رصدت دراسة عربية اعدها الدكتور رامز الطنبور مدير العلاقات الخارجية بجامعة الجنان بلبنان تحت عنوان " معوقات النهوض بالاداء التسويقي في الوطن العربي " والتي تقدم بها مؤخراً للمشاركة في احدى مؤتمرات المنظمة العربية للتنمية الادارية أهم مشاكل التسويق في الدول العربية ومنها حجم الانتاج حيث يعتمد الانتاج الكبير على استثمارات ضخمة وعلى قطاع صناعي هائل وهذا غير متوافر في الوطن العربي لان الاستثمارات العربية في الغالب تتجه نحو الخارج حيث تصل الاموال العربية المهاجرة إلى 800 مليار دولار وما زال القطاع الصناعي العربي هزيلا حيث استحوذ هذا القطاع على 18.8% من قوة العمل بينما استحوذ قطاع الزراعة على 31.7% وبلغ قطاع الخدمات 49.5% في عام 2001 ورغم وصول سكان الوطن العربي نحو 4.5% من اجمالي سكان العالم والمساحة تمثل 10.2% الا ان الصادرات العربية لا تتعدى 3.9% من اجمالي الصادرات العالمية كما ان الواردات لا تساهم الا بنحو 2.6% على الصعيد العالمي الأمر الذي يشير إلى ضعف البنية الاقتصادية مما ينعكس سلباً على الانتاج وعلى الدخل.
وتعد الامية العائق الثاني حيث يصل مجموع سكان الوطن العربي إلى 288 مليون نسمة بنهاية عام 2001 ووصل مجموع الاجنبي إلى 68 مليونا أي ما نسبته 23.6% هذا والعالم على ابواب عصر التسويق الالكتروني الا ان هذا الدور التسويقي للانترنت معوق في العالم العربي بسبب انتشار الامية والضعف في الامكانيات المادية.
واضافت الدراسة، وكما ذكرت صحيفة الأيام السعودية التي أوردت الخبر،:" ان عملية التسويق تعتمد في الاساس على معرفة مطالب السوق ورغبات المستهلكين الا ان هذا الاسلوب يتطلب تكاليف مادية باهظة لا يقوى عليها الانتاج البسيط الذي يسود العالم العربي لذلك تبتعد معظم المؤسسات عن هذا الاسلوب بسبب ارتفاع تكاليفها مما ينتج عنه ضعف في العملية التسويقية وتشكل البنية التحتية قاعدة صلبة تساهم في استكمال عملية التسويق الا ان الكثير من الدول العربية تفتقد اساسيات البنية التحتية للدولة مما يعوق عمليات التسويق الداخلي والخارجي ايضاً وتعد الشركات المتعددة الجنسيات المسيطر الاكبر على اسواق العالم العربي بغض النظر عن منتجاتها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والتي تتقن فنون التسويق الحديث مما يجعل السوق العربي اسيراً لهذه المنتجات".
واشارت الدراسة الى انه رغم الطفرة التسويقية التي حدثت في الوطن العربي الا انها لم تستكمل بعد واهملها الكثيرون بالطفرة التسويقية في الوطن العربي لم يواكبها التطور الاقتصادي والاجتماعي المرافق لذلك كما ان فقدان الجودة نسبياً في البضائع المصنعة محلياً مقارنة بالبضائع العالمية يضعف قدراتها على المنافسة في الاسواق المحلية وعدم قبولها في الاسواق العالمية حيث ان الجودة اصبحت من متطلبات السلعة والمستهلك.
وطالبت الدراسة بضرورة تأسيس شركات عربية عملاقة بخبرات عالية لمواجهة المنافسة من جانب الشركات متعددة الجنسيات وتقدر على مواكبة عصر العولمة الاقتصادية ومثل هذه الشركات تتعاظم مع الاداء التسويقي الجيد. ودعت الدراسة الدول العربية بالتماسك والتوحد في تجمع - اقتصادي على الاقل -