الهند تعزز الشراكة الاستراتيجية في مجال النفط مع دول الخليج

تاريخ النشر: 13 مايو 2018 - 01:01 GMT
الهند تعزز الشراكة الاستراتيجية في مجال النفط مع دول الخليج
الهند تعزز الشراكة الاستراتيجية في مجال النفط مع دول الخليج

غادرت أمس أول شحنة من النفط الخام من إنتاج شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، في طريقها للتخزين في الهند، بموجب الاتفاق الموقع بين "أدنوك" وشركة الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية الهندية المحدودة، المملوكة للحكومة الهندية المتخصصة في تخزين احتياطي من النفط الخام للاحتياجات الاستراتيجية، حيث ينص الاتفاق على تخزين 5.86 مليون برميل من النفط الخام الذي تنتجه "أدنوك" في منشأة كارناتاكا في مدينة مانجلور الهندية.

يأتي ذلك في وقت تستعد فيه شركات النفط العالمية للتخلص من تعاملاتها النفطية مع ايران مع قرب تطبيق العقوبات الأمريكية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي.

وفي هذا الاطار، قال دارميندرا برادان وزير النفط الهندي أمس "إن من السابق لأوانه التنبؤ بتأثير العقوبات الأمريكية على طهران في واردات بلاده من النفط . وذكر برادان خلال زيارة الإمارات أنه "قلق إلى حد ما" بشأن تأثير ارتفاع سعر الخام في الدول المستهلكة، لكنه لا يعتقد أن إمدادات النفط ستمثل مشكلة. وأضاف برادان "دعونا نرى كيف ستتحرك الأمور.. من المبكر التنبؤ.. نراقب الأمر بحرص.. مثل هذا النوع من التوتر الجيوسياسي يؤثر في الدول المستهكلة والمنتجة.. علينا أن نتعايش مع الواقع الجيوسياسي الراهن".

وأشار وزير النفط الهندي إلى أن هناك اتفاقا بين شركة "أرامكو" السعودية، وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركات هندية لتأسيس شركة مشتركة لإنشاء مصافي تكرير للنفط في راتناجيري.

والمنشأة المقرر أن تتكلف نحو 44 مليار دولار وتقع غرب الهند ستكون واحدة من أكبر مجمعات التكرير والبتروكيماويات في العالم بطاقة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون برميل يوميا.

ووقعت "أرامكو" السعودية في نيسان (أبريل) اتفاقا مع الهند ليكون لها 50 في المائة من المشروع، وقد تجلب "أرامكو" في وقت لاحق شريكا استراتيجيا آخر للمشاركة في حصتها. وتريد "أدنوك" التوسع في محفظتها الخاصة بأنشطة المصب في أسواق لا يزال الطلب على النفط فيها يتزايد مثل الصين والهند بما يؤمن أسواقا جديدة لتصريف الخام.

وشهد عملية التحميل في أبوظبي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لـ "أدنوك" ومجموعة شركاتها، ودارميندرا برادان، وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي، وبلغ حجم هذه الشحنة الأولى مليوني برميل من نفط "أدنوك" الخام.

وقال الدكتور سلطان الجابر "إن هذا المشروع يمثل خطوة مهمة نحو بناء وتطوير الشراكات الاستراتيجية الحيوية مع الهند في قطاع الطاقة من خلال البناء على خبرة الإمارات و"أدنوك" في الموارد الهيدروكربونية".

وستوفر هذه الشراكة كذلك فرص تسويق جديدة أمام "أدنوك" ووصول منتجاتها من النفط الخام عالي الجودة لأحد أكبر الأسواق نمواً في العالم، إلى جانب مساهمتها في ضمان أمن الطاقة في الهند التي تعد أكبر شريك تجاري للإمارات، كما يزيد الطلب على المنتجات المكررة والبتروكيماويات.

يأتي تنفيذ اتفاقية الاحتياطي الاستراتيجي في أعقاب إعلان "أدنوك"، في شباط (فبراير) الماضي، حصول ائتلاف من ثلاث شركات هندية؛ يضم شركة النفط والغاز الطبيعي الهندية "فيديش"، و"مؤسسة النفط الهندية"، وشركة "بهارات بتروريسورسيس"، على حصة 10 في المائة في حقوق امتياز حقل زاكوم السفلي البحري في أبوظبي.

من جانبه، أوضح دارميندرا برادان أن "الإمارات تعد أول دولة تستثمر في برنامج الاحتياطي الاستراتيجي الهندي.. وتعزز هذه الشراكة المهمة التعاون الوثيق القائم في مجال الطاقة بين الهند والإمارات، التي تستند إلى القرار التاريخي بتوقيع اتفاقية مع الشركات الهندية تحصل بموجبها على حصة في امتياز زاكوم السفلي.. وسيوفر الاحتياطي الاستراتيجي دفعة قوية لجهود تعزيز أمن الطاقة في الهند وسيساعدنا على التعامل مع التقلبات في جانب العرض. وسيتم تخصيص الجزء الرئيسي من المخزون للأغراض الاستراتيجية، وسيكون هناك جزء من المخزون مخصصا للاستخدام من قبل "أدنوك" لأغراض تجارية".

وبحسب وكالة الطاقة الدولية، من المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة في الهند أكثر من أي بلد آخر من الآن حتى عام 2040 مدفوعاً بالنمو الاقتصادي المطرد الذي سيصل لأكثر من خمسة أضعاف حجمه الحالي، وكذلك النمو السكاني الذي سيجعل من الهند أكبر دولة من حيث تعداد السكان على مستوى العالم.

ومن المتوقع أن يرتفع مستوى استهلاك الطاقة في الهند إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2040، وهو ما يمثل 25 في المائة من الزيادة في استخدام الطاقة عالمياً في نفس المدة، وأكبر نمو في استهلاك النفط.

وتستورد الهند اليوم 82 في المائة لتلبية احتياجاتها من النفط الخام، توفر الإمارات 8 في المائة منها، وإلى جانب مساهمتها في ضمان أمن الطاقة في الهند، توفر منشآت التخزين لـ "أدنوك" فرصة الأفضلية في تلبية الطلب في الأسواق الآسيوية بشكل فعال وبأسعار تنافسية.

تأتي عملية تحميل أول شحنة من مخزونات "أدنوك" من النفط الخام ونقلها إلى الهند، قبل يوم واحد من استضافة ملتقى "أدنوك" للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات في أبوظبي، حيث ستكشف "أدنوك" خلاله عن مزيد من التفاصيل حول استراتيجيتها للتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات، وعن المخطط الرئيسي الجديد لمركز الرويس الصناعي، وسيحضر دارميندرا برادان هذا الملتقى، حيث سيشارك في إحدى جلسات النقاش الرئيسية التي تقام خلاله.

 

اقرأ أيضًا: 

لأول مرة في 6 أعوام... اقتصاد الهند يتأثر بخفض الحوالات من الخليج

أسعار النفط تتحسن... وموازنات الخليج عام 2018 لاتراجع عن التقشف!

دول الخليج نحو تنوع اقتصادي متميز للتغلب على التراجع الحاد بأسعار النفط