الانطباع الذي خلفته نتائج الجولة الثانية لهيئة الحوار الوطني بأن الدوران في فراغ الاستراتيجية الدفاعية من دون التطرق الى بند السلاح خارج الدولة سيستمر الى حين انعقاد الجولة الثالثة في 24 تموز المقبل، لم يطمئن المتعاملين في بورصة بيروت التي جاء تطورها أمس مشابها لما شهدته مطلع الاسبوع من حذر وترقب الى ان خرقته صفقات خاصة على صكوك مدرجة على لوائحها انعشت النشاط فيها.
فبعدما كاد التداول يقتصر حتى منتصف جلسة أمس على عدد قليل من الصكوك، سجلت فجأة عمليتان خاصتان كبيرتان على اسهم "سوليدير" تناولت الاولى تبادل 1051789 سهماً من الفئة "أ" دفعة واحدة خارج قاعدة العرض والطلب التقليدية بسعر تحدد بالتراضي في آخر الجلسة ب13,17 دولاراً (زائد 0,76 في المئة)، والثانية تبادل 1006150 سهماً من الفئة "ب" بسعر 13,02 دولاراً وفق الآلية عينها (زائد 0,15 في المئة) وذلك عقب تبادل 2075 سهما من الفئة "أ" و1500 سهم من الفئة "ب" في بداية الجلسة باسعار راوحت بين 13,25 و13,00 دولاراً تبعا لقاعدة العرض والطلب التقليدية. كذلك بالنسبة الى قطاع المصارف الذي شهد عملية خاصة كبيرة نسبياً أمس تناولت تبادل 84159 شهادة ايداع من "بنك لبنان والمهجر" دفعة واحدة بسعر 7,70 دولارات للشهادة الواحدة (دونما تغيير) الى عمليات عادية صغيرة على اسهم "بنك عودة" المدرجة بسعر 5,66دولارات (ناقص 1,22 في المئة) وعلى أسهم "بنك بيبلوس" العادي التي ارتفعت أسعارها الى 1,50 دولار (زائد 1,35 في المئة) والذي استقرت أسعار اسهمه التفضيلية – 2009 على 100,30 دولار.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر لبنان والمهجر للاسهم اللبنانية بارتفاع مقداره 0,66 نقطة ونسبته 0,06 في المئة على 1143,00 نقطة، في سوق اكثر نشاطاً تبودل فيها 2191630 صكاً قيمتها 27741442 دولاراً، منها 1051789 سهماً فئة "أ" و1006150 سهماً فئة "ب" قيمتها مجتمعة 26838030 دولاراً و84159 شهادة ايداع من مصرف "بلوم" قيمتها 648024 دولاراً، في مقابل تداول 1752068 صكاً قيمتها 9504775 دولاراً أول من أمس.في الخارج، استمرت الضغوط على الاورو مع تزايد مشاعر القلق في أوساط المستثمرين في شأن ما ستفضي اليه القمة الاوروبية التي ستعقد في بروكسيل الخميس والجمعة من مقررات تعالج أزمة ديون دول جنوب أوروبا التي ارتفعت الفوائد كثيراً على سنداتها السيادية بما يزيد اعباء خدمة هذه الديون تفاقماً. وفي هذا السياق، جاء الاعلان امس ان اسبانيا اقترضت 3,077 مليارات أورو لثلاثة وستة أشهر بمعدلات فائدة مضاعفة مرتين وثلاث مرات توالياً، شأن ايطاليا التي اقترضت 3,9 مليارات بفوائد مرتفعة، ليضغط على الاورو الذي عانى قرار وكالة "موديز" خفض تصنيفها الائتماني ل28 مصرفاً اسبانياً ومؤسستين للتسليف المالي.
كما كان للاعلان ان مصارف قبرص مكشوفة كثيراً على اليونان المثقلة بالديون مما يضطرها الى طلب مساعدة "صندوق الانقاذ المالي الاوروبي" بما مقداره 1,8 مليار أورو، أي ما يوازي 10 في المئة من ناتجها المحلي الاجمالي لسد عجز عدد من المصارف فيها، انعكاسه السلبي على الاورو. الى ذلك، جاء التشكيك في امكان تبني القمة الاوروبية اقتراحا مطروحا للمناقشة يقضي بانشاء مؤسسة تعنى باصدار سندات اوروبية مشتركة تمهيدا لاطلاق اتحاد مالي اوروبي لتمويل ديون سيادية أوروبية مشتركة بعد تحديد الشروط التي ينبغي توافرها في الدول المرشحة للافادة من اموال هذه المؤسسة، كون هذا الاقتراح لا يزال يلقى معارضة شديدة من المانيا التي تتمسك بخطط التقشف القاسية التي ينبغي ان تلتزمها الدول المثقلة بالديون للحصول على المساعدات المنشودة. وفي انتظار ما ستفضي اليه القمة الاوروبية في هذا الشأن، اقفل الاورو في نيويورك على 1,2497 دولار في مقابل 1,25 أول من أمس من غير ان تستفيد المعادن الثمينة من ضعفه، إذ أقفلت اونصة الذهب ب1573,25 دولارا في مقابل 1584,00 وأونصة الفضة ب27,11 دولارا في مقابل 27,55 في الفترة عينها. كذلك الامر بالنسبة الى أسواق الاسهم الاوروبية التي افتقرت الى اتجاه واضح تحت ضغط التوقعات في شأن معالجة أزمة ديون منطقة الاورو مع استمرار معارضة المانيا لاصدار سندات مشتركة لهذه المنطقة تساهم في تخفيف أعباء ديونها.
وعلى رغم تركيز انظار المستثمرين في الولايات المتحدة على أزمة الديون في منطقة الاورو قبل القمة الاوروبية وانشغالهم بتراجع ثقة المستهلكين فيها من 64,4 نقطة في ايار الى 62,00 في حزيران، لقيت الاسهم الاميركية دعما من ارتفاع اسعار المساكن بنسبة 0,7 في المئة في نيسان، الامر الذي جعل مؤشر داو جونز الصناعي يقفل مرتفعا 32,01 نقطة على 12534,67 نقطة ومؤشر ناسداك 17,90 نقطة على 2854,06 نقطة.
