انطلقت اليوم (الإثنين 20 نوفمبر 2006) فعاليات مؤتمر الشرق الأوسط للأسواق المالية 2006 الذي تنظمه شركة ’ميد للمؤتمرات‘ على مدى يومين (20 و21 نوفمبر) في فندق أبراج الإمارات في دبي. ومنذ مؤتمر العام الماضي، واجهت أسواق المال الإقليمية العديد من التطورات والتغيرات الرئيسية وذلك في مختلف دول المنطقة، حيث انخفضت المؤشرات بشكل حاد في كثير من أسواق المال الخليجية خلال النصف الأول من العام 2006، ووصلت نسبة هذا الانخفاض في بعضها إلى نحو 50 في المئة في فترة تقل عن ثلاثة أشهر.
وخلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، قال إدموند أوسوليفان، مدير التحرير في ’ميد‘ ورئيس المؤتمر: "كان هذا الأمر غير مفاجئ، لكن سرعة الانخفاض في المؤشرات كانت مدهشة فعلاً. والدلائل حتى الآن تشير إلى أن الانخفاض في أسواق المال لم يؤثر بشكل كبير على التوجهات الاقتصادية في الخليج وباقي دول المنطقة. وبالحقيقة، فإن الدراسات المتوفرة حول المؤشرات الاقتصادية في المنطقة لدى صندوق النقد الدولي لفصل الخريف تشير إلى أن النمو في العام 2006 سيكون أعلى مما كان عليه في العام 2005."
ومع التوقعات بارتفاع إجمالي الناتج المحلي الإقليمي من 600 مليار دولار في العام 2006 إلى حوالي 1000 مليار دولار في العام 2010، أي زيادة بنسبة 75 في المئة تقريباً، فإن المنطقة تشهد نمواً ووفرة غير مسبوقة في تاريخها الحديث.
وأشار الخبراء المشاركون في مؤتمر الشرق الأوسط للأسواق المالية 2006 إلى توقعات اقتصادية إيجابية في المنطقة. لكن، في الوقت نفسه، هناك عدد من التحديات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية التي على دول المنطقة مواجهتها للاستمرار بتحقيق النمو الاقتصادي.
وأوضح الدكتور هنري عزام، رئيس بورصة دبي العالمية، أن انخفاض نسبة النمو في الولايات المتحدة الأميركية وفي القطاع الاقتصادي العالمي قد يؤدي إلى انخفاض في أسعار النفط، كما أن انخفاض نسبة النمو في القطاع العقاري قد يقلل من نسبة الثروات والإنفاق العام، ما يؤدي بدوره إلى اختبار مستوى القوة والجودة التي تتميز بها المصارف في المنطقة.
وتبقى عوامل الأمن الداخلي والاستقرار في المنطقة على رأس الأولويات، والحكومات العربية مستعدة لتأخير المضي في عملية تحرير الاقتصادات وتعزيز الديموقراطية والإصلاحات السياسية بهدف المحافظة على هذا الاستقرار. كما أدى تحرك الملف النووي الإيراني والطريق الذي يسير فيه إلى إعادة إيقاظ الاهتمام بالطموحات والأهداف الإيرانية، ما يضيف المزيد من التعقيدات على الخارطة السياسية للمنطقة.
وأوضح الدكتور عزام أن معالجة المشكلات المشتركة بين أسواق الأسهم يعتبر عملية معقدة وطويلة. فهناك مستوى عال من العدوى بين الأسواق المالية في المنطقة. فعمليات البيع الهستيرية للأسهم في أحد الأسواق مثلاً قد تؤثر أيضاً بباقي أسواق المنطقة، بغض النظر عن القيمة المختلفة للأسواق والشركات المدرجة أسهمها.
وقال: "لا نتوقع من المستثمرين أن يعودوا فجأة كمجموعات كبيرة لرفع القيمة في الأسواق. فالعديد من المتداولين قد خسروا الكثير من الأموال وكثير منهم يواجهون الضغوط الكبيرة بسبب الديون، وقد يستغرق الأمر فترة طويلة كي يستطيعوا أن يعاودوا نشاطهم مجدداً في الأسواق المالية، حتى وإن كان لا يزال لديهم رغبة بذلك. فقط المستثمرون الأقوياء والذين يتمكنون من إنجاز عمليات التداول بشكل موفق هم الذين قد يتمكنون من القيام بعمل ناجح. وهذا الأمر يتطلب الحظ الجيد للشراء في الأوقات الصحيحة والالتزام باعتماد استراتيجية دقيقة للحد من الخسائر."
وقد شارك في اليوم الأول للمؤتمر مجموعة من ألمع الأسماء في عالم المال والأعمال الإقليمي، بينهم روبرت غاري من مصرف إتش إس بي سي في لندن، والذي تحدث عن وضع الأسواق المالية في المنطقة، وخصوصاً في مجال تمويل السندات والأوراق المالية.
وقال غراي: "رغم أن التحديات كبيرة جداً، يجب على دول مجلس التعاون الخليجي ألا تقلل من أهمية تطوير وتعزيز أسواق السندات والأوراق المالية المحلية بهدف التشجيع على مزيد من الاستخدام الفعال للسيولة المحلية والإقليمية."
وختم غراي قائلاً: "أريد أن أؤكد بأن التناغم في الهياكل والطموحات الاقتصادية، إلى جانب الحاجة إلى تعزيز مجموعة المنتجات المالية المحلية، يسهم بشكل كبير في تعزيز التوجه نحو وجود سوق مالي خليجي موحد في الطريق نحو تبني العملة الخليجية الموحدة. ولأجل اعتماد العملة الخليجية الموحدة، هناك مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها اليوم لتعزيز التوقعات المتعلقة بسوق مالي إقليمي حقيقي. ويمكن أن تشتمل هذه الخطوات على العديد من المبادرات لتحقيق الهيكل التنظيمي الموحد."
ويشارك في مؤتمر الشرق الأوسط للأسواق المالية 2006 أكثر من 250 شخصية بارزة في عالم المال والأعمال الإقليمي. ومن المتوقع أن يسهم هذا المؤتمر المستمر ليومين في تحفيز المناقشات المتعلقة بأسواق المال الإقليمية والدولية، حيث يناقش نحو 51 متحدثاً رئيسياً مواضيع عديدة تتعلق بأسواق المال ضمن 21 جلسة.
يذكر أن بين أبرز رعاة مؤتمر الشرق الأوسط للأسواق المالية 2006 هناك بنك دبي والبنك التجاري وفيتش رايتنغز وشركة مشاريع الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول (كامكو) وبنك قطر الوطني وشعاع كابيتال (راع ذهبي)، والقدرة القابضة ومصرف إتش إس بي سي ومكاسب (راع فضي). ويعقد المؤتمر برعاية من فيكتوري هايتس.
© 2006 تقرير مينا(www.menareport.com)