أكد تقرير دولي عن صناعة النفط في الولايات المتحدة، أن منتجي النفط الصخري الأمريكيين خفضوا بالفعل تكاليف الإنتاج على نحو واسع وأنهم لا يستطيعون البقاء في حالة من النشاط والمنافسة إذا تدنت الأسعار دون 35 دولارا للبرميل.
وقال تقرير لـ "شيب آند بونكر" الأمريكي، إن المؤشرات ترجح استمرار تراجع أسعار النفط الخام إلى مستوى 40 دولارا للبرميل بنهاية نيسان (أبريل) الجاري وإنه لا توجد أي فكرة واضحة ودقيقة لأي طرف عن الموعد والتوقيت الذي سوف يستقر فيه السوق.
وقلل التقرير من اقتراح قيام منظمة أوبك بتمديد التخفيضات في الإنتاج حتى نهاية العام الجاري 2017، مشيرا إلى أن ارتفاع الإنتاج الصخري الأمريكي وحده سيؤدي إلى القضاء على معظم المكاسب التي يمكن أن تنجم عن هذا الخفض.
وكشف التقرير عن قيام المنتجين في الولايات المتحدة بالفعل بتعويض ثلثي حجم التخفيضات المتوقعة أن تقوم بها دول منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والمنتجون المستقلون حتى نهاية العام الجاري 2017.
وفى هذا الإطار، قال لـ"الاقتصادية" إيفليو ستايلوف المستشار الاقتصادي البلغاري في فيينا، إن استعادة الاستقرار في السوق يتطلب تخفيضات في إنتاج دول "أوبك" والمستقلين أكبر حجما من المطروحة حاليا حتى تؤتى ثمارها سريعا، مشيرا إلى أن بيانات اقتصادية أشارت إلى أن دول "أوبك" ضخت نحو 1.5 مليون برميل إضافية في السوق قبل أيام من بدء تطبيق اتفاق خفض الانتاج وهو ما يؤثر سلبيا على السوق حاليا.
وأضاف أن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري من الواضح أنه يرغب في البقاء في السوق وهو مطلوب بشكل أو آخر لمستقبل أمن من إمدادات الطاقة مشيرا إلى أن التكنولوجيا مكنت من خفض تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري من 60 و70 دولارا في عام 2014 إلى جعل الشركات تستطيع الاستمرار في الإنتاج عند مستوى 35 دولارا للبرميل وفق أحدث إحصائيات 2017.
من جانبها، أوضحت لـ"الاقتصادية" المحللة الروسية ماريا جوساروفا، أنها ليست مع الرؤية المتشائمة للسوق وهناك بعض المبالغة والتهويل في قدرات النفط الصخري الأمريكي الذي طور كثيرا من قدراته الإنتاجية والتنافسية لكنه ما زال بعيدا عن منافسة المنتجين التقليديين في "أوبك" أو خارجها.
وأشارت إلى أن الغاز المسال الأمريكي يحاول أن ينافس خطوط الغاز الأرضية الروسية، خاصة في أسواق أوروبا ولكن يبقى الغاز الروسي أقل تكلفة وأقدر على الوصول إلى أسواق أوروبا والأسواق المستهدفة في التوقيت الملائم وبالتكلفة الأقل.
من ناحيته، أشار لـ"الاقتصادية" أندرياس جينى مدير شركة ماكسويل كوانت للخدمات النفطية، إلى أن تمديد خفض دول "أوبك" والمستقلين لإنتاجهم قد يدفع أسعار النفط الخام فوق 60 دولارا وقد يحدث ذلك بالفعل في الأمد القريب وهناك بالفعل رغبة قوية من العديد من الأعضاء في أوبك وخارجها لدعم الأسعار، حيث يحتاجون إلى ارتفاع أسعار النفط لدعم اقتصاداتهم خاصة أن بعض الدول المنتجة تواجهأزمات اقتصادية.
وأشار إلى أن الخيارات صعبة ومحدودة أمام المنتجين ويجب أن تكون المخاوف من الإنتاج الأمريكي عنصرا معطلا عن التعاون المشترك لضبط الإنتاج وتقليص المعروض النفطي العالمي، منوها إلى توقعات لخبراء من داخل الدول الأعضاء في منظمة أوبك بأن وقف العمل باتفاق خفض الإنتاج قد يؤدى إلى تهاوي أسعار النفط الخام إلى مستوى أقل من 35 دولارا للبرميل خلال فترة وجيزة.
وكشفت بيانات دولية أن منتجى النفط الصخري في الولايات المتحدة يخططون لضخ 10 مليارات دولار في الصناعة هذا العام في ضوء تعافى الأسعار إلى مستوى 50 دولارا للبرميل بعد بدء تطبيق اتفاق خفض الإنتاج بين دول "أوبك" والمستقلين منذ مطلع العام الجاري والمرشح لمد العمل به حتى نهاية العام الجارى.
وأوضح تقرير "ريج زون" أن استثمارات الطاقة في أمريكا الشمالية تشهد تعزيزات واسعة في الأونة الأخيرة وهو ما سيكون له تأثير على المعروض العالمى وستبقى الأسعار في مستويات متوسطة مشيرا إلى قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترمب بالموافقة على بناء خط أنابيب "كيستون إكس إل" العابر للحدود بين كندا والولايات المتحدة، فيما تشهد المكسيك زيادة ملموسة في استثمارات النفط من قبل أكبر شركات النفط في العالم.
اقرأ أيضًا:
منتجو النفط ملتزمون بالخفض بنسبة 70%
صناعة النفط الصخري تعاني من نقص حاد في العمالة
إنتاج النفط الصخري الأمريكي يسجل أكبر زيادة شهرية منذ أكتوبر