الرقمية ؟ وما هي آلية عمله؟ وما هي مؤشراته؟ وكيف يمكن تعلمه؟ إذا كنت من عشاق التداول عبر الإنترنت وترغب بفهم آلية عمل التحليل الفني ومعرفة إجابة الأسئلة السابقة، فتابع معنا هذا المقال.

ما هو التحليل الفني؟

يعرَّف التحليل الفني بأنه نظام تداول يستخدم لتقييم أوراق الاستثمار والتداول وتحليل إحصائيات نشاطاته بما يتضمن حركة السعر والحجم وبالتالي معرفة الفرص المتاحة، وينطبق التحليل الفني على أي أداة تخضع لعملية العرض والطلب بما يتضمن: السندات والأسهم وأزواج العملات والعقود الآجلة وما إلى ذلك.

حيث يدرس حركة الأسعار السابقة والحالية ليساعد المحللين على تحسين تقدير التقييم العام. كما قد يعتمد تجار التجزئة على الرسوم البيانية لأسعار الأوراق والإحصاءات لاتخاذ قرارات بما يتعلق بمستقبل التداول.

الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي

يعتمد التحليل الأساسي على نتائج الأعمال كنسبة المبيعات والأرباح لتقييم قيمة أوراق الاستثمار المالية، في حين يدرس التحليل الفني حجم التداول وحركة السعر، كما يُشار للتحليل الفني (TA) بالتخطيط البياني، والهدف منه هو التنبؤ بسلوك السوق في المستقبل اعتماداً على الأسعار السابقة وبيانات أحجام التداول. وينطبق التحليل الفني على الأسهم وغيرها من الأصول في الأسواق المالية التقليدية. ولكن يمكن اعتباره أيضاً أحد المكونات الأساسية لتداول العملات الرقمية.

في حين يعتمد التحليل الأساسي (FA)، على عدة عوامل تهدف إلى تحديد قيمة شركة معينة أو الأصول بالاعتماد على وضع الاقتصاد الحالي والسابق. بما يتضمن سعر الأصل، إدارة الشركة وسمعتها، والمنافسة السوقية، ومعدلات النمو، كما يمتاز التحليل الفني للعملات الرقمية باعتماده على البيانات الكمية فهو يجري تحقيق موضوعي لسجل الأسعار، ويستبعد عنصر التخمين الموجود في التحليل الأساسي.

مراحل تطور التحليل الفني 

مراحل تطور التحليل الفني 

ظهرت بدايات التحليل الفني في أمستردام خلال القرن السابع عشر، في حين كانت بدايته في اليابان في القرن الثامن عشر، في حين يعود التحليل الفني المعاصر إلى تشارلز داو. حيث أن داو هو صحفي مالي ومؤسس دورية وول ستريت جورنال، لاحظ داو أن أصول الأفراد والأسواق تتحرك عادةً في اتجاهات يمكن تقسيمها وفحصها. ثم أتت أعماله فيما بعد تمهد لظهور نظرية داو التي شجعت على تطوير التحليل الفني.

بداية اعتمد على النهج البدائي في التحليل الفني باستخدام سجلات وحسابات يدوية، ثم انتشر التحليل الفني انتشاراً واسعاً بفضل التطور التكنولوجي والحوسبة ليصبح أداة مهمة لعدة مستثمرين متداولين، كما ساهم عدة باحثين بارزين مثل ويليام بي هاميلتون وروبرت ريا وإديسون جولد وجون ماجي في صياغة مفاهيم نظرية داو. والتي تستخدم الان في التحليل الفني للعملات الرقمية.

كيف يعمل التحليل الفني؟

من خلال تعريف التحليل الفني تبين أنه دراسة أسعار الأصول الحالية والسابقة. بافتراض أن تقلبات السعر غير عشوائية وتتطور مع الوقت إلى اتجاهات قابلة للتحديد. فهو يعبر عن سعر الأصل بما يتضمن قوى الشراء والبيع المتقابلة، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعواطف المتداولين والمستثمرين من خوف وطمع. 

لذا فإنه أكثر فعالية في ظروف السوق العادية، التي تتميز بارتفاع حجم التداول والسيولة. نظراً لكونها أقل عرضة لمحاولات التلاعب بالأسعار التي ربما ينتج عنها إشارات خاطئة فتحول دون فعالية التحليل الفني وخاصة في التحليل الفني للعملات الرقمية. كما يستخدم المتداولون في مراجعة الأسعار واكتشاف الفرص المربحة مجموعة من أدوات التخطيط البياني تُسمى المؤشرات للمساعدة في تحديد الاتجاهات الحالية وتوفير المعلومات الدقيقة حول اتجاهات السوق مستقبلاً.

مؤشرات التحليل الفني 

تهتم بعض المؤشرات بتحديد اتجاه السوق الحالي بما يتضمن مناطق الدعم والمقاومة، بينما يهتم بعضها بتحديد قوة ومدى استمرارية الاتجاه. وتتضمن المؤشرات الفنية وأنماط الرسوم البيانية كل من خطوط الاتجاه ومؤشرات الحجم والزخم والقنوات، ويمكن تصنيف المؤشرات كما يلي:

  • اتجاهات الأسعار.
  • أنماط الرسم البياني.
  • مؤشرات الحجم والزخم.
  • المذبذبات.
  • المتوسطات المتحركة.
  • مستويات الدعم والمقاومة.

أنواع المتوسطات المتحركة

أنواع المتوسطات المتحركة

هناك نوعين من المتوسطات المتحركة تتمثل فيما يلي:

المتوسطات المتحركة البسيطة (SMA): وهي تعد أشهر مؤشرات التحليل الفني، نظراً لكونها تعتمد على أسعار إغلاق الأصل في فترة زمنية محددة على المتوسط المتحرك البسيط.

المتوسط المتحرك الأسي (EMA): وهو نسخة معدلة من (SMA) يعطي وزناً أكبر لأسعار الإغلاق الحديثة بالنسبة للأسعار الأقدم.

مؤشرات التحليل الفني

مؤشر القوة النسبية (RSI)

مؤشر شائع الاستخدام، وهو أحد مؤشرات فئة المذبذبات. يتتبع تغييرات الأسعار مع الوقت، تعتمد المذبذبات على بعض المعادلات الرياضية لبيانات التسعير وبالتالي تكوين قراءات تندرج ضمن نطاقات محددة مسبقاً، ويتراوح هذا النطاق من 0 حتى 100.

مؤشر نطاقات بولينجر

وهو مؤشر من فئة المذبذبات شائع الاستخدام بين المتداولين، يتكون من نطاقين جانبيين يتحركان حول خط المتوسط المتحرك. يستخدم لتحديد أكثر الحالات شراءاً ومبيعاً في السوق إضافة إلى معرفة تقلبات السوق. كما يوجد مؤشرات تعتمد على مؤشرات أخرى في توفير البيانات، على سبيل المثال:

مؤشر ستوكاستيك RSI: يُحسَب بتطبيق معادلة رياضية ل على مؤشر القوة النسبية العادي.

المتوسط المتحرك التقارب والتباعد (MACD): يُحسب المتوسط المتحرك من خلال حاصل طرح كل من المتوسطين المتحركين الأسيين بهدف تكوين خط MACD الرئيسي. ثم يُستخدم الخط الأول لتكوين متوسط متحرك أسي آخر، يقود إلى تكوين الخط الثاني وهو خط الإشارة.

الافتراضات الأساسية للتحليل الفني

الافتراضات الأساسية للتحليل الفني

أصدر تشارلز داو سلسلة من الافتتاحيات تناقش نظرية التحليل الفني، تضمنت افتراضين أساسيين شكلا إطار عمل التحليل الفني للتداول وهما كالتالي:

  • الأسواق فعالة مع مندوب القيم وعوامل الاستياء التي تؤثر على سعر الورقة المالية.
  • لكن حتى حركات أسعار السوق العشوائية تبدو وكأنها تتحرك في أنماط واتجاهات محددة تميل إلى التكرار بمرور الوقت.

هذا ويعتمد مجال التحليل الفني على إطار عمل داو، وفي الوقت الحالي يقبل المحللون المحترفون ثلاثة افتراضات عامة للتخصص كما يلي:

  • يختص السوق بكل شيء: 

يعتقد المحللون الفنيون أنه كل شيء في الشركة بدءًا من أساسياتها إلى عوامل السوق الواسعة وانتهاءًا بسيكولوجية السوق وسعره في الأسهم. وهذا ما يتوافق مع فرضية الأسواق الفعالة (EMH) التي تفترض استنتاجًا مشابهًا حول الأسعار. كما يرى المحللون أن تحركات الأسعار هي نتاج العرض والطلب لسهم معين في السوق.

  • يتحرك السعر في اتجاهات السوق:

يتوقع المحللون الفنيون أن الأسعار ستمضي وفق اتجاهات السوق المحددة مهما كان التوقيت الزمني حتى في أوقات الحركة العشوائية للأسواق بدلاً من التحرك المتقطع. كما تعتمد معظم استراتيجيات التداول الفنية على هذا الافتراض.

  • يكرر التاريخ نفسه:

يعتقد المحللون الفنيون أن التاريخ يكرر نفسه، ففي معظم الأحيان تتكرر الأسعار في الأسواق، وهذا ما يكون متوقع جداً من خلال بعض المشاعر كالخوف. حيث يستخدم التحليل الفني أنماط الرسوم البيانية لتحليل هذه المشاعر وحركات السوق اللاحقة لفهم الاتجاهات. في حين استُخدَم عدة أشكال التحليل الفني لأكثر من 100 عام، لكن لا يزال يُعتقد أنها ذات صلة لكونها توضح أنماطًا في تحركات الأسعار التي غالبًا تكرر نفسها.

انتقادات التحليل الفني

رغم استخدام التحليل الفني بكثرة في كافة أنواع الأسواق وخاصة التحليل الفني للعملات الرقمية، لكن يرى عدة المتخصصين أن التحليل الفني مثير للجدل ولا يمكن الاعتماد عليه، وبحسب رأي المنتقدون أنه في سياق الأسواق المالية، في حال اعتمد عدد كبير من المتداولين والمستثمرين على أنواع المؤشرات ذاتها، ستزداد فرص نجاح هذه المؤشرات، في حين يُجادل مؤيدو التحليل الفني أن كل مصمم مخططات يمتلك طريقة خاصة في تحليل المخططات البيانية واستخدام المؤشرات المتوفرة. لذا قد يستحيل استخدام نفس الاستراتيجية من قِبل عدد كبير من المتداولين.

كيف يمكنني تعلم التحليل الفني للعملات الرقمية؟

توجد عدة طرق لتعلم التحليل الفني للعملات الرقمية، لكن عليك أولاً تعلم أساسيات الاستثمار والأسهم والأسواق والقطاع المالي. إما من خلال الكتب والدورات التدريبية عبر الإنترنت  والفصول الدراسية. وبعد الانتهاء من ذلك استخدم نفس المواد ولكن تلك التي تركز بشكل خاص على التحليل الفني للعملات الرقمية، بالإضافة الي تعلمك لكيف تعمل العملات الرقمية وفهم اساسياتها.

أحد الخيارات المتاحة تعد دورة Investopedia في التحليل الفني، التي تسمح لك باختبار مهاراتك بالتداول باستخدام استراتيجيات التداول للتنافس مع المتداولين في بيئة افتراضية.

في النهاية، نرجو أن نكون قد استطعنا أن نقدم لكم كل ما تحتاجون معرفته عن التحليل الفني، كما يمكننا القول بأن التحليل الفني للعملات الرقمية يكون على حركة الأسعار السابقة، لذا يُستخدم كأداة تحدد تقلبات سعر الأصل وبيانات حجم التداول، كما يمكن استخدامه لمعرفة الاتجاهات وفرص التداول المربحة. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن