أكد اليومَ أحد الخبراء أن التقنية المتقدمة وغير المسبوقة التي يتمّ صياغة تصوراتها في دبي يُمكن أن تغيّر الطريقة التى يقوم بها المهندسون المعماريون بالتعبير عن طموحات المجتمعات وثقافاتها فى مشاريعهم و تصميماتهم.
وكان د. أحمد عقيل من الجامعة البريطانية في دبي قد قام بدعوة أكثر من ثمانين خبيراً إقليمياً ودولياً من 25 دولة حول العالم إلي مؤتمر استضافته مكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية وذلك لمناقشة أحدث التوجهات والتطورات في مجال ما يُعرف باسم "الهندسة المعمارية التخيلية".
ومن المعروف أن الهندسة المعمارية التخيلية تجمعُ بين الهندسة المعمارية والوسائط الحديثة وتقنيات الحوسبة من أجل تسهيل عملية تخطيط مجموعة واسعة ومتباينة من مشروعات التشييد المختلفة وتنفيذها.
ويعلق د.أحمد عقيل، كبير المحاضرين في الهندسة المعمارية بالجامعة البريطانية في دبي قائلاً: "إن تكاملَ وتداخل تقنية المعلومات والهندسة المعمارية إنما يقود نحو تفاعل بأشكال متباينة ومتسعة بين العالم المادي والعالم الافتراضي أو التخيلي".
وأردف د.عقيل قائلاً: "تنطوي الهندسة المعمارية التخيلية أو الافتراضية على فوائد عديدة بفضل عمقها وتعددية تطبيقاتها، وهي تبشر بمشروعات إنشائية وتقنيات غير مسبوقة لتصور العالم من حولنا".
وأكد العديد من المشاركين في أعمال المؤتمر أن التقنيات الحديثة هيمنت في الأعوام القليلة الماضية على قضايا التصميمات المعمارية، مشيرين في هذا الصدد إلى أن الهندسة المعمارية الحديثة تقبل اليومَ تكامل أدوات وتقنيات التصميمات الرقمية مع عملية التصميم من جهة، وتكاملها مع حياتنا اليومية من جهة ثانية.
وفي كلمته الافتتاحية، عرضَ د.أحمد عقيل مقاربتين اثنتين أمام المشاركين في مداولات المؤتمر، أولاهما حول العالم الافتراضي التي يشبه عالمنا المادي، وبتعبير آخر نموذج الحاسوب كنموذج مادي، والعالم الرقمي كعالم مادي.
وأما المقاربة الثانية فتركزت حول سبل وأنماط التفاعل بين الأجسام البشرية والبيئة الافتراضية، مستكشفاً أنماط تفاعل المستخدمين مع العوالم الافتراضية عبر استخدام مؤشر الشاشة بوصفه يداً بشرية، والتمثيلات الرسومية ثنائية أو ثلاثية الأبعاد بوصفها جسداً بشرياً، والكاميرا الرقمية بوصفها عيناً بشرية.
وقد تناولت محاضرات المؤتمر نطاقاً عريضاً من القضايا ذات الصلة، مثل إدماج تصميمات الهندسة المعمارية المنفذة بمساعدة الحاسوب في التعليم المعمارى والبحث العلمى والممارسة المعمارية، والتقنيات المختلفة لنمذجة المُدن الحضرية، والتصوير الإبداعى، وتصوير المعلومات. كما ناقش المشاركون في أعمال المؤتمر الاحتمالات المختلفة للتوجهات الجديدة فى التصميم المعمارى، مثل التهيئات الكلية، ومحاكاة الأداء، والنمذجة الافتراضية، والتصميمات الافتراضية، والتشييدات الافتراضية، وتأثير كل ما سبق على التصميمات النهائية لصناعة التشييد ومدى تأثير ذلك في رضا المستخدمين عموماً.
كما عرض المشاركون في المؤتمر منهجيات متعددة فيما يتعلق بالتصميمات التعاونية، والتصميمات الذكية، والاستدلال المبنى على الحالات، ومنهجيات التصميم، والمنهجيات التجميعية، والتصميمات المبنية على الويب، والعمارة الثورية، والأشكال ذاتية التوليد. وقد أشارت الأوراق البحثية المقدمة إلى أن الأنماط المختلفة للتفاعل مع العالم الافتراضي يمكن أن تسهم في إثراء فهمنا لطريقة تفاعلنا مع العالم المادي، كما يمكن أن تقدم فكرة معمقة حول الطريقة التي نفهم بها الكتل و الفراغات وتفاعلنا معها.
يشار هنا إلى أن المؤتمر انعقد برعاية عدد من الجهات المرموقة مثل المجلس الثقافى البريطاني والهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي. وسيتم تضمين الأوراق البحثية التي تم تقديمها خلال أعمال المؤتمر في "المؤشر التراكمي العالمي للمنشورات حول التصميمات المعمارية الهندسية المنفذة بمساعدة الحاسوب"، والذي يمثل قاعدة بيانات عالمية تضم الدراسات والبحوث التي يستعين بها الباحثون المتخصصون في كل مجال.
© 2007 تقرير مينا(www.menareport.com)