تسعى إمارة دبي الإماراتية لترسيخ مكانتها كأحد المراكز الرئيسة العالمية لتجارة الألماس وفق ما أكده مسؤولون وتجار شاركوا في أول مؤتمر للألماس في الإمارة التي اشتهرت بتجارة الذهب في العقود الماضية.
ووفقا للأرقام المتاحة فقد بلغ حجم تجارة دبي في الألماس أكثر من 39 مليار دولار في 2011 لتحتل بذلك المركز الثالث عالميا بعد مومباي في الهند وانتويرب في بلجيكا، ولتصبح هذه التجارة ثاني أكبر مساهم غير نفطي في اقتصاد الإمارات.
وفي العام نفسه، بلغ حجم هذه التجارة في انتويرب التي ظلت لسنوات طويلة المركز العالمي الرئيس لتجارة الألماس حتى تفوقت مومباي عليها نحو 50 مليار دولار فيما تعاملت مومباي الهندية بما قيمته نحو 60 مليار دولار.
وقال تجار إن حجم تجارة دبي في الألماس في 2012 لم يتوافر بعد، لكنهم توقعوا أن يكون موازيا لعام 2011 إن لم يكن أقل قليلا بسبب انخفاض أسعار هذا الحجر الثمين. وقال بيتر موس، رئيس بورصة دبي للألماس، إن تجارة الألماس العالمية "تمر حاليا ببعض التغيرات التاريخية" على حد وصفه، مضيفاً أن تجارة الألماس في الإمارات أصبحت مساهما اقتصاديا رئيسا وثاني اكبر مساهم غير نفطي في اقتصاد الإمارات، مشيرا إلى أن التجارة والسياحة يبدوان قويين والقطاع العقاري أصبح في مرحلة تعافٍ.
ووفقا لأرقام رسمية فقد شهدت تجارة الألماس في دبي قفزات هائلة سنوات قليلة، حيث لم يكن يتجاوز حجمها خمسة ملايين دولار في 2003، ومع تأسيس مركز دبي للسلع وبورصة الألماس قفزت تجارة الألماس في 2009 إلى 18 مليار دولار وفي العام التالي إلى 35 مليار دولار، وفي الوقت الحالي تمثل تجارة الألماس نصف تجارة دبي من المجوهرات والمعادن النفيسة والأحجار الكريمة.
وقال أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع الذي يضم بورصة للألماس والذي كان من بين المتحدثين أمس في مؤتمر دبي العالمي للألماس، الذي يناقش أبرز الفعاليات المرتبطة بتجارة الألماس لهذا العام، وما يُطلق عليه اسم "طريق الحرير الجديد" لتجارة الألماس، إن دبي تمتع بعناصر نجاح كبيرة في ترسيخ مكانتها العالمية في تجارة الألماس، وذلك بحكم وجودها كنقطة مركزية وسيطة بين مناطق قص وصقل وتجارة الألماس بالعالم وبخاصة الهند.
وتشير التقارير من المؤسسات العالمية إلى تحول في تجارة الألماس العالمية من الغرب إلى الشرق وهو ما يمهد لدبي للعب دور كبير في هذا الجانب، فمن الولايات المتحدة والصين وبلجيكا وإيطاليا، إلى الهند وإفريقيا. وقال خبراء مشاركون في المؤتمر الذي استقطب أكثر من 500 شخص معني بتجارة الألماس في العالم، إن دبي تسعى للارتقاء بمركزها العالمي في هذه التجارة، وبالأخص مع تنامي مشروع "طريق الحرير الجديد" والذي يعتمد على دبي كمركزٍ لوجستي بين الدول المنتجة للألماس في إفريقيا، ومراكز صقله في الهند والشرق الأقصى.
وأرجع هؤلاء التوقعات المتفائلة إلى توسيع دبي قاعدة شراكاتها مع عديد من الدول الأكثر ثراء في إنتاج الألماس وبالخاصة من القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية، وهو ما تزامن بالفعل مع دخول بعض اللاعبين الجدد من القارة الإفريقية إلى سوق الألماس بدبي، وذلك مثل دول "بتسوانا" و"ناميبيا" وزيمبابوي، مشيرين إلى أن دبي في طريقها للبحث عن قمة هرم تجارة الألماس من خلال توسيع هذه القاعدة من الأسواق الخارجية .