تتخذ دولة الإمارات العربية المتحدة اتجاهاً حذراً بشأن تعيين موظفين جدد، إذ يمكن زيادة خفض مرتباتهم لمواجهة التباطؤ الناجم عن هبوط أسعار النفط.
ولا يقتصر خفض الوظائف على قطاع النفط والغاز أو المال والتمويل فقط، وإنما يمكن أن يؤثر أيضاً على قطاعات أخرى، والوظائف الزائدة عن الحاجة أو غير المنتجة، حيث أعلنت ثلاثة بنوك على الأقل مؤخراً تقليصها نحو 350 فرصة عمل، وفقاً لصحيفة “غلف نيوز”.
وأفاد الخبير في تخطيط القوى العاملة، الذي يعمل كشريك في شركة استشارات الموارد البشرية “آيون هيويت” الشرق الأوسط، راجيف راماناثان، أن أرباب العمل يتبعون الآن النهج المحافظ في التوظيف، ويضعون خططاً استراتيجية قبل تقليص عدد الموظفين.
وبين راماناثان، أن التقليص سيكون أكثر وضوحاً في الوظائف غير الإنتاجية، مقارنة، بالوظائف الإنتاجية، المُدرّة للدخل.
بدوره، ذكر المدير التنفيذي لـ”مونستر” للتوظيف سانجاي مودي، أن الشركات في الإمارات حذرة بشأن إدارة الميزانيات، والحفاظ على عملية مربحة، بسبب تداعيات عالمية، وهبوط أسعار النفط، وتباطؤ سوق العقارات.
انخفاض مُطرد
وبين مودي، أن هناك “انخفاض مطرد” في نشاطات التوظيف بقطاع النفط والغاز، إذ سجلت تراجعاً في طلب الوظائف 20% خلال أكتوبر (تشرين الأول).
وتعد الخدمات المصرفية والمالية “أسوأ القطاعات أداء”، حيث نما التوظيف 3%، وسجلت أبحاث السوق، والإعلان، والعلاقات العامة، ووسائل الإعلام، وصناعة الترفيه، نمواً 3% في التوظيف.
وأضاف “خلال التباطؤ الاقتصادي، عادةً ما يسجل القطاع الإبداعي أدنى رغبة في التعاقد، وتقوم الشركات بتجميد الميزانيات الإعلانية، وتعيد توجيه الأموال لإدراة العمليات الأكثر أهمية”.
خلال الشهر الماضي، خفض “بنك الخليج الأول” نحو 100 وظيفة، في حين خفضت “ستاندرد تشارترد” و”اتش.اس.بي.سي” القوى العاملة 100 و 150 على التوالي.
وجاء الإعلان عن خفض الوظائف، بعدما أظهرت النتائج المالية لأغلب البنوك العاملة في الإمارات، تباطؤ الودائع وانخفاض مزيج الائتمان والأصول.
هل يجب عليك أن تقلق؟
هل سيكون هناك مزيد من خفض الوظائف في القطاع المصرفي؟، يفيد الخبير أن هناك ما يدعو إلى قلق محدود نسبياً، لكنه أمر جيد للاهتمام بالاعبين الأصغر في القطاع.
وأوضح كبير الاقتصاديين في “بنك أبوظبي الوطني” ألب ايكي، أن القطاع المصرفي في الإمارات يهيمن عليه أربعة بنوك محلية، ميزانياتها لديها مؤشرات مستقرة ما يقلل من الشعور بالقلق، فيما تشير نتائج البنوك الصغيرة إلى ضعف جودة الأصول، وانخفاض الأرباح.
وشكل انخفاض سعر النفط ضغطاً على خطط الإنفاق الحكومي في دول “مجلس التعاون الخليجي”، وعملت الإمارات على تعديل أنماط الإنفاق بسرعة نسبياً مقارنة مع دول الخليج الأخرى.
وخلال 2015، وعلى افتراض أن متوسط سعر النفط هو 55 دولار، فيساهم القطاع النفطي بنسبة 50% من الإيرادات الحكومية للإمارات.
واعتبر محللون أن هبوط أسعار النفط سيتخذ اتجاه أكثر عمقاً، ومن المتوقع أن يبلغ 38 دولار للبرميل خلال الأسبوع القادم.
في الجانب المشرق
قال سانجاي مودي: “في الحقيقة ليست جميع القطاعات في سوق العمل متراجعة، فلدينا أخبار سارة لأولئك الذين يبحثون عن وظائف في قطاع الرعاية الصحية في الإمارات، حيث سجل هذا القطاع نمواً سنوياً بنسبة 34% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
ووفقاً لتقرير “فينتشرز” الشرق الأوسط، فإن دولة الإمارات تبني الآن أكثر من 20 مستشفى ستستقبل حوالي نصف مليون سائح طبي، ويتوقع أن تبدأ باستقبالهم بحلول 2020، كما ستصل العائدات الطبية إلى 300 مليون دولار خلال 2016.
وأفادت عدة مواقع وشركات توظيف على الإنترنت، أن الوظائف الشاغرة في الإمارات تشكل النسبة الأكبر بين الوظائف المعروضة على المواقع، مؤكدةً أن الإمارات تقدم وظائف أكثر من باقي دول الخليج مجتمعة.
ووفقاً للإحصائيات، فإن عدد الوظائف المعروضة في الإمارات على موقع “www.gulftalent.com” يبلغ حوالي 2221 وظيفة، مقابل 1669 وظيفة لباقي دول الخليج مجتمعة، وذلك بواقع 596 وظيفة في السعودية، و717 في قطر، و 129 في الكويت، و140 في سلطنة عُمان، و87 في البحرين.
أما في موقع “Bayt.com”، فوصل عدد الوظائف الشاغرة في الإمارات إلى 4307 وظيفة، تلتها السعودية بواقع 2936 وظيفة، ثم قطر 1355 وظيفة، والكويت 906 وظيفة، وسلطنة عُمان 224 وظيفة، وأخيراً البحرين 151 وظيفة.
يذكر أن مؤشر “مونيستر للتوظيف” وضع الإمارات في المرتبة الثانية من حيث نمو عدد الوظائف مقارنة بالعام الماضي، إذ انخفض معدل النمو على أساس سنوي إلى النصف خلال أكتوبر (تشرين الثاني)، كما انخفض من 24% في سبتمبر (أيلول) 2015 إلى 14% خلال الشهر الماضي.
اقرأ أيضاً:
الوظائف الشاغرة في الإمارات الأعلى من بين الوظائف المطلوبة بالإنترنت!
ستاندرد تشارترد يخفض عدد الوظائف في دبي
