تعتزم الصين استغلال قمة «مجموعة العشرين» المزمع انعقادها في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس خلال الأسبوع الجاري في مغازلة حلفاء جدد، وضمهم إلى صفها ليدعموها في مواجهة الحرب التجارية التي يشنها عليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ شهور.
وبحسب تقرير نشرته أمس صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، تسعى الصين من خلال هذه الخطوة إلى إثبات قدرتها على خفض اعتماد اقتصادها على الصادرات التي ترسلها إلى الولايات المتحدة، كما تريد أيضاً حرمان هذه الأخيرة من أي حلفاء محتملين. وذكر التقرير أن اليابان وكوريا الجنوبية من أبرز الحلفاء المتوقع أن تخطب الصين ودهم في بوينس آيريس، خاصة أنهما تشتركان مع الولايات المتحدة في العديد من شكاويها بشأن الصادرات الصينية.
وقد اتخذت الصين بالفعل خطوة مسبقة خلال العام الجاري لتحسين علاقاتها التجارية مع العملاقين الاقتصاديين الآسيويين، حيث زار وزير الخارجية الصيني طوكيو في أبريل الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 8 سنوات.
كما شهدت طوكيو أيضاً في مايو الماضي قمة ثلاثية بين رئيس الوزراء الياباني، نظيره الصيني والرئيس الكوري الجنوبي. واستهدفت القمة توطيد أواصر التعاون بين الثلاثي الآسيوي في شتى المجالات، إلا أن الهدف الأساسي كان تبادل الدعم بين الدول الثلاث في مواجهة حرب ترامب التجارية. وكان روبرت لايتايزر، الممثل التجاري الأميركي، قد صرح الأسبوع الماضي بأن الصين لم تجرِ أي تغيير جوهري على سياساتها وممارساتها. وجاء هذا التصريح ليضعف تماماً أي آمال سابقة بشأن إمكانية حدوث انفراج في الحرب التجارية المستعرة بين الصين والولايات المتحدة، عند التقاء رئيسي البلدين في بوينس آيريس.
وقد ردت الصين على تصريحات لايتايزر بوصفها بأنها غير مقبولة على الإطلاق. وادعت بكين في المقابل أن واشنطن خالفت التزاماتها تجاه الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية. ويعتقد المراقبون أن الصين ستلعب بورقة أساسية في بوينس آيريس في سياق مغازلتها لحلفاء جدد، وهي انكماش الفائض التجاري لديها. ويعد هذا الفائض- الذي كان شاسعاً- بمثابة الشكوى الرئيسية لدى مختلف الشركاء التجاريين لبكين.
اقرأ أيضًا:
الحرب التجارية تتصاعد... وأميركا تعد قائمة السلع الصينية!
هل تؤثر الحرب التجارية بين أمريكا والصين على المستثمرين في الإمارات؟!
الصين تهدد بـ إجراءات مضادة رداً على قرارات ترامب الجديدة
