منذ سنوات طويلة يعاني الكثير من المواطنين في لبنان من الانقطاعِ المتكرر والطويل للتيار الكهربائي وعدم توفر المياه الساخنة خصوصاً خلال فصل الشتاء.
قرية الحولة هي المثال الأعلى على ذلك، تبعد هذه القرية عن المدينة نحو الساعة والنصف وشهدت في الآونة الأخيرة حركة بناء وسكان كثيفة مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة تتعدّى نصف النهار يومياً، الأمر الذي حثّ السكان على اللجوء نحو أجهزة تسخين المياه بواسطة الطاقة الشمسية من حيث كونها الوسيلة الأسرع والأهون للحصول على المياه الساخنة. فادي عساف اشترى قبل بضعة أشهر جهازاً للاستفادة من الطاقة الشمسية وتسخين المياه وقد لاحظ بعد فترة الفرق الشاسع بين فواتير الكهرباء السابقة والحالية، فهو اليوم يدفع نصف المبلغ الذي كان يدفعه في السابق وينعم بالمياه الساخنة ليلاً نهاراً دون اللجوء إلى التسخين على الغاز وحمل الوعاء من المطبخ إلى الحمام في كل ما مرّة أراد هو أو أفراد عائلته الاستحمام أو الاغتسال والوضوء.
أبو هاني هو صاحب إحدى المحال التي تبيع أجهزة التسخين على الطاقة الشمسية اعتبر أن في بيع معدات تسخين الماء بواسطة الطاقة الشمسية إفادة وخدمة كبيرة للمواطن الذي حُرم من الكهرباء غير المتوفرة في المنطقة ليلاً ونهاراً وأضاف أن سعر جهاز التسخين بالطاقة الشمسية يبلغ الألف دولار أميركي واعتبره سعرا باهظا جداً بالنسبة لسكان المنطقة التي تتمتّع بأحوال مادية ميسورة نوعاً ما، الأمر الذي حثّ أبو هاني إلى ابتكار خطة ذكية هي التالية: بيع المعدات بسعر التكلفة وعدم جني الأرباح منها وبالمقابل الكسب من التجارة بوحدات خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المعمول بها وبيع الحصص منها بموجب معاهدة بروتوكول كيوتو.
وعن السر الكامن وراء إقبال الناس على شراء أجهزة التسخين بالطاقة الشمسية يقول أبو طوني إنه لاحظ في البداية الترقّب الشديد لدى الناس من ناحية شراء هذا الجهاز لكن ما إن يشتري أول بيتين أو ثلاثة هذا الجهاز ويخبرون الجيران عنه وعن حسناته حتى يتسارع الجميع لشرائه. اتّبع أبو هاني منذ فتحه للمحل الكبير خطة الارتداد اليومي على البلدات والمناطق المجاورة لعرض أجهزة التسخين بالطاقة الشمسية على الناس وكسب المزيد من الزبائن وأصبح طوني الطرابلسي يتردّد بشكل شبه يومي على القرى المجاورة لكسب المزيد من الزبائن وذلك من خلال إقناعهم من أن مولدات الكهرباء التي يستخدمونها مضرّة بالبيئة والصحة وتستهلك كميات هائلة من المحروقات الغالية الثمن وأما المياه التي يتم تسخينها بالطاقة الشمسية فتجعلهم في غنى عن الكهرباء غير المتوافرة بالأساس وبتحسين وضعهم المعيشي أولاً والمادي ثانياً من خلال التوفير في النفقات وقد استطاع أبو طوني أن يكسب ثقة الناس به وآخر مشاريعه كانت تزويد دار للمسنين بهذه الأجهزة. يزداد اليوم وبشكل ملحوظ الطلب على أجهزة التسخين بالطاقة الكهربائية في القرى والمدن الكبيرة بسبب رداءة وضع الكهرباء وازديادها سوءاً يوماً بعد يوم الأمر الذي يجب أن يحثّ كل شاب لبناني على تعلّم كيفية تشغيل معدات الطاقة الشمسية الجديدة ليضمن لنفسه وظيفة في ظل البطالة التي تعاني منها البلاد. وضمنوا لأنفسهم بذلك وظائف، فهناك حاجة ليد عاملة تشرف على صيانتها، إلى جانب ضرورة تشغيل سائقين لنقل المعدات، فضلاً عن الحاجة إلى عمال في المستودعات.