ارتفعت حدة الخوف لدى البريطانيين من حصول نقص في المواد الغذائية، مع تفشي فيروس كورونا. وازدادت مستويات الشراء بشكل لافت، إذ دفعت عمليات "شراء الذعر"، محلات السوبر ماركت البريطانية، إلى وضع خطط طوارئ "لتغذية الأمة"، ومساعدة البلاد على مواجهة الأزمة.
تقوم هذه الخطط على تقليص محلات السوبر ماركت لبعض أنواع الأطعمة، والتركيز بدلاً من ذلك في الحفاظ على إمدادات المنتجات الأساسية. وتتزامن تفاصيل الإستراتيجية المطبقة لضمان عدم انقطاع إمدادات الغذاء، مع كشف رئيس الوزراء بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، عن "خطط المعركة" للتصدي للتفشي المحتمل للفيروس. ومن المتوقّع أن تشمل الخطط، خطوات للحد من انتشاره بين الحشود، والأشخاص الأكبر سناً والأكثر ضعفاً.
وفي حديث رئيس الوزراء، مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أمس الاثنين، قال إنّ "الأهم الآن هو أن نستعد لمواجهة التفشي الكبير المحتمل لفيروس كورونا بين سكان المملكة المتحدة. وأضاف "يبدو أنّ هذا الأمر بات واضحاً".
وعن آخر مستجدات تفشي الفيروس في المملكة المتحدة، تمّ تأكيد ثلاث حالات جديدة، أمس الإثنين، ليصل العدد الإجمالي إلى 39. وأكدت وزارة المالية، أنّه سيتم إعادة رسم ميزانية الأسبوع المقبل، للتركيز على دعم الاقتصاد ضد تأثير فيروس كورونا. كما ألغت الخطوط الجوية البريطانية و"رايان إير"، مئات الرحلات الجوية بين مطار هيثرو وأجزاء من إيطاليا وفرنسا والنمسا وبلجيكا وألمانيا وإيرلندا وسويسرا، وكذلك مطار "JFK" في نيويورك.
وقالت الحكومة الاسكتلندية إنّ ما يصل إلى 250 ألف اسكتلندي، يمكن أن يدخلوا المستشفى في تصوّرها لأسوأ السيناريوهات. أمّا أوروبا فرفعت مستوى خطر الإصابة بفيروس كورونا من "معتدل إلى عال"، حيث قفزت الوفيات في إيطاليا من 18 إلى 52 ووصل انتشار المرض إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.
وظهرت المزيد من التفاصيل حول تشريعات الطوارئ، التي تعتزم الحكومة طرحها، بما في ذلك خطط تمكنها من الحد من الأحداث العامة، فضلاً عن تحديد المناطق المحظورة.
وفي ما يتعلّق بخطط طوارئ السوبر ماركت، فقد أوضح تفاصيلها المحلّل برونو مونتاين، من شركة الاستثمار "بيرنشتاين" للتحالف.
وقال مونتاين، حسب ما أوردته صحيفة "ذا غارديان"، اليوم الثلاثاء، إن تفشي الفيروس بشكل كبير قد يؤدي إلى "شراء الذعر، والأرفف الفارغة، وأعمال شغب حول الغذاء". بيد أنّه لفت إلى أنّ لدى تجار التجزئة "خططا جاهزة" للتعامل مع التعطيل، والانتقال إلى وضع "تغذية الأمة". وأضاف أنّ محلات السوبر ماركت ومورديها سيعملون معاً للاتفاق على أنواع الأطعمة التي ستعطى الأولوية.
وفي محاولة من مونتاين لطمأنة الناس، قال إنه لا يتوقع ارتفاع الأسعار "لأنّه لا يمكن أن يستغل تجار التجزئة للمواد الغذائية لحظة الأزمة لتحقيق المزيد من الأرباح". وعلى الرّغم من ذلك، فقد حذر من أنّ الاضطراب قد يكلّف القطاع خسارة قدرها 1.2 مليار جنيه استرليني. وأشار إلى أنّه في حالة النقص الحاد في المواد الغذائية، من المتوقّع أن يتم استدعاء الجيش "لحماية المستودعات وشاحنات المواد الغذائية والمخازن".
من جهة أخرى، أفاد العديد من تجّار التجزئة للمواد الغذائية، عن علامات تدلّ على "شراء الذعر". وقال مسؤول تنفيذي كبير في أحد محلات السوبر ماركت الكبرى، لصحيفة "ذا غارديان"، إلى أنّ القائمين على محلات السوبر ماركت شهدوا عمليات شراء مكثّفة، لتخزين المياه المعبأة في زجاجات، والمأكولات الأساسية مثل الأطعمة المعلبة والمعكرونة ومنتجات التنظيف.
بدورها، نصحت السوبر ماركت البريطانية عبر الإنترنت "أوكادو"، العملاء بتقديم الطلبات قبل وقت أبعد بكثير من المعتاد؛ بسبب "الطلب المرتفع بشكل استثنائي".
ومن المتوقع أن يجتمع، هذا الأسبوع، أعضاء قسم وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية، ومجموعة الاتصال في حالات الطوارئ لسلسلة الغذاء، لمناقشة كيفية الحد من تأثير فيروس كورونا.
وقالت وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية، في بيان، إنّه يمكن اجتماع هذه المجموعة، للاستجابة لحالات الطوارئ، والربط بين صناعة الأغذية ونشاط الطوارئ المدنية للحكومة المركزية، للتخفيف بسرعة من حدّة تأثير أي مسائل وضمان توفير إمدادات صحية ومتنوعة من الأغذية.
ويبدو خوف الناس من انقطاع المواد الغذائية أيضاً، من خلال إقبالهم على تخزين المواد الغذائية المجمّدة. وأشار المدير العام لسوبر ماركت "أيسلندا" نايجل برودهرست، إلى أنّ المتاجر شهدت عددًا أكبر من المتسوقين، حيث تنفق مبالغ أكبر بكثير من المعتاد. ولفت إلى أنّ مبيعات الأغذية المجمدة، شهدت زيادة ملحوظة.
في المقابل، رفضت كل من محلات سوبرماركت "ويتروز" و"موريسونز" وسلسلة "كو أوب"، التعليق على مستوى التخزين، واكتفت بالقول، إنها تشهد المزيد من الطلب على منتجات التنظيف ومعقّمات الأيدي.
وأكّد أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في إحدى محلات السوبر ماركت الرئيسية في المملكة المتحدة، أنّ جميع محلات السوبر ماركت الكبرى لديها خطة "ب" لمصادر الغذاء.
بدوره، قال أندرو أوبي مدير الغذاء والاستدامة في اتحاد التجزئة البريطاني، إنه كان "هناك زيادة في الطلب على أدوية تعقيم الأيدي وغيرها من منتجات النظافة، وإن توافر المنتجات لا يزال جيدًا".