ارتفع سعر خام برنت إلى 60 دولاراً للبرميل أمس، مدعوماً بمخاوف من تعطل الصادرات الليبية، لكن تخمة المعروض العالمي أبقت على الأسعار منخفضة نحو 50% عن ذروتها هذا العام.
وقال مسؤولون، إن حريقاً نجم عن القتال بأحد موانئ التصدير الرئيسية في ليبيا دمر 800 ألف برميل من الخام، أي ما يزيد على إنتاج يومين وسط مواجهات بين مجموعات تسعى للسيطرة على الدولة.
ويبلغ إنتاج ليبيا من الخام حاليا نحو 385 ألف برميل يومياً، نزولاً من ذروته التي تجاوزت مليون برميل يومياً، لكن بعض المحللين قالوا إن ذلك لا يمثل سوى جزء ضئيل من تخمة المعروض العالمي.
وقال هانز فان كليف، الخبير الاقتصادي المعني بشؤون الطاقة لدى إيه. بي. إن أمرو في أمستردام، «توجد توترات في ليبيا لكن السيولة هزيلة جدا، ومن ثم فإن تحريك أسعار النفط لا يحتاج الكثير». وكانت التعاملات محدودة نظراً لعزوف الكثير من المستثمرين بسبب العطلات.
وبحلول الساعة 1128 بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر مزيج برنت 65 سنتا إلى 60.10 دولار للبرميل، بعد أن سجل 60.40 دولار في وقت سابق أمس. وانخفض سعر الخام 79 سنتاً عند التسوية في الجلسة السابقة.
وهبط برنت 48% منذ وصوله إلى أعلى مستوياته هذا العام فوق 115 دولاراً للبرميل في يونيو، متأثرا بقرار منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» عدم خفض الإنتاج لمواجهة هبوط الأسعار وتصريحات سعودية بأن المملكة تقبل بانخفاض الأسعار.
ونزل سعر برنت 45% منذ بداية العام ويتجه لتسجيل أكبر خسارة سنوية منذ عام 2008، وثاني أكبر هبوط سنوي منذ بدء تداول العقود الآجلة في الثمانينات.
وزاد سعر الخام الأميركي 66 سنتاً إلى 55.39 دولار، بعد أن أغلق منخفضا 1.11 دولار في معاملات هزيلة يوم الجمعة. وصعد السعر إلى 55.74 دولار في المعاملات المبكرة اليوم.
من ناحية أخرى، ارتفعت أسعار النفط أمس، في المبادلات الإلكترونية في آسيا بعد أعمال عنف جديدة في ليبيا تثير مخاوف من قطع الإمدادات.
وارتفع سعر نفط ويست تكساس انترميدييت تسليم فبراير 46 سنتا ليبلغ 55,19 دولار، بينما ارتفع سعر البرنت نفط بحر الشمال تسليم فبراير 35 سنتا إلى 59,80 دولار.
وقال دانيال انج، المحلل في مجموعة فيليب فيوتشرز في سنغافورة، أن المستثمرين يشعرون بالقلق؛ لأن «النزاع المسلح في ليبيا يؤثر على تدفق النفط».
وكانت القوات الحكومية الليبية أعلنت مساء الأحد أنها تمكنت من إخماد الحرائق في أربعة من سبعة خزانات نفطية في مرفأ السدرة بمنطقة الهلال النفطي اندلعت فيها النيران تباعاً بعد استهداف أحدها خلال هجوم شنته مليشيات فجر ليبيا الخميس على المنطقة.
وتحاول هذه الميليشيات التي بدأت هجماتها على ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي منذ نحو أسبوعين، السيطرة على هذه المنطقة التي تعد أغنى مناطق البلاد بالنفط.
وتضم منطقة الهلال النفطي مجموعة من المدن بين بنغازي وسرت (500 كلم شرق العاصمة وتتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس)، وتحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة وراس لانوف والبريقة، وهي الأهم في ليبيا.
وأعلنت ليبيا أنها تأمل في زيادة إنتاجها ليبلغ مليون برميل يومياً في 2014، مما أثار قلق الوسطاء بسبب الفائض في العرض. لكنها قالت هذا الأسبوع أنها ستخفض تقديراتها هذه بسبب معارك في مناطق الإنتاج.