أكد خبراء ومستثمرون ورجال أعمال مصريون أن التفجيرات التي وقعت في منطقة «طابا» في سيناء ليلة الخميس الماضي لن يكون لها تأثير سلبي كبير على السياحة المصرية وبالتالي على الاقتصاد المصري. ورهنوا حجم التأثير بنجاح الحكومة المصرية في ادارة الأزمة. وتوقعوا أن تتأثر البورصة المصرية سلبياً في أسبوع التداول الذي يبدأ اليوم على ألا يدوم هذا التأثير طويلاً.
وقال أكد سميح ساويرس، رئيس مجلس ادارة شركة أوراسكوم للمشروعات والتنمية السياحية وأحد كبار المستثمرين السياحيين في منطقة جنوب سيناء أن التفجيرات التي استهدفت منطقة طابا ستكون لها تأثيرات سلبية كبيرة على الموسم السياحي الشتوي في سيناء بأكملها.
وقال إن مدى التأثير السلبي مرهون بطريقة ادارة الحكومة المصرية للأزمة، فلو نجحت في وضعها في اطارها الصحيح كونها حادثا يستهدف الاسرائيليين فقط، وليس السياح من جنسيات أخرى سوف يكون التأثير محدوداً. وتوقع «ساويرس» أن تصدر بعض الدول تحذيرات لمواطنيها بعدم زيارة منطقة سيناء، وتمنى أن يكون الحظر قاصراً على سيناء فقط من دون غيرها من المناطق السياحية في مصر.
ورفض ساويرس تشبيه انفجارات «طابا» بأحداث الأقصر التي وقعت عام 1997 وأدت إلى ضرب السياحة المصرية في مقتل لعدة سنوات، مشيراً إلى أن حادث طابا استهدف فقط الاسرائيليين، ولم يكن الهدف من ورائه كما جاء في الأنباء ضرب السياحة المصرية، مثلما كان الحال في حادث الأقصر الذي راح ضحيته عشرات السياح من جنسيات مختلفة، ونفذته مجموعة ارهابية كانت تستهدف الاضرار بالاقتصاد المصري واضعاف النظام الحاكم واحراجه.
وذكر لصحيفة الشرق الأوسط أن السياحة المصرية يمكنها أن تتعافى سريعاً من الحادث الأخير بشرط «نجاح الحكومة في ادارة الأزمة». وحول تأثير تفجيرات «طابا» على أداء البورصة المصرية توقع شريف كرارة، رئيس مجلس ادارة شركة هيرمس للسمسرة أن تنخفض أسعار الأسهم بقوة مع بدء أسبوع التداول اليوم، مشيراً إلى أن المستثمرين مازالوا محكومين بعقلية القطيع وإن كان قد أكد في الوقت نفسه أن التأثير السلبي للأحداث على البورصة لن يستمر طويلاً. وذكر أنه من غير الوارد أن يسحب المستثمرون الأجانب استثماراتهم في البورصة كرد فعل على هذه التفجيرات، موضحاً أن شهادات الايداع الدولية للشركات المصرية المتداولة في بورصة لندن لم تتأثر في بداية جلسة التداول لاول من امس كثيراً بالأحداث وهو ما يعطي مؤشراً على ثقة الأجانب في امكانية عبور الاقتصاد المصري لهذه المحنة سريعاً.
من الجدير بالذكر أن عدد الإسرائيليين الذي سافروا إلى شبه جزيرة سيناء خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي (يناير- أغسطس) إرتفع بمعدل %45 ليبلغ 310,000 زائر، وذلك مقابل 213,000 زائر خلال نفس الفترة من عام 2003.
ونقلت صحيفة دائرة الإحصاء الإسرائيلية المركزية، أن عدد الإسرائيليين الذين دخلوا سيناء خلال شهري تموز-آب (يوليو-أغسطس) من العام الحالي بلغ 158,000 زائر. (البوابة)