كشف تقرير لشركة نفط الجنوب كبرى شركات البترول العراقية أن الشركة خسرت خلال العشرين يوماً الماضية 15 مليون برميل من الخام بسبب تعرض شبكة أنابيب التصدير والمنشآت النفطية لاعمال تخريب من قبل مسلحين مجهولين. وقال التقرير:" إن شركة نفط الجنوب تعرضت خلال عشرين يوماً الماضية الى 32 عملاً تخريباً استهدفت انابيب تصدير النفط الخام ومنشآت نفطية اخرى تم على أثرها وقوع خسائر تقدر بـ 15 مليون برميل من النفط بقيمة تصل الى 600 مليون دولار".وأشار التقرير الى ان اعمال التخريب مازالت متواصلة في منشآت شركة نفط الجنوب حيث استهدف مجهولون يوم الاربعاء الماضي الانبوب الناقل للنفط الخام من حقل الرميلة إلى حقل الزبير في مدينة البصرة وأضرموا النيران فيه.
وتمتلك شركة نفط الجنوب نحو 65 بالمائة من احتياطات النفط العراقية وتضم حقولاً عملاقة أبرزها غرب القرنة ومجنون ونهران عمر والرافدين والرميلة والزبير واللحيس اضافة الى منشآت نفطية كبيرة لتكرير الخام والغاز وشبكة أنابيب تصدير الى الاسواق العالمية عبر مرفأي البكر والعميه شمالي الخليج وعبر الاراضي السعودية إلى ميناء ينبع على البحر الاحمر. وقالت شركة نفط الجنوب إنها وضعت خطة بديلة لاستمرارية ايصال النفط إلى مرافئ التصدير بالاعتماد على (أنابيب خاصة وسرية) حتى لا يتوقف ضخ النفط العراقي خاصة ان ميزانية الدولة تعتمد بنسبة 97 في المائة على عائدات تصدير النفط الخام.
وأضاف التقرير، وكما ذكرت صحيفة أخبار الخليج،:" أن العراق تكبد خسائر من جراء تدني معدلات التصدير من النفط الخام خلال العام الماضي تقدر بنحو 40 مليار دولار"، مشيراً الى ان المنشآت النفطية وشبكة خطوط الانابيب تحتاج إلى نحو سبعة مليارات دولار لاعادة تأهيلها وإصلاحها بسبب الاضرار التي لحقت بها جراء أعمال التخريب. ويعتمد العراق في صادراته النفطية على المرافئ الجنوبية وبمعدل تصدير يبلغ 9.1 مليون برميل في اليوم بعد أن توقف بشكل كامل منذ منتصف العام الماضي تصدير النفط الخام عبر ميناء جيهان التركي اثر تكرار استهداف انابيب التصدير من قبل مسلحين مجهولين. وكان وزير النفط العراقي ثامر غضبان قد أعلن للصحفيين الاسبوع الماضي ان بلاده ستعتمد منظومة حماية جديدة لخطوط انابيب النفط الخام والمنشآت النفطية بالاعتماد على طائرات مروحية إضافة إلى تعيين الالاف من العاملين في الاجهزة الامنية والاستعانة بالقبائل والعشائر العراقية لحراسة خطوط الانابيب.
وفي سياق متصل بقطاع النفط العراقي، من المقرر منح أول عقد لدراسة حقول النفط في العراق الشهر الحالي إذ تغري ثروة العراق النفطية الشركات الاجنبية بالتنافس على عقود صغيرة نسبيا معروضة رغم الاضطرابات السياسية في البلاد. وقال حازم سلطان المسئول عن تطوير الحقول والمكامن :" إن وزارة النفط ستمنح في نهاية سبتمبر عقدا لدراسة حقلي كركوك وجنوب الرميلة اللذين ينتجان معظم صادرات البلاد. وتقدمت نحو 12 شركة وجهت اليها الدعوات بعروض للفوز بالعقد من بينها رويال داتش شل وبي.بي".
ومن ناحيته قال احمد شماع رئيس المشروعات في الوزارة :" إنه سيجرى منح عقود اعمال هندسية وتوريدات بقيمة نحو 500 مليون دولار إجمالا لاصلاح ثلاثة حقول في اواخر نوفمبر". وأضاف :" ان مثل هذه الترتيبات ستساعد الشركات الاجنبية على تجاوز مخاوفها بشأن الامن في العراق". وتأجلت العقود عدة مرات غير ان المسئولين ابدوا ثقتهم بأنها شارفت على الاكتمال. وتستغرق الدراسة ما يصل إلى عامين وتتكلف ملايين الدولارات. وتشمل العقود اصلاح خطوط تدفق الخام وبناء محطات لفصل الغاز واجراءات لمنع تدفق المياه من الابار مع النفط. وقال شماع :" ان إدارة الحفر في الوزارة ستحفر ابارا جديدة". ويعوض زيادة الانتاج من الحقول الثلاثة بعد اصلاحها التراجع الطبيعي لانتاج الحقول الضخمة. وينتج العراق 4.2 مليون برميل يوميا مقارنة مع 8.2 مليون برميل قبل الغزو. (البوابة)