تدهور العملة السودانية: الى متى؟

تاريخ النشر: 22 يوليو 2012 - 11:52 GMT
فقد السودان أغلب موارده النفطية مع انفصال جنوب السودان قبل نحو عام مما أجج أزمة اقتصادية
فقد السودان أغلب موارده النفطية مع انفصال جنوب السودان قبل نحو عام مما أجج أزمة اقتصادية

تراجعت العملة السودانية مقتربة من مستويات تاريخية منخفضة مقابل الدولار مع ارتفاع الطلب على الأغذية المستوردة مع حلول شهر رمضان مما دفع الاسعار للارتفاع وزاد الغضب بسبب أزمة اقتصادية حادة. وأثار برنامجا تقشفيا شمل خفض دعم الوقود احتجاجات محدودة قبل نحو أربعة أسابيع.

وفقد السودان أغلب موارده النفطية مع انفصال جنوب السودان قبل نحو عام مما أجج أزمة اقتصادية وحرم الدولة من المصدر الرئيسي للايرادات والعملة الصعبة. ومع بداية شهر رمضان يخزن السودانيون اللحوم والتوابل والحلوى استعدادا لإقامة ولائم كبيرة عند الإفطار. والاحتجاجات المناهضة للحكومة محدودة حتى الآن لكن الغضب من ارتفاع أسعار الغذاء يتصاعد. وعادة ما ترتفع الأسعار في رمضان إلا أن الزيادة تضاف هذا العام إلى معدل تضخم بلغ 37.2 في المئة وهو أعلى من ضعفي نظيره قبل نحو عام. وقالت هدى عبدالله التي تعمل في جامعة حكومية: هذا أصعب رمضان نشهده لأن كل شيء باهظ الثمن ونشتري لحوما أقل كثيرا هذا العام لأننا غير قادرين على تحمل الأسعار. وأضافت: وأخواتي الست ووالدي نتشارك في الدخل لكنه أيضا لا يكفي لشراء غذاء يكفي الأسرة.

وتسبب ارتفاع الطلب على الأغذية الضرورية للوجبات الرمضانية مثل اللحوم والسكر في تراجع الجنيه السوداني ليقترب من مستوى تاريخي منخفض. وبلغ سعر الدولار في السوق السوداء يوم الخميس الفائت بين ستة و6.1 جنيهات مقتربا من مستوى تاريخي عند 6.2 جنيهات بلغه في مايو الفائت عندما تصاعدت الاشتباكات الحدودية مع جنوب السودان.

وخفض البنك المركزي هذا الشهر سعر الجنيه مقابل الدولار في محاولة لسد الفجوة مع أسعار السوق السوداء. إلا أن الفشل في ضخ ما يكفي من الدولارات في النظام المصرفي السوداني يدفع المستوردين للتوجه للسوق السوداء. ويتوقع مسؤولون أن يواصل التضخم الارتفاع مع خفض دعم البنزين للمساعدة في سد عجز في الميزانية يبلغ 6.5 بليون جنيه. وعلى صعيد آخر؛ قال د. صابر محمد حسن رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني ومحافظ بنك السودان المركزي السابق: إن قطر والسودان مؤهلان بما يمتلكان من مقدرات لتحقيق التكامل العربي الغذائي المنشود وأنه من الممكن بناء تكامل استراتيجي لا مثيل له، يمثل صمام أمان غذائيا للمنطقة العربية.

وأعرب عن أمله في الشراكة الاقتصادية القطرية السودانية لتكون نواة لجذب شركاء آخرين من الوطن العربي للاستثمار في السودان، واصفا العلاقات بأنها متميزة، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من تدفق الاستثمارات القطرية في السودان بمختلف المجالات، واصفا العلاقات القطرية السودانية بأنها من أميز العلاقات التي تنشأ بين دولتين في المحيط العالمي ناهيك عن المحيط العربي، لأن الدولتين تمتلكان مقدرات مهولة.. السودان بموارده الطبيعية الضخمة وقطر بموارده المالية الثرية، وبهما معا يمكن أن يكون هناك تكامل مميز. وأكد في حواره مع جريدة "الراية" القطرية أن الإجراءات التقشفية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة هدفت إلى وقف التدهور الاقتصادي، مبينا أن اللجوء إلى رفع الدعم عن المحروقات يمثل حلاً ضرورياً وموضوعياً كان سيتم اعتماده عاجلاً أو آجلاً إذ أن دعم السلع يعني الاستمرار في تنفيذ سياسة خاطئة يضر بالاقتصاد ولا ينفعه موضحاً أن هذا الخطأ ضار بالاقتصاد ويكلف المواطن فوق ما يطيقه مستقبلاً. 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن