أشار اقتصادي إلى أن الأسواق الخليجية فشلت خلال صيفي 2011 و2012 في جذب الخليجيين من رواد السياحة الخارجية في الدول الأوروبية والشرق الآسيوية, بينما حققت تقدما في استقطاب محبي السياحة العربية الذين ضاقت أمامهم فرص الخيارات السياحية عقب الأحداث المضطربة في الدول العربية لتنجح ثلاث أسواق خليجية في جذب السيولة المالية إليها. وقال: "إن الدول الخليجية الأكثر استفادة من الوضع الحالي هي سلطنة عمان وقطر والإمارات، وتحديدا دبي التي استطاعت خلال شهر واحد استقطاب عشرة آلاف سائح سعودي بجانب بقية أعداد السياح الخليجيين, بينما بريطانيا استقطبت ألف سعودي فقط بحسب هيئة السياحة البريطانية في الشرق الأوسط, ما يعني أن محبي السياحة العربية عادوا إلى داخل الخليج بحثا عن سياحة بديلة".
وأوضح لـ«الاقتصادية» محمد ياسين مختص اقتصادي ومدير السوق الداخلية في أبو ظبي, أن الخيارات أمام السائح الخليجي باتت أقل في ظل ما يحدث للعالم العربي من اضطرابات, لكن الواضح أن أموال السواح الخليجيين تركز في دول محددة استفادت من الوضع، وأخرى تراجع أو غاب عنها حضور السائح الخليجي, إلا أن الإمارات وتحديدا دبي لوحظ ارتفاع عدد زوارها من قبل السائح السعودي، فالأسبوع الماضي تحدثت دائرة السياحة في إمارة دبي, عن دخول عشرة آلاف سائح سعودي إلى سوقها, مشيرا إلى أن هذه الأرقام إيجابية وتصب لصالح دول الخليج التي نجح القليل منها في صناعة السياحة. ولفت إلى أن السائح الخليجي لا تزال لديه الرغبة في الذهاب إلى الدول الأوروبية التي باتت فرص السفر إليها أكثر إغراء في ظل وضعها الاقتصادي الصعب, وخيارات السفر أيضا باتت مفتوحة بشكل أكبر في شرق آسيا, ولكن من المؤكد أن السائح الخليجي الذي كان يفضل الذهاب إلى بعض الدول العربية لقضاء إجازته الصيفية خياراته السياحية ضاقت أمام رغبته الشديدة في السفر, التي استفادت منها الإمارات أكثر من بقية الدول الخليجية الأخرى, لأن السائح الخليجي اختار دبي وأبوظبي بديلين للدول العربية. وأشار إلى أن دبي استفادت كثيرا هذا العام من السائح الخليجي السعودي باعتباره الأكثر تعدادا وتأثيرا عن بقية زوارها, كما أنه دائما ما تحاول الأسواق الخليجية اجتذابه، فالسعوديون وحدهم ينفقون أكثر من 60 مليار ريال سنويا على السياحة الخارجية، حسب الإحصاءات السعودية, لافتا إلى أن دول الخليج استشعرت ارتفاع عدد السواح الخليجيين إليها, لأن من كان يفضل السياحة العربية اتجه لدول الخليج, ولا تزال السوق الأكثر استفادة من ضخ أموال هذه الفئة من السواح هي السوق الإمارتية, تلتها سلطنة عمان ثم قطر التي بدأت تنافس لأخذ حصتها من السوق السياحية, إلا أن الأسواق الخليجية فشلت في جذب السائح الخليجي, حيث لا تزال الأسواق الأوروبية تراهن على كثافة السائح الخليجي.
وبحسب تصريحات سابقة للمكتب الوطني الألماني للسياحة في دبي التابع للمجلس الوطني الألماني للسياحة كواحدة من الدول الأوروبية الجاذبة للسائح الخليجي, ترى أن دول منطقة مجلس التعاون الخليجي ستشكل واحدة من أكبر الأسواق في قطاع صناعة السياحة في ألمانيا، حيث إن الأرقام المسجلة في الآونة الأخيرة تدل على أن شعبية ألمانيا بوصفها مقصداً سياحيا تزداد باطراد, فمن المتوقع أن يصل عدد الليالي التي سيقضيها الزوار القادمون من دول مجلس التعاون الخليجي في ألمانيا إلى 2.3 مليون ليلة في العام 2020.
من جانب آخر أكد مصدر مصرفي لـ«الاقتصادية» أن عمليات الاقتراض خلال فترة صيف هذا العام, لا تزال على الوتيرة نفسها لم تتراجع عن الأعوام السابقة، حيث لا يزال المواطن السعودي الأكثر اقتراضا، وتوضح الإحصاءات أن 90 في المائة من السعوديين مقترضون، وفي الصيف عموما ترتفع وتيرة التمويل الشخصي, وعند اقتراضهم بهدف السفر والسياحة عادة ما يتضاعف التمويل إلى الحد الأقصى في عملية الإقراض.