انزوي في غرفتك.. اقفل الأبواب والنوافذ واسدل الستائر.. أغلق كل الأجهزة واقطع اتصالها بالانترنت.. ضع عصبة على عينيك.. تمدد على سريرك.. اخرج سماعة أذن.. وانطلق في رحلة النشوة!!.
باختصار شديد هذا ما يسمى بالـ «المخدرات الرقمية» التي يلجأ إليها الكثير من الشباب في الآونة الأخيرة وهي لاتختلف في شيء عن المخدرات والعقاقير، وهي عبارة عن مقاطع نغمات معينة يتم سماعها عبر سماعات الأذن، وأحياناً تترافق مع مواد بصرية وأشكال وألوان تتحرك وتتغير وفق معدل مدروس أنشأت لتخدع الدماغ عن طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد بشكل بسيط لكل أذن.
وصرحت المواقع العالمية والمنظمة العربية للمعلومات والاتصالات أن هذه المخدرات عبارة عن ذبذبات صوتية تتراوح أمواجها ما بين ألفا وبيتا وصولا إلى أقصى حد من الذبذبات يؤدي الاستماع إليها لفترة طويلة إلى عدة أحاسيس كالنعاس أو اليقظة الشديدة والدوخة أو الارتخاء أو الصرع والانزعاج، وأكد البعض على أن الاستمرار في سماعها يؤدي إلى تفتك خلايا المخ وهلاكها وايضاً يؤدي إلى حالات الإصابة بالتشنجات والإغماء وبعض الحالات الانفعالية التي لا يعتاد عليها الجسم مما يصيب من يسمعها بالسكتة الدماغية، وعلى الرغم من ذلك لم يوجد القوانين تجرم تلك المواقع التي تبيع مثل هذه الموسيقى وتنشرها إلى الشباب مع وجود كتيب خاص تبين فيه طريقة الاستخدام وطرق السماع التي توصل للنشوة.
محمد الجفيري استشاري تكنولوجيا معلومات اوضح في حديث تكنولوجي ان الذبذبات هي عبارة عن أمواج وموسيقى صوتية تؤثر على خلايا المخ وذلك من خلال ألوان معينة متكررة على الشاشة تؤدي رويتها إلى الدوخة والتوهان.
وأشار الى أن هناك مواقع كثيرة تقدم هذه التكنولوجيا التي يطلقون عليها المخدرات الرقمية بأنواع عديدة تلفت أنظار الشباب والمراهقين وتقدمها أحياناً بمبالغ مالية تصل إلى 30 دولارا تقريباً.
وأكد على أن هذا المصطلح الذي نطلق عليه المخدرات الرقمية أخذ أكبر من حجمه في هذه الأيام وأصبح كثير من الشباب في جميع البلاد يقومون بمشاهدة هذه الفيديوهات والحركات الدائرية وسماع الموسيقى الصاخبة وبمجرد سماعها لفترات متتالية وساعات كثيرة تؤدي إلى إدمانها والتعود عليها ومن هنا أطلق عليها هذا المصطلح.
وأوضح أن هذا التكنيك الذي صنعته مافيا التكنولوجيا يعتبر مدمرا لخلايا المخ والدماغ كما أن الاستمرار في سماع مثل هذه الموسيقى والتركيز في الفيديوهات يؤدي إلى الدوخة وأحياناً التشنجات لكثير من الأشخاص مما يؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية أيضاً.
وأوضح أن الشباب والفتيات وخصوصاً المراهقين يفضلون دائماً البحث على كل ما هو جديد وحديث ودائماً هناك حب استطلاع على الأشياء الغريبة وهذا الشيء هو الذي دفع الكثير من الشباب لممارسة هذا الشيء.
وفي نهاية حديثه نصح الشباب والفتيات في مقتبل العمر وخصوصاً المراهقين بعدم اللجوء إلى مثل هذه المواقع ومشاهدة الفيديوهات أو سماع أي شيء من الموسيقي ممكن أن يؤثر على الصحة والجسد.
كما نصحهم بضرورة شغل أوقات فراغهم بأشياء مفيدة وعدم الالتفات إلى كل ماهو جديد فأحياناً يكون كل ماهو جديد يؤدي إلى ضياع أجيال كاملة وهذا من الخطأ، وعليهم الابتعاد تماما عن هذا الشيء والمحافظة على الصحة النفسية والعصبية والجسدية وهذا يكون أفضل.
اقرا ايضا :
البوابة تكشف أسرار عن موسيقى المخدرات الرقمية
المخدرات الرقمية: ملفات موسيقى ملوثة في متناول الجميع