لمَ يعزف القطريين عن التعليم العالي؟

تاريخ النشر: 10 مايو 2012 - 07:46 GMT
إن الرؤيا الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي تتجسد في هدف دولة قطر في بناء نظام تعليمي يُواكب المعايير العالمية العصرية
إن الرؤيا الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي تتجسد في هدف دولة قطر في بناء نظام تعليمي يُواكب المعايير العالمية العصرية

أعلن سلطان الكواري مدير إدارة الإحصاءات السكانية والاجتماعية بجهاز الإحصاء عن جملة التوصيات التي توصلت إليها ورشة «أسباب عزوف الطلبة الذكور القطريين عن الالتحاق بالتعليم العالي» للحد من هذه الظاهرة، بما في ذلك إجراءات التنسيق بين الجهات المعنية المختلفة، مشيرا إلى أن توصيات الورشة ستشكل أساساً لخريطة طريق للتنسيق مع الجهات المعنية في الأمور المشتركة وتعزيز البرامج الموجودة أصلا في بعض الجهات واقتراح برامج أخرى لمواجهة الظاهرة، كما أوضح الكواري وخلال اختتام الورشة بانه تم الاتفاق على تشكيل فريق عمل من الجهات المعنية لمتابعة تنفيذ التوصيات يضم ممثلين عن مؤسسات التعليم العالي في قطر وجهاز الإحصاء ووزارة العمل والأمانة العامة لمجلس الوزراء والأمانة العامة للتخطيط التنموي والمجلس الأعلى للتعليم.

أبرز التوصيات

هذا وقد اتفق المشاركون في الورشة على أن مشكلة عزوف الطلبة القطريين عن التعليم العالي ليست قضية قطاع التعليم وحده، وإنما هي قضية وطنية، وعلاجها يتطلب تعاضد كافة القطاعات في الدولة، ومنها على وجه الخصوص مؤسسات التعليم والتدريب، وسوق العمل، والأسرة، كما تضمنت التوصيات الدعوة إلى إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للملتحقين بالتعليم العالي اعتمادا على السجلات الإدارية والمسوح الميدانية، وضرورة تركيز مؤسسات التعليم العالي على التخصصات التي تخدم الاقتصاد المبني على المعرفة، كما أكد المشاركون ومن خلال التوصيات على أهمية استكمال وضع إطار وطني للمؤهلات التعليمية في دولة قطر، وتعزيز وتقوية الإرشاد المهني في المدارس ليشمل التعليم والتدريب، ووضع منهجية شاملة لتعزيز الدافعية نحو التعلم، بالإضافة إلى ذلك فقد شددت التوصيات على ضرورة زيادة الوعي المجتمعي بقيمة التعليم العالي وفوائده على مختلف الصعد، والقيام بحملات توعوية تخدم هذا الهدف بحيث تشمل الطلبة وأولياء الأمور ومختلف الأطراف ذات العلاقة.

أبرز ورش وأوراق العمل

وطرح خلال ورشة العمل التي حضرها ممثلون عن الجهات المعنية بالتعليم وسوق العمل ونخبة من الباحثين وذوو الاختصاص في المجال التعليمي، عدداً من أوراق العمل حول ظاهرة عزوف الطلبة عن التعليم العالي مع التركيز على عزوف الذكور، كما شهدت مناقشات مستفيضة حول الظاهرة، وتحديد الأدوار الملقاة على عاتق المؤسسات التعليمية والاجتماعية لمواجهتها، بما في ذلك المشاريع والأدوار التي تضمنتها استراتيجية التنمية الوطنية2011- 2016 ذات الصلة بالتعليم العالي، وكان من أبرز أوراق العمل «استراتيجية وآليات استقطاب الطلاب القطريين لبرامج جامعة قطر» قدمها د.عثمان يخلف من كلية التربية تحدثت عن الرؤية والفلسفة، قائلا: «من منطلق رؤيتها الرامية إلى أن تصبح نموذجا للجامعة الوطنية تتميز بنوعية التعليم والأبحاث وبدورها الرائد في التنمية الاقتصادية تبنت جامعة قطر خطة شاملة لاستقطاب الطلاب القطريين الذكور لبرامج الجامعة وتعتمد على عدة عناصر وآليات منها (رصد منهجي لعدد الطلاب الملتحقين ببرامج الجامعة مع التركيز على الطلاب القطريين الذكور، تطوير وتنفيذ برامج تعليمية وتدريبية لدمج طلبة المرحلة الثانوية في البحث العلمي التعليم العالي)».

