ارتفع عدد العاطلين عن العمل في المغرب الى نحو 63 الف عاطل أي بزيادة قدرها 5.1% حيث انتقل عددهم من 1.233 مليون إلى 1.296 مليون عاطل خلال الفصل الثاني من سنة 2004. وطال هذا الارتفاع الوسطين الحضري بنحو 38 ألف عاطل والقروي بنحو 25 ألف. وهكذا سجل معدل البطالة على المستوى الوطني ارتفاعا بنسبة 0.4% اي من 11.2% الى 11.6%.
واوضح البيان ان التطور السلبي الذي عرفه مستوى البطالة طال بالاساس الشباب الذين تقل اعمارهم عن 35 عاما وحاملي الشهادات المتوسطة وهي: شهادة التعليم الاساسي ودبلوم التاهيل والتخصص المهني. وحسب البيان ذاته فان الاقتصاد المغربي احدث 86 الف منصب شغل جديد ما بين الفصل الثاني من سنة 2003 ونفس الفصل من سنة 2004، وذلك بمقاييس متباينة حسب وسط الاقامة، حيث ارتفع في المدن بعد إحداث 125.000 منصب شغل بينما تراجع بالبوادي بحوالي 39.000 منصب شغل.
ويعزى التطور الايجابي للشغل بالوسط الحضري حسب نفس البيان، الى ارتفاع عدد المشتغلين بالانشطة الاقتصادية المتصلة بالزراعة والغابات والصيد (14.3%) وبالصناعة (3.9%) وبالخدمات (2.4%) والتجارة (5.2%) وبالمطاعم والفنادق (19.7%) والادارة العمومية (3.2%). في حين انخفض عدد العاملين بقطاع البناء والاشغال العمومية بـ2.8%. وقد طال الارتفاع الذي سجله سوق الشغل (العمل) بالوسط الحضري المستأجرين 4.4% بما يقارب 125.000 منصب شغل جديد، بينما سجل التشغيل الذاتي ارتفاعا طفيفا بنسبة 1.4% اي ما يقارب 20.700 منصب شغل، في حين عرف الشغل غير المؤدي عنه بالوسط الحضري انخفاضا قدر 5.0% ويعد القطاع الخاص اكبر مساهم في خلق مناصب الشغل الجديدة بالمدن حيث بلغت حصته 87.9 %.
اما في الوسط القروي فقد عرف عرض الشغل تراجعا بالقطاع الزراعي 2.7% في حين سجل ارتفاعا ملحوظا بالقطاعات التالية: الخدمات (+15.8%) البناء والاشغال العمومية (+4.4%). وقد طال تراجع الشغل بالوسط القروي اساسا، الشغل غير المؤدى عنه (-1.2%)، في حين بقي الشغل المؤدى عنه شبه مستقر (-0.2%). وحسب قطاع الشغل، تراجع عدد القرويين النشيطين المشتغلين بالقطاع الخاص بنسبة 0.8%، في حين سجل عدد المشتغلين بالقطاع العمومي ارتفاعا بنسبة 5.7%.
واوضح المصدر، وكما ذكرت صحيفة الشرق الأوسط، ان حجم السكان النشيطين بالمغرب ارتفع بنسبة 4،1% ليصل الى 11.183 مليون خلال الفصل الثاني من السنة الجارية لكن بما ان عرض الشغل تم بوتيرة سنوية اقل من تزايد عدد السكان البالغين من العمر 15 عاما فما فوق 2.5% ، فقد ادى ذلك الى انخفاض معدل النشاط، الذي انتقل من 52.7% الى 52.1% ما بين الفصل الثاني من عام 2003 ونفس الفصل من عام 2004. وقد طال هذا التراجع الوسطين الحضري والقروي على السواء، وبالخصوص لدى فئة النساء والشباب المتراوحة اعمارهم ما بين 15 و24 سنة، والاشخاص البالغين من العمر 45 عاما فما فوق، والاشخاص بدون شهادات تاهيلية.
ويعود ارتفاع الطلب على الشغل في السوق المغربي، حسب وثائق المصالح الاقتصادية الى النمو الديمغرافي المطرد، وكذا هيمنة الشباب على القاعدة الديموغرافية وشيوع الاقبال على التعليم والهجرة من البادية إلى المدينة. والعوامل المذكورة آنفا لاتفسر لوحدها تفاقم البطالة في المغرب، ذلك أن الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها البلد، والتي تتمثل أساسا في ضعف البنية الاقتصادية وضعف النسيج الاجتماعي، وعدم قدرة السوق على استقبال الوافدين الجدد وان كانوا من أصحاب الشهادات، كلها عوامل تساهم في هذه الوضعية. ( البوابة)
