شدد خبير إستشاري متخصص بأن عوامل اقتصادية مختلفة تشمل تداعيات العولمة وخطط الخصخصة وتحرير القطاعات تساهم في تعزيز سوق الإستشارات في المنطقة حيث باشرت مؤسسات القطاع العام والخاص بتخصيص جزء كبير من ميزانياتها في الإستعانة بشركات استشارات دولية وإقليمية بارزة.
وقال زيد عايش، المدير العام لشركة فلاغ شيب للإستشارات، إحدى أسرع شركات الإستشارات نمواً في الشرق الأوسط: "تشهد منطقة الخليج معدلات نمو كبيرة تضعها في مصاف الدول المتقدمة. وبرهنت عدة قطاعات اقتصادية في الخليج عن قدرة واسعة على المنافسة الدولية من خلال معرفة معمقة بالأسواق الدولية وخبرات عالية اضافة الى موارد مادية كبيرة. وإزداد الناتج المحلي الإجمالي لدول الخليج بمعدل 6 بالمائة في العام 2008 ومن المتوقع أن يواصل ارتفاعه خلال الأعوام المقبلة بشكل ملحوظ. وتستقطب دول مجلس التعاون الخليجي مجموعة واسعة من الشركات الدولية التي تعتبر سوق الشرق الأوسط أحد أسواقها البارزين لتوفيره لها مورداً مالياً رئيسياً يضاهي عدة أسواق لها في أوروبا وكندا".
وافتتحت اكثر من 30 شركة استشارات مكاتب اقليمية لها في الإمارات، مما اسهم في ازدياد حدة المنافسة فيما بينها. وتستهدف هذه الشركات القطاعين العام والخاص في المنطقة. وتقدّر دراسة حديثة قام بها مركز كيندي للمعلومات في الولايات المتحدة بأن القطاع العام يشكل 30 بالمائة من سوق الإستشارات الدولي. وتوقع المركز أن يزداد هذا المعدل بنسبة 9 بالمائة سنوياً. ومقارنة بالسوق العالمي، حجم إنفاق القطاع العام في المنطقة على خدمات الاستشارات يتجاوز حجم انفاق القطاع الخاص في ضوء برامج الخصخصة واعادة الهيكلة وتحرير القطاعات التي تشهدها المنطقة.
وأضاف عايش: "مع ازدياد توجه المؤسسات الحكومية في المنطقة نحو اتباع احدث استراتيجيات خدمة العملاء والعمل بعقلية القطاع الخاص في مجال تعزيز الإنتاجية وتخفيض المصروفات، على شركات الإستشارات أن تباشر عملها بتطوير استراتيجيات ادارية مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات المتنامية للقطاع العام في منطقة الخليج. ويعي القطاع العام في المنطقة التحديات التي تواجهه في توفير خدمات نوعية لعملائه ومواصلة الجهد لتقديم خدمات عالمية المستوى وتبني افضل الممارسات الدولية، مما يخلق الحاجة للإستعانة بشركات استشارية لتحقيق هذه الاهداف".
وتقوم شركات الإستشارات الدولية في المنطقة بتعزيز استثماراتها الخدماتية من خلال تعيين مستشارين دوليين نجحوا في تحقيق قصص نجاح مشابهة في الأسواق الأخرى ليقوموا بإدارة برامج التطوير التي تشهدها المنطقة حالياً.
وأضاف عايش: "لم يعد كافياً الخبرات الدولية والقدرات العالمية لخدمة سوق المنطقة التي تتميز بخصائصها الفريدة التي يصعب على الخبراء الدوليين معرفتها إذا لم يعمقوا دراساتهم لثقافة المنطقة على الصعيد الكلي والجزئي. وتخفق الشركات الدولية في الكثير من الأحيان بتصميم حلول استشارية ناجحة لقطاعات الأعمال والمؤسسات الحكومية لجملة الإحتياجات النوعية التي يتطلبها العملاء في المنطقة والتي يتعذر على الشركات الدولية تحديدها وتلبيتها بالطرق المناسبة".
© 2008 تقرير مينا(www.menareport.com)