كشفت دراسة ميدانية حديثة حول ظاهرة عمالة الاطفال في اليمن عن تزايد معدلات تشغيل الاطفال بشكل لافت خلال العامين الماضيين، حيث اشارت الدراسة الى ان 28 بالمائة من الاطفال العاملين يقضون اوقات اطول في العمل خاصة من يعملون في المهن الشاقة.
كما بينت الدراسة ان 15 بالمائة من هؤلاء يتعرضون لاصابات عمل مختلفة تصل في بعض الاحيان الى حد الاعاقة، فيما يشكو 9 بالمائة من الاطفال من انخفاض الاجور فضلا عن تعرضهم للمضايقات والعنف البدنى والنفسى من قبل اصحاب العمل. وجاء في الدراسة التي اعدها الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن والتي شملت 1900 عينة عشوائية ان 43 بالمائة منهم تتراوح اعمارهم ما بين 12 و14 عاما و19 بالمائة ما بين 15و18 عاما كما ان ثلاثة بالمائة منهم، اميون.
وأشارت، وكما ذكرت صحيفة الخليج الإماراتية، الى ان 27 بالمائة من الاطفال المشمولين بالدراسة يعملون كباعة متجولين و22 بالمائة في ورش اصلاح السيارات والنجارة و14 بالمائة في محلات بيع التجزئة و7 بالمائة في المطاعم والمخابز و6 بالمائة في المهن الزراعية و4 بالمائة في التسول.
واوضحت ان ابرز اسباب انخراط الاطفال في سوق العمل يرجع الى اتساع نطاق الفقر وحاجة الاسر لعمل الاطفال لتغطية جزء من المصروفات، يضاف الى ذلك تسرب الاطفال من المدارس لاسباب اقتصادية واجتماعية وتزايد الاعباء المعيشية نتيجة سياسات تحرير الاسعار والتوجة نحو اقتصاد السوق.
وتتبنى الحكومة اليمنية سلسلة برامج للحد من ظاهرة تشغيل الاطفال بالتعاون مع منظمة اليونسيف ومنظمة العمل العربية وبرنامج الامم المتحدة الانمائى بعد ان تنامت ظاهرة تشغيل الاطفال بشكل كبير خلال السنوات الماضية حيث تشير الاحصائيات الى وجود 400 الف طفل عامل في اليمن يعملون في مهن لا تتناسب مع اعمارهم، الى جانب وجود مليوني طفل لا يدرس ولا يعمل لان 22 بالمائة من الاطفال في مرحلة التعليم الاساسي لا يلتحقون بالمدارس سنويا، الامر الذي يمكن ان يرفد ظاهرة تشغيل الاطفال بالمزيد من المنخرطين في سوق العمل ويعزز من ذلك التركيبة السكانية، فنحو 79 بالمائة من سكان اليمن البالغ تعدادهم 19 مليون نسمة هم من الاطفال والشباب تحت سن 24 عاما.
© 2005 تقرير مينا(www.menareport.com)