استقر خام برنت فوق 97 دولارًا للبرميل أمس، الأربعاء، قبل اجتماع لمنظمة أوبك هذا الأسبوع، وكبحت المكاسب مخاوف من تأثير أزمة الديون الأوروبية على الطلب على النفط في ظل شكوك بشأن قدرة أوروبا على معالجة الأزمة. وقال وزير النفط الليبي عبدالرحمن بن يزة أمس، الأربعاء، إن أي سعر للنفط دون 100 دولار للبرميل يلحق الضرر بإعادة البناء في ليبيا. وأبلغ رويترز خلال مؤتمر لصناعة النفط تنظمه أوبك قبيل اجتماع المنظمة، اليوم، الخميس،: «أخشى من هذا التراجع.. أي سعر دون 100 دولار سيكون مؤلمًا بشدة لليبيا».
توقع وزير النفط الكويتي هاني حسين أن تبقي منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» على مستوياتها الحالية للإنتاج عند 30 مليون برميل يوميًا، إلا أنه أشار إلى وجود خلافات بين أعضاء المجموعة. وقال حسين لوكالة الأنباء الكويتية في فيينا: «هناك توجهات مختلفة بشأن القرار الذي يتعين اعتماده» في الاجتماع الوزاري للمنظمة اليوم. إلا أنه أضاف: «من الأرجح جدًا أن يوصي وزراء المنظمة بإبقاء سقف الإنتاج الحالي البالغ 30 مليون برميل في اليوم دون تعديل».
وقال عبدالله البدري، الأمين العام لأوبك، أمس، الأربعاء، إن أسواق النفط تتلقى إمدادات زائدة قليلاً. وأبلغ الصحفيين قبل الاجتماع الذي تعقده المنظمة: «أسواق النفط تتلقى إمدادات زائدة بعض الشيء». وكانت السعودية، وهي العضو الأهم في المنظمة، دعت إلى رفع الإنتاج بينما تمنت دول أخرى مثل فنزويلا خفض الإنتاج وقال وزير النفط الفنزويلي رافاييل راميريز: «يجب خفض الإنتاج.. نرى أن هناك فائضًا بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميًا». واعتبر الوزير الكويتي أن عوامل جيوسياسية ونفسية ومناخية إضافة إلى معدلات المخزون الاستراتيجي للدول، تؤثر على الأسعار الذي تأخذ مسار الانخفاض. وقال وزير النفط الإكوادوري ولسون باستور، أمس، الأربعاء، إن فائض المعروض في سوق النفط يبلغ 1.6 مليون برميل يوميًا. ويتماشى الرقم مع حجم ما تضخه «أوبك» فوق سقف إنتاجها الرسمي البالغ 30 مليون برميل يوميًا. ويراقب المستثمرون أي تغير في سياسة إنتاج أوبك مع دعوة صقور الأسعار في المنظمة للسعودية لخفض إنتاجها الزائد. وينتظرون أيضًا نتائج الانتخابات اليونانية ليستشفوا الخطوات التي قد يتخذها صانعو السياسات لعلاج أزمة الدين المتفاقمة في أوروبا. وصباح امس ارتفع مزيج برنت ثلاثة سنتات إلى 97.17 دولار للبرميل وكان قد نزل إلى 96.67 دولار في وقت سابق من الجلسة. ونزلت عقود الخام الأميركي الخفيف 41 سنتًا إلى 82.91 دولار متخلية عن مكاسب الجلسة السابقة. وقالت ناتالي روبرتسون، المحللة لدى ايه. ان. زد،: «سنرى مستثمرين يبتعدون عن الساحة أو يعيدون تكوين مراكزهم قبل هذه الأحداث المهمة، ثمة خطر للمحاصرة في الاتجاه النزولي، ستكون هناك تقلبات». وتابعت: إن سعر برنت قد يتراوح بين 96 و102 دولار للبرميل مقابل مابين 80 و86 دولارًا للخام الأميركي خلال الأيام القليلة المقبلة، وأضافت إن اتساع النطاق يرجع للضبابية وتوقعات بتقلبات كبيرة.في غضون ذلك قالت وكالة الطاقة الدولية الأربعاء إن صادرات النفط الإيرانية تراجعت بشدة في الأشهر الماضية وقد تتراجع أكثر من ذلك مما سيدفع أسعار النفط للارتفاع مجددًا مما يشكل دعوة فعلية منها لمنظمة أوبك للإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية المرتفعة.
وقالت الوكالة التي تقدم المشورة في سياسات الطاقة للدول المستهلكة للنفط إن العالم يتلقى حاليًا إمدادات نفطية أفضل مما شهدته السنوات القليلة الماضية لكنها حذرت من وصفها بإمدادات فائضة.وقال التقرير الشهري للوكالة: «الذاكرة قصيرة حقًا، فأسعار الخام مازالت مرتفعة للغاية بالمقاييس التاريخية وتؤثر سلبًا على ميزانيات الأسر والحكومات بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والأسواق الناشئة على السواء».