أكد بوب دودلي الرئيس التنفيذي لشركة بريتش بتروليوم "بي بي" العالمية للنفط أن الشركة تهتم بشكل واسع بتطوير علاقاتها مع منظمة أوبك والدول الأعضاء فيها.
وقال دودلي – في تصريحات للنشرة التحليلية الدورية لمنظمة "أوبك" إن الشركة توجد بقوة في العراق وتعمل مع شركة نفط الجنوب العراقية "إس أو سي"، و"بتروتشاينا" الصينية على تطوير حقل الرميلة العملاق، الذي ينتج نحو 1.35 مليون برميل يوميا ونركز على تقديم الخدمات الهندسية النفطية ونجحنا في تزويدهم بالأدوات والتقنيات اللازمة.
وأشار دودلي إلى أن الشركة البريطانية لديها عديد من الاستثمارات والعقود المهمة في أنجولا خاصة مشروعات الإنتاج النفطي من المياه العميقة وهى مشروعات تمثل تحديا في ظل ظروف السوق الراهنة نظرا لارتفاع تكلفتها ونأمل في توسيع نشاطنا هناك واكتشاف مزيد من الموارد.
وقال دودلي إن العلاقات مع الإمارات وثيقة وممتدة عبر فترة طويلة، ويرجع تاريخها إلى ما يقرب من 75 عاما مضت ونحن نعمل الآن مع شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" في المناطق البحرية وهناك مشروعات قادمة حتى عام 2017.
وأوضح دودلي أن "بي بي" ستواصل أيضا الاستثمار في الجزائر خاصة في مجال إنتاج الغاز من خلال مشروعات ضخمة كما أن لديها عقودا للتنقيب برا وبحرا في ليبيا على الرغم من التوترات السياسية هناك إلا أننا ننظر إليها على أنها مرحلة مؤقتة ونحن ننظر دائما إلى المستقبل ولا نزال ملتزمين تجاه السوق الليبية ونرى أنها ستتعافى تدريجيا.
وأضاف دودلي أن شركته تعمل مع الكويت منذ ما يقرب من 80 عاما حتى الآن وتشمل أنشطتها الأعمال الجيولوجية والتنقيب وحاليا نحن نعمل في أعماق كبيرة تحت الأرض إلى جانب وجود اتفاقات تتعلق بجانب الخدمات الفنية. وأكد أن العلاقة بين شركات النفط العالمية وشركات النفط الوطنية تغيرت كثيرا مع مرور الوقت، مشيرا إلى حدوث تطورات مهمة في هذه العلاقة لأن عديدا من الدول ركز على ضرورة التحول في إدارة الموارد الطبيعية إلى الاعتماد بشكل كامل على شركات النفط الوطنية. وأضاف دودلي أن هذا الأمر لم يزعج الشركات الدولية بل واصلت شركات النفط العمل بشكل جدي ومثابر في جميع أنحاء العالم واستثمرت كثيرا في مجال البحوث والتنمية والتكنولوجيا.
وأوضح دودلي أن شركات النفط الدولية لديها حاليا القدرة على القيام بجهود فائقة في المشاريع العابرة للحدود وهى تتفوق بذلك على الكثير من الشركات التي لا تستطيع تأدية الدور نفسه خاصة فيما يتعلق بالتصدي للمشروعات العملاقة.
وبحسب دودلي فإن العلاقات المستقبلية بين شركات النفط العالمية وشركات النفط الوطنية ستقوم على أساس التعاون والتكامل وتأسيس شراكات قوية ومتوازنة استنادا إلى نقاط القوة في كلا الجانبين لتحقيق قيمة مضافة للسوق وترسيخ التكامل المنشود الذي يصب في مصلحة رقي ونمو صناعة النفط.
وأشار دودلي إلى أهمية ما تحقق من عودة إندونيسيا إلى عضوية منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" موضحا أنها خطوة مهمة خاصة مع مشاركة إندونيسيا في الاجتماع الوزاري الأخير للمنظمة منوها إلى أن "بي بي" ترتبط بعلاقات تعاون واستثمار واسعة مع إندونيسيا خاصة في مجال إنتاج الغاز الطبيعي.
وكانت أسعار الخام سجلت في نهاية تعاملات الأسبوع المنصرم أدنى مستوى لها منذ أزمة الائتمان العالمي في 2008 - 2009 بعد أن حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن فائض الإمدادات العالمية قد يزداد العام المقبل.
وزادت الضغوط على أسعار الخام بسبب الطقس المعتدل في الولايات المتحدة قبيل الشتاء، الذي قلص الطلب على وقود التدفئة وبسبب هبوط سوق الأسهم الأمريكية قبيل زيادة متوقعة على نطاق واسع في أسعار الفائدة.
وبحسب "رويترز"، فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت عن 39 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ كانون الأول (ديسمبر) 2008 وجرى تداولها منخفضة 1.07 دولار إلى 38.66 دولار للبرميل الساعة 15:15 بتوقيت جرينتش. ونزلت عقود الخام الأمريكي دون 36 دولارا للمرة الأولى منذ شباط (فبراير) 2009، وخسر الخام الأمريكي 80 سنتا إلى 35.99 دولار للبرميل بعدما سجل أدنى مستوى في الجلسة 35.78 دولار للبرميل.
وخسر سعر برميل النفط الخفيف "لايت سويت كرود" تسليم كانون الثاني (يناير) 28 سنتا ليصل إلى 36.48 دولار في المبادلات الإلكترونية في آسيا، أما سعر برميل البرنت نفط بحر الشمال، الخام المرجعي الأوروبي تسليم كانون الثاني (يناير) فقد تراجع 26 سنتا إلى 39.47 دولار، أي أقل من 40 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ شباط (فبراير) 2009.
وقال ريتشارد جوري مدير "جي. بي. سي إنرجي" آسيا الاستشارية، "إن الربع المقبل سيكون صعبا على نحو خاص مع انتقالنا من ربع سنة ذي طلب مرتفع إلى ربع ذي طلب منخفض"، مضيفا أنه لا يمكن استبعاد 20 دولارا للبرميل مع تحذيرات وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة بشأن الطاقة للدول المتقدمة من أن نمو الطلب بدأ يتباطأ، لكنه أضاف أن من الصعب أن تنحدر الأسعار إلى ذلك المستوى.
وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تظل أسواق النفط العالمية تعاني تخمة المعروض حتى نهاية 2016 على الأقل في ظل تباطؤ نمو الطلب وزيادة إنتاج "أوبك"، ما سيضع أسعار النفط تحت ضغط إضافي.
اقرأ أيضاً:
بي بي كبرى شركات النفط العالمية تلغي 80 مشروع حول العالم
احتجاج على تغطية "بي بي سي" المتحيزة ضد إسرائيل
أسواق النفط تقلق بعد تخارج «بي بي» من مشاريع بـ 5 مليارات دولار