أسباب وحلول لـ«الظاهرة»

بدوره قدم عبد العزيز حسن إبراهيم من الأمانة العامة لمجلس الوزراء أسباب وحلول عن عزوف الطلاب الذكور القطريين عن الالتحاق بالتعليم العالي، قائلا:«إن الرؤيا الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي تتجسد في هدف دولة قطر في بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية العصرية ويوازي أفضل النظم التعليمية في العالم (رؤية قطر الوطنية 2030)، كما وتطمح دولة قطر إلى بناء اقتصاد متنوع وإن النجاح في هذا المسعى سوف يتوقف بصورة متزايدة على قدرة المنافسة في اقتصاد معرفي عالمي، لذلك سيكون ضرورياً جداً تعليم القطريين وتدريبهم من أجل تمكينهم في تحقيق التقدم المستمر». وأشار عبد العزيز إلى أبرز الحلول منها استحداث فروع للجامعة الوطنية تتوزع جغرافيا، كذلك اعتماد التعليم عن بعد «للدراسات العليا»، بالإضافة إلى فتح الدراسات المسائية في الجامعة، واعتماد نظام الرعاية للطلبة أثناء دراستهم الجامعية في كافه المؤسسات الحكومية، إلى جانب تعزيز الفروقات في المزايا الوظيفية والمالية لحملة الشهادات الجامعية مقارنة بحملة الشهادة الثانوية، وأخيرا تشجيع موظفي الدولة المتميزين من حملة الشهادة الثانوية على استكمال دراساتهم العليا.

رفض الطلبة لـ«الدراسة الجامعية»

من جانبه عرض محمد سعد المريخي مدير إدارة تنمية القوى العاملة الوطنية في وزارة العمل ورقة عمل عن أسباب رفض بعض الطلبة لاستكمال دراستهم الجامعية، وقال: في إطار تنفيذ مشروع «خدمات التوظيف والاستشارة والتوجيه المهني في سوق العمل» أحد مشاريع استراتيجية قطاع سوق العمل 2011- 2016 قام فريق عمل الإرشاد المهني بإدارة تنمية القوى العاملة الوطنية بوزارة العمل بالتنسيق مع المجلس الأعلى للتعليم بزيارة بعض المدارس الثانوية المستقلة لعرض المشروع وشرح الأهداف والوسائل لتنفيذ البرامج، وذلك لمساعدة الطلبة في اختيار المسار الدراسي الذي يتناسب مع ميولهم ومتطلبات سوق العمل، ثم قام الطلبة بتعبئة الاستبيان المعد لقياس مدى استفادتهم من اللقاء.

وتقدم المريخي بجملة من التوصيات والمقترحات منها «عقد مزيد من اللقاءات التعريفية للطلاب عن سوق العمل وعن المهن المطلوبة في سوق العمل وعن كيفية وظروف الالتحاق بالجامعة لدراسة التخصصات المطلوبة داخليا وخارجيا مع ذكر تفاصيل عن الابتعاث والتدريب، عمل كتيبات أو دوريات بصفة دورية لبيان متغيرات سوق العمل القطرية، إلزام الجهات سواء القطاع الحكومي أو الخاص بابتعاث عدد معين من الطلاب في التخصصات المطلوبة لديهم، صرف حوافز خاصة للطلاب في التخصصات العلمية والتقنية، توسيع عملية التوجيه والإرشاد للطلاب في جميع المراحل الدراسية والتعريف بأهمية استكمال الدراسة بعد المرحلة الثانوية ويجب البدء بهذه العملية من المنزل ومن الآباء». هذا وسعت الورشة التي نظمها جهاز الإحصاء وجامعة قطر على مدى يومين إلى بحث وتحليل أسباب عزوف الطلاب القطريين عن الالتحاق بالتعليم العالي، وتحديد أدوار المؤسسات الوطنية المعنية بالتعليم والعمل وغيرها من الجهات ذات الصلة والخروج بخريطة طريق تضمن زيادة أعداد القطريين في التعليم الجامعي.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن