تسجل استثمارات الخليجيين في سوق العقار السكني الفاخر في المملكة المتحدة ارتفاعاً ملحوظاً على الرغم من الأزمة المالية العالمية، وذلك وفقاً لمجلة "ويلث" Wealth Magazine، (الثروة) وهي المجلة الجديدة التي تصدر كل شهرين والتي أطلقتها هذا الشهر مجموعة "سي بي آي فاينانشال"، إحدى أبرز دور النشر المتخصصة في القطاع المالي في المنطقة.
يقول نايجل رودريغيز، الرئيس التنفيذي في "سي بي آي فاينانشال": "لا زالت لندن تشكل سوقاً مغرياً لشراء العقار بالنسبة للمستثمرين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمستثمرين من حول العالم. ومن المؤكد أن التقلبات التي عصفت بأسواق المال في السنتين الأخيرتين أثرت على هذا السوق ولكن يبقى من الصعب العثور على عقارات فاخرة في أرقى أحياء المدينة."
صُممت مجلة "ويلث" التي ظهرت للتو بعددها الأول على أرفف بيع المجلات، لمناقشة الاحتياجات الاستثمارية لسكان دول الخليج حيث تم تطوير المجلة خصيصاً لأصحاب الثروات الطائلة المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
يوضح روبن أملوت، رئيس التحرير في مجلة "ويلث": "إن الوقت مؤاتٍ الآن لكي يفكر أصحاب الثروات الطائلة بما سيحدث في السنوات الخمسة القادمة أو السنوات العشرة أو العشرين القادمة بدلاً من أن يراودهم القلق بشأن خسائرهم ومكاسبهم على المدى القصير. وفي الإصدار الأول للمجلة، نحن نُبيّن كيف أن المستثمرين الإماراتيين متفائلون جداً بخصوص استثماراتهم الحالية والمستقبلية."
وتؤكد مجلة "ويلث" أنه "لا زال هناك كمّ كبير من الاستثمارات العالمية تبحث عن أفضل العقارات السكنية في لندن، ليس أقلها من المستثمرين من منطقة الشرق الأوسط وبالخصوص من دولة الإمارات. وتقول التقديرات أن حوالي 70 في المائة من العقارات في حي بيركلي سكوير السكني الراقي والواقع في منطقة ميفير في لندن ، مملوكة لمستثمرين من أبوظبي."
أضاف نايجل رودريغيز: "هناك أسباب كافية ومقنعة لكي يستهدف المستثمرون العرب والمقيمون في الخليج منطقة وسط لندن لاستثماراتهم طويلة الأمد."
وفي حقيقة الأمر، فإن أسعار العقارات السكنية الفاخرة في وسط لندن في تصاعد رغم الظروف الاقتصادية العالمية. ولأن هناك طلب عالٍ وعرض متدنٍ على العقارات السكنية في المناطق الراقية من لندن، فإن أسعار العقارات السكنية في عاصمة الضباب تظل الأغلى في العالم. بل إن الأسعار زادت في بعض المناطق مثل تشيلسي وكينسنغتون ونوتنغ هيل، بنسبة تسعة في المائة في غضون الستة أشهر الأخيرة.
تابع رودريغيز: "بالرغم من ذلك، تظل الأسعار منافسة جداً وتشهد العقارات السكنية طلباً كبيراً من المستثمرين من حول العالم ومن المستثمرين من دول الخليج على وجه الخصوص." وترجع هذه الأسعار التنافسية لمحدودية العقارات المعروضة ولثقة المستثمرين في مدينة لندن وأيضاً لسعر صرف العملة المواتي.
يذكر أن ثقة المستثمرين لا تنحصر في العقارات السكنية الفاخرة في مدينة لندن فقط. فبالرغم من كل شيء، من المتوقع أن تشهد أسواق المال المحلية دفقاً من الاستثمارات خلال الستة أشهر القادمة لأن المستثمرين يتوقعون أن ترتفع الأسهم في كل من بورصة أبوظبي (ADX) وسوق دبي المالي (DFM) ونازداك دبي، ذلك حسب ما ورد في العدد الأول من المجلة.
يوضح روبن أملوت: "إن تبني نظرة طويلة الأمد في الأوقات الاقتصادية الصعبة وفي الأوقات التي يلف فيها الغموض أسواق الأسهم، يتيح للمستثمرين فرصة لزيادة التنويع والجودة في محافظهم الاستثمارية."
وتستشهد المجلة بأسواق الأسهم المحلية كمثال على ذلك. "إن كل من واتته الشجاعة والحكمة للاستثمار في أسواق الأسهم الإماراتية في مطلع عام 2009 كوفئ بعوائد سخية تصل إلى 33.9 في المائة في التسعة أشهر الأولى من العام."
وتظل مشاعر المستثمرين إيجابية لا سيما وأنهم يتوقعون أن ترتفع الأسهم 33.3 في المائة في بورصة أبوظبي و25.5 في المائة في سوق دبي المالي و21.6 في المائة في نازداك دبي.
أسست دار نشر "سي بي آي" في دبي في عام 1999 لتلبية احتياجات القطاع المالي المتطور والذي يشهد توسعاً مطرداً. وتقدم "سي بي آي" مجموعة متكاملة من المنتجات والخدمات الرائدة والمطورة خصيصاً للقطاعين المصرفي والمالي. وتركز مجلة "ويلث" على السبل التي تساعد الأفراد على تكوين الثروات والحفاظ عليها وتنميتها والاستمتاع بها.
© 2009 تقرير مينا(www.menareport.com)