صرح مسؤول يمني أن قطاع السياحة في اليمن واجه صعوبات كثيرة العام الماضي إذ سجل خسائر تجاوزت المليار دولار ( ألف مليون دولار)، إلا انه بدأ بالتعافي هذا العام مع وصول نحو 70 ألف سائح في النصف الأول من العام الحالي بزيادة قدرها أربعة آلاف سائح عن نفس الفترة من العام الماضي. وأشار وزير الثقافة اليمني خالد الدرويشان في تصريح صحافي الى انه تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات لزيادة الإقبال علي مدينة صنعاء القديمة التي تعد واحدة من المنظومات التراثية التي ضمتها المنظمة العالمية للتراث الإنساني في اليونسكو لمحافظتها علي طابعها المعماري المتميز .
ولفت إلى أن الوزارة قامت بتجديد واجهات المنازل لحوالي 1200 منزل من اصل بضعة آلاف من منازل تلك المدينة القديمة. وتابع بدأت السياحة العلاجية في اليمن تشهد انتعاشا في الآونة الأخيرة نتيجة تدفق أفواج السياح خاصة من دول الخليج العربي إلي المحافظات اليمنية التي تشتهر بحمامات المياه الطبيعية .وأشارت الهيئة العامة للتنمية السياحية في اليمن إلى إنها وضعت برامجا مرحلية لتطوير مصادر المياه المعدنية.
وتتشتهر اليمن بانتشار العديد من الحمامات المعدنية والبخارية والكبريتية التي يتجاوز عددها 70 حماما يقدر عدد زائريها سنويا بنحو ثلاثمائة الف سائح. وألغت السلطات اليمنية منذ مطلع الشهر الماضي رسوم تأشيرات الدخول التي فرضتها على مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وتم اتخاذ قرار الإلغاء للرسوم المفروضة حتى لا يؤثر ذلك على مستقبل السياحة في اليمن بعد تذمر عدد كبير من المواطنين الخليجيين وتغيير وجهة سفرهم إلي البلدان الأخرى المجاورة.
الى ذلك أعلنت الحكومة اليمنية أنها أنجزت دراسات مشجعة لتطوير الجذب السياحي إلى الجزر الواقعة في البحر الأحمر والبحر العربي ومناطق أخرى لتشجيع الشركات الأجنبية على الاستثمار فيها. وفي هذا السياق قال رئيس الهيئة العامة للتنمية السياحية مطهر أحمد تقي ليوناتيد برس انترناشونال :" أن الهيئة أعدت دراسة متكاملة حول الفرص الاستثمارية في البنية التحتية، مثل تهيئة وتطوير موقع سياحي متكامل بإنشاء وتجهيز المنطقة بكل الخدمات والمرافق الأساسية وتهيئتها للاستثمار وتشغيلها وإدارتها، أو إنشاء محطات توليد الكهرباء ومحطات تحلية مياه الشرب والطرقات في المناطق الخاضعة للتنمية السياحية".
وأضاف تقي، وكما ذكرت صحيفة القدس العربي،:" أن الفرص تشمل الاستثمار في مشاريع سياحية خاصة مثل الفنادق والقري السياحية والشاليهات والعوامات والقوارب واليخوت السياحية وخدمات النقل البحري السياحي، فضلاً عن إنشاء مدن ومراكز الألعاب الترفيهية والمنتزهات والنوادي والاستراحات والمطاعم السياحية ومراكز انتاج وتسويق المصنوعات الحرفية واليدوية التقليدية".
وكان تقرير رسمي حول السياحة في اليمن أشار إلى تنفيذ عدد من الحملات الدعائية والترويجية والتسويقية لتوضيح صورة اليمن علي المستوى الخارجي شملت انتاج أفلام سياحية ونشر تحقيقات واستطلاعات صحفية في صحف دولية ووسائل إعلام مختلفة فضلا عن استضافة مجموعة من الإعلاميين الدوليين والكتاب المتخصصين في المجال السياحي.
ويشير المسؤلون اليمنيون إلى أنه منذ حادثة تفجير المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن مرورا بحادثة النفط الفرنسية ليمبورج وقبلها حوادث اختطاف سياح غربيين واجه الاقتصاد اليمني وبخاصة قطاع السياحة صعوبات كثيرة بعد أن أصدرت بعض الدول الأوروبية تحذيرات لرعاياها بعدم زيارة اليمن.
وحسب التقديرات الحكومية بلغت خسائر اليمن بسبب هذه العمليات نحو أكثر من مليار دولار. إلا أن قيام الحكومة اليمنية بإجراءات أمنية مشددة لإقناع السياح الأجانب بأن الوضع بات تحت السيطرة بدأت تؤتي أكلها على ما يبدو وإن كان بعد حين. غير ان تقريرا أعده مجلس الشورى اليمني أنتقد ضعف الخدمات السياحية وقصور البنية التحتية كأسباب حالت دون تطور صناعة السياحة بالإضافة الي ارتفاع كلفة الكهرباء والهاتف والمياه والمنشآت السياحية وزيادة الضرائب. وفيما ينتظر المستثمرون في قطاع السياحة أن تقوم الحكومة بإيجاد حلول مناسبة، تتحدث الجهات المسؤولة عن خطط ترويجية في بلد يملك عناصر ومقومات الجذب السياحي. ( البوابة